شهد اتحاد كتاب مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، الكثير من الأزمات الصعبة، حيث تقدم نصف أعضاء مجلس الإدارة باستقالتهم، والبالغ عددهم 15 من أصل 30 عضوا، هذا بعد تقديم الشاعر حسين القباحى باستقالته منذ قليل، والذى يعتبر آخر مسمار فى نعش مجلس إدارة علاء عبد الهادى، رئيس الاتحاد.
فالاتحاد اليوم يواجه عدة عراقيل فى سير العمل داخله، أولها تقديم الأمير أباظة أمين صندوق الاتحاد استقالته، مساء أمس، فـ"الأمير" هو الوحيد من له حق التوقيع داخل الاتحاد ولا يمكن صرف أى مبلغ إلا بإمضاء منه بصفته أمينا للصندوق، فكيف سيتم صرف أجور العاملين داخل الاتحاد، إلى جانب كيفية دفع الفواتير الرسمية مثل الكهرباء والمياه، وللعلم لا يوجد نائب عنه يقوم بنفس المهمة، فكل هذا سيصيب الاتحاد بالشلل.
وثانى العراقيل هو أنه بتقديم الشاعر حسين القباحى باستقالته وهو العضو رقم 15 داخل مجلس الإدارة يقدم استقالته، يصعب على المجلس الانعقاد، وذلك طبقاً للمادة ٤٢ من قانون الاتحاد، حيث يصعب عقد مجلس الإدارة للبت فى قبول أو رفض أى استقالة سابقة، ولا ينعقد المجلس كما تنص المادة المذكورة إلا بحضور بأغلبية أعضائه، وهو لن يتحقق فى ظل استقالة أكثر من نصف أعضاء المجلس.
جدير بالذكر أن أعضاء الجمعية العمومية باتحاد كتاب مصر، أصدروا بيانا مستعرضين فيه المشكلات التى يعانى منها الاتحاد، نتيجة سياسات رئيسه علاء عبد الهادى، وجاء قرار البيان بسحب الثقة من الدكتور علاء عبد الهادى، واتخاذ الإجراءات اللازمة لعقد الجمعية العمومية طبقا للقانون فى مارس المقبل.
وجاء قرار سحب الثقة من "عبد الهادى" بعد تقدم عدد كبير من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب باستقالاتهم، اعتراضًا على سياسة علاء عبد الهادى رئيس الاتحاد.
وجاءت اشتعال تلك الأزمات بعدما قام الدكتور علاء عبد الهادى، برئيس الاتحاد بنسب المشروعات التى يقوم بها الأعضاء جميعا لنفسه، وقال عدد كبير من الأعضاء أن "علاء" ينسب المشروعات التى يقوم بها الأعضاء جميعا لنفسه، ومن تلك المشاريع الاتفاقات العلاجية مع القوات المسلحة حيث كان "عبد الهادى" رئيس اتحاد كتاب مصر، قد أصدر بيانا فيه، أنه قد تم الانتهاء من الاتفاق مع هيئة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة لعلاج أعضاء اتحاد كتاب مصر بتخفيضات كبيرة فى 27 مستشفى ومركزًا للقوات المسلحة موزعة على أرجاء الجمهورية، وبتخفيضات كبيرة، مما دعا الأعضاء إلى عقد مؤتمر صحفى للإعلان عن تفاصيل ذلك فى الوقت نفسه كان رئيس الاتحاد داخل مكتبه ولم يحضر المؤتمر.
وبعد المؤتمر أصدر اتحاد كتاب مصر بيانا اعتراضا على تصرفات رئيس الاتحاد، بالإضافة لاتهامه بعض الأعضاء بانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين.
وجاء نص البيان: "نؤكد نحن الموقعون على هذا البيان التزام اتحاد كتاب مصر بأنه سيظل دائما مظلة نقابية وثقافية لكل كتاب مصر ومثقفيها ومبدعيها على اختلاف توجهاتهم الفكرية، دون أدنى تمييز أو تفريق، وأن الاتحاد بعيد كل البعد عن كل محاولات التسييس التى يمارسها البعض ضمن أغراض ضيقة لا تعدو كونها مكاسب شخصية لأصحابها".
وأضاف البيان: "وقد حرصنا على بيان موقف الاتحاد بعدما تداولت بعض الأخبار مشاركة رئيس اتحاد كتاب مصر بصفته فى الاجتماع الأخير للتيار الشعبى، وهو الأمر الذى ليس له أى أساس من الصحة، وأن الاتحاد ومجلسه لم يفوض رئيسه فى ذلك، ولا فى أية تجمعات أخرى.. كما نؤكد أن المجلس لم ينعقد على مدى خمس جلسات حتى الآن، اعتراضا من الأعضاء على تصرفات رئيس الاتحاد، ومن ثم لم يناقش الاتحاد هذه القضايا أو عروض للمشاركة فيما سبق ذكره.
وجاء أيضا فى البيان: "هذا ويشدد الموقعون على هذا البيان على التنديد بتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتهم فيه بعض أعضاء المجلس بالانتهازية، واصفا بعض الأعضاء بانتمائهم لجماعة الإخوان، مما يمثل تشهيرا بالأعضاء وتصنيفا كارثيا مرفوضا من كل مبدعى مصر، كما يتضمن نوعا من استعداء الرأى العام ومؤسسات الدولة على نقابة تعد من أهم نقابات الرأى فى مصر.. ونشير فى هذا السياق إلى أنه سبق ووقع رئيس الاتحاد على بيان سابق ينفى عن أعضاء مجلس الإدارة وجود انتماءات إخوانية فى داخله.. وعليه نحتفظ نحن الموقعون على هذا البيان بحقنا فى اتخاذ كل الإجراءات القانونية فى هذا الشأن، والله الموفق.