سباق "كردى - تركى" لاستمالة القوات الشعبية السورية.. "الشعب الكردية" تأمل فى نيل الدعم العسكرى لصد الغزو التركى على عفرين.. وأنقرة ترحب بخطوة دمشق حال استهدافها القضاء على الأكراد.. وتحذر: دفاعها لن ي

تتعقد الأوضاع بشكل متسارع على جبهة القتال السورية، وتحديدًا فى مدينة عفرين، الواقعة فى شمال سوريا مع الحدود التركية، وذلك إثر العملية العسكرية التى تشنها أنقرة تحت مسمى "غصن الزيتون"، على المدينة السورية بدعوى محاربة القوات الكردية التى تهدد أمنها القومى بحسب مزاعم رجال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى تستهدف قواته الأحياء السكنية والمدنيين لا العسكريين كما يدعى. والتطور الخطير الذى تشهده الحدود السورية التركية فى اللحظة الحالية يتمثل فى تقدم قوات شعبية موالية للحكومة السورية نحو عفرين لمساندة القوات الكردية فى مواجهة الغزو التركى، وهذا التقدم للقوات السورية نحو المنطقة الكردية التى غادرتها منذ عام 2012، يتوقع أن يكون له أحد مردودين، الأول أن تشتعل جبهة القتال بين الأطراف السورية من جهة، والقوات التركية من جهة أخرى، مما يستدعى تدخلًا دوليًا لبحث حلول سياسية لإنهاء تلك المواجهات التى من شأنها اضعاف جبهة المواجهة مع تنظيم "داعش" الإرهابى الذى ينهش فى جسد الدولة السورية منذ سنوات عدة. أما السيناريو الثانى والأقل حدة، فيتمثل فى أن تتمكن القوات الشعبية السورية من اقناع القوات الكردية فى منطقة الشمال بالبعد عن منطقة التماس مع القوات التركية، وأن تخضع تلك المناطق لسيطرة الحكومة السورية، مما يعنى زوال الخطر الكردى المزعوم من أنقرة على أمنها القومى، وفى هذه الحالة لن يكون أمام الجيش التركى إلا إنهاء عمليته العسكرية داخل الأراضى السورية والعودة إلى حدود دولته، وذلك لعدم وجود أى أسباب للاشتباك بين قواته والقوات السورية. الأكراد وتركيا يراهنان على دخول القوات السورية إلى عفرين وفى حالة تقييم تقدم القوات السورية إلى مدينة عفرين على مستوى المصلحتين الكردية والتركية، فإن هذه الخطوة بالنسبة للأكراد تأتى بمثابة (الشعرة التى تعلق بها الغريق) – أى القوات الكردية – فى مواجهة التقدم التركى وقصف المدفعية الذى لا يتوقف مستهدفًا كل ما هو مدنى وعسكرى داخل المدينة السورية، أما فيما يتعلق بالجانب التركى، فإن التقدم مفيد أيضًا، حيث تعلق أنقرة أمالها فى أن تكون هذه الخطوة ليست من أجل المشاركة فى المعركة العسكرية، بل لتنحية الأكراد جانبًا وإعادة المنطقة الشمالية لسيطرتها بما يرضى الجانبين السورى – الذى يكون بذلك قد وسع رقعة الأراضى الخاضعة لسيطرته والتى سبق وتقلصت خلال المواجهات مع الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية – وكذا الأتراك الذين يكونوا قد تخلصوا من تواجد القوات الكردية على حدودهم. وهذه التحليلات تضح من خلال التصريحات الصادرة، اليوم الاثنين، من الجانب الكردى والتركى على السواء، فمن جانبها، قالت مصادر فى وحدات حماية الشعب الكردية فى شمال سوريا، إنها توصلت إلى اتفاق مع دمشق لدخول القوات السورية منطقة عفرين للمساعدة فى صد الهجوم التركى، وهذا فى الوقت الذى لم يخرج فيه أى تعليق من الحكومة السورية، حول هذا الاتفاق. وجاء التعليق الوحيد من الجانب الحكومى السورى، عبر إعلان تلفزيون الإخبارية السورية، اليوم الاثنين، أن قوات شعبية موالية للحكومة ستدخل عفرين خلال ساعات، وهو ما يعنى أن القوات الحكومية لن تشارك فى تلك العملية بل تركت الأمر لقوات شعبية تابعة لها، ورغم ذلك فإنه لا يوجد أى وجود لعنصر من الجيش السورى فى منطقة عفرين فى الوقت الحالى. بدوره، أوضح مسئول كردى، أن الحكومة السورية، وقوات سوريا الديمقراطية، توصلت إلى اتفاقية تتضمن دخول الجيش السورى إلى مدينة عفرين، على الرغم من الاختلاف السابق حول مطالب الجيش السورى بضرورة تخلى القوات الكردية عن جميع أسلحتها قبل تقدم القوات الحكومية إلى الشمال، مشيرًا إلى أن ما تم الاتفاق عليه مجرد تفاهمات عسكرية فحسب، وأنه ستكون هناك محادثات سياسية مع دمشق لاحقا. الأكراد: الاتفاق مع الحكومة هدفه حماية المدينة والدفاع عنها فيما، قال المستشار الإعلامى لوحدات حماية الشعب فى عفرين، الأحد، إن الهدف من هذا الاتفاق هو حماية المدينة والدفاع عنها، وأشار المسئول الكردى، إلى أن جميع الخيارات متاحة طالما تمنع الدخول التركى إلى المدينة، بحسب تعبيره، وقال المسئول الكردى البارز، بدران جيا كرد، لـ"رويترز"، إن "قوات الجيش السورى ستدخل منطقة عفرين، كما أنها ستنتشر فى بعض المواقع الحدودية". وأكد جيا كرد، "يمكن أن نتعاون مع أى جهة تمد يد العون لأن الرأى العالمى صامتاً تجاه الجرائم الوحشية التى ترتكب أمامهم"، وأضاف أن "الاتفاق الذى تم التوصل إليه لم يتضمن أى ترتيبات سياسية، لذا فإنه يمكن أن ينهار فى أى وقت، وتابع "لا نعلم لأى مدى سيصمد هذا الاتفاق لأن هناك أطرافاً عديدة ليست راضية عن هذا الاتفاق وتريد إفشاله". وفى حال تنفيذ هذا الاتفاق، فإن القوات التركية ستجد نفسها تقاتل فى عفرين ليس فقط المقاتلين الأكراد، بل قوات الجيش السورى، أيضًا، حيث يدعو الأكراد فى عفرين الحكومة السورية إلى مواجهة الهجوم التركى، وفى الوقت ذاته، رأى مسئول سياسى كردى – حسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء - أن روسيا ربما تعارض الاتفاق لأنه يعقد جهودها الدبلوماسية مع تركيا. وزير الخارجية التركى: نرحب بالقوات السورية حال تقدمها للقضاء على الأكراد أما فيما يتعلق بالجانب التركى، فقد خرج أول تعليق رسمى لأنقرة حول تقدم القوات السورية باتجاه عفرين، على لسان وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو، اليوم الاثنين، الذى رحب بتلك الخطوة على شرط أن تكون بهدف القضاء على "وحدات حماية الشعب الكردية". وحذر وزير الخارجية التركى، فى مؤتمر صحفى خلال زيارة للعاصمة الأردنية عمان، من أن القوات التركية ستواجه أى قوات للحكومة السورية تدخل منطقة عفرين فى شمال غرب سوريا لحماية مقاتلى وحدات حماية الشعب الكردية، مضيفًا "إذا دخل النظام هناك لتطهير المنطقة من حزب العمال الكردستانى وحزب الاتحاد الديمقراطى، فلا توجد مشكلة"، وتابع "لكن إذا جاء للدفاع عن وحدات حماية الشعب الكردية فحينها لا شئ ولا أحد يمكنه وقفنا أو وقف الجنود الأتراك". وفى حالة تصاعد الأوضاع على الحدود بين الأطراف السورية، والقوات التركية، فإن تزايد حدة الاشتباكات ستستدعى تدخل دولى عاقل يضغط على جميع الأطراف لوقف اطلاق النار واللجوء لطاولة لمفاوضات وبحث السبل والحلول الدبلوماسية لإنهاء الأزمة والقتال الذى يدفع فاتورته المدنيين السوريين.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;