"انفراد" يكشف انتشار لعبة "السلايم" فى المحلات رغم تحذيرات الإصابة بالتسمم والسرطان.. شبرا ووسط البلد أكثر الأماكن لعرضها ويتراوح سعرها من 10 لـ 25 جنيها.. والتجار يؤكدون: "آمنة.. ونتعرض لحرب تجارية"

كم مرة قمت بشراء لعبة لأولادك للتخلص من إلحاحهم أو لإدخال البهجة عليهم، بالتأكيد أنك سوف تفكر جيدًا قبل الأقدام مجددًا على هذه الخطوة، خاصة إذا علمت أنهم قد يكونوا عرضة للإصابة بالتسمم أو الأورام السرطانية، جراء استخدام بعض الألعاب ومنها "السلايم"، بحسب تحذيرات الطب الشرعى والسموم بطب بورسعيد. وعلى الرغم من التحذيرات الخطيرة السابقة إلا أن جولة "انفراد"، داخل عدد من محلات الألعاب والهدايا التذكارية المنتشرة فى أحياء شبرا ووسط البلد، كشفت عن التواجد المكثف لهذه الألعاب بأشكال مختلفة والتى يتراوح سعرها ما بين 10 و25 جنيهًا. تواجد مكثف داخل محلات اللعب داخل أحد محال الهدايا التذكارية بجوار مجمع الأحياء وقف أحد العمال يستعرض أنواع "السلايم"، أمام إحدى الأمهات معددًا مزاياها، ومنها ألوانها الزاهية وسهولة تشكيلها بجانب أسعارها الرخيصة التى تبدأ من 10 إلى 25 جنيهًا بحسب الحجم. "إحنا مش ملاحقين على الطلبات".. هكذا بدأ البائع السابق حديثه معبرًا عن شدة الإقبال على اللعبة التى لم تظهر سوى من شهرين فقط بحسب قوله، بسبب تعلق الأطفال بها، مؤكدًا على أنها آمنة تماما وصحية، قائلا: "وإلا ماكنوش سمحوا باستيرادها من الصين".. بحسب قوله. استغلال عدم معرفة المستهلكين بأخطارها أو عدم صدور قرار بمنعها هو المبرر الذى يتخذه بعض التجار لخداع المستهلكين والتأكيد على عدم خطورتها فى حى وسط البلد، حيث سجل "السلايم" حضورًا قويًا داخل عشرات من محلات الألعاب والهدايا التذكارية، والتى لم تختلف كثيرا عن المنتجات فى حى شبرا، ولكن بأسعار مختلفة قليلا، حيث بدأ سعرها من 15 إلى 35 جنيهًا بحسب حجمها. حجة عدم المنع لخداع المستهلكين "اللعبة آمنة تمامًا بس أحنا بنتعرض لحرب تجارية".. هكذا برر أحد ملاك المحال التى تبيع هذه الألعاب ما يثار عن المخاطر والآثار السلبية الناتجة عن هذه الألعاب، وتأتى ضمن حرب الشائعات التى يشنها البعض لتقليل المبيعات، وقال "لو كانت خطر كانوا منعوها" بحسب ما أكد. مخالفة للمواصفات القياسية بالرجوع إلى الاشتراطات الأساسية لأمان لعب الأطفال فإن هذه الألعاب تشكل مخالفة صريحة للضوابط التى تم النص عليها فى المواصفات القياسية المصرية برقم 7093 لسنة 2013، وهى ضرورة أن تصمم وتركب اللعب بحيث لا تشكل مخاطر صحية أو أخطاراً متعلقة بإصابات جسدية من خلال تناولها بالفم أو الاستنشاق أو التلامس مع الجلد أو الأغشية المخاطية أو العين عند استخدامها، وألا تسبب اللعب وأجزاؤها أى أخطار متعلقة بالاختناق. الدكتورة هبة يوسف أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى والسموم بطب بورسعيد أكدت أن لعبة "السلايم" ذات الألوان المتوهجة والأشكال المتعددة خطيرة جدا على الأطفال وتسبب آثارا حادة ومزمنة. أمراض متعددة أشهرها التسمم والسرطان ومنها أعراض تسمم حادة فى حال تناولها بالفم أو الملامسة بالجلد فيحدث القيء والتقلصات المؤلمة بالجهاز الهضمى والأمعاء وعدم التحكم فى البول أو البراز مع إسهال شديد، وحكة شديدة واحمرار عند ملامستها للجلد لأكثر من ساعتين، وتهيج الأغشية المخاطية للأنف والعينين، أما الآثار المزمنة فهى تؤثر على الجهاز العصبى والأعصاب وتؤدى إلى الصداع المزمن وضعف الذاكرة وعدم التركيز كما أن بعض الأبحاث الطبية العالمية أثبت علاقتها بحدوث الأورام السرطانية والفشل الكلوى. ومن جانبه أكد أحد المصادر فى وزارة التموين الذى رفض ذكر اسمه، أن الوزارة ستعمل بالتعاون مع الأجهزة المختصة فى دراسة الآثار السلبية لهذه اللعبة وعند ثبوتها مخاطرها سوف يتم العمل على سحبها من الأسواق على الفور، ومنع دخولها. مؤكدا على أنه صدر تعليمات مشددة بمنع بيعها وتداولها فى العديد من الأسواق العربية والأوروبية بعد التحذيرات التى أطلقتها العديد من المراكز الصحية فى دول الخليج وهيئة الأغذية والأدوية الأمريكيةFDAبسحب لعبة السلايم من الأسواق، وحذرت من شرائها أو صنعها بشكل رسمى.