استضافت جامعة القاهرة، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى إطار موسمها الثقافى، حيث إنه أعلن أن الوزارة ستطبع نصف مليون نسخة من كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح"، وتزود وزارة التعليم العالى بها لتوزيعها على طلاب الجامعات المختلفة.
وأضاف وزير الأوقاف، بكلمته خلال اللقاء المفتوح مع طلاب جامعة القاهرة ضمن فعاليات الموسم الثقافى للجامعة أمس الثلاثاء، أن الغرض من طبع هذه النسخ وإرسالها، تصحيح مفاهيم وأفكار الطالب الجامعى، مؤكدا أن جامعة القاهرة تكلفت بطباعة 4 آلاف نسخة وتم توزيعها على الطلاب .
وقال جمعة، إنه فى هذا المشهد الشبابى المميز من طلاب الجامعات أؤكد أن مصر بخير ما دام شبابها بخير وعلى هذا المستوى من النضج والثقافة وهو بحق شباب يعلم ويتعلم منه، قائلا: "لنا تجربة واسعة فيمن استعنا بهم من شباب وزارة الأوقاف ودفعنا بهم فى العمل القيادى فأبدوا تفوقا كبيرا".
وأضاف وزير الأوقاف، أن تجربة جامعة القاهرة على مدار تاريخها والعامين الأخيرين بصفة خاصة لا تستحق التعميم فحسب بل تستحق الدراسة، مؤكدا أن إقامة مسجدين للطلاب والطالبات خلال عدة أشهر وحرص الجامعة على أن تكون الدعوة بهما على أيدى المتخصصين من الأوقاف والموسم الثقافى المتميز بجوانبه ينبغى أن يكون نموذج يحتذى به.
وتابع وزير الأوقاف: "نوقن أن أهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق وإذا فرط أهل الحق بحقهم تمسك أصحاب الباطل بحقهم، والنفس إذا لم نشغلها بالحق شغلت بالباطل"
وأشار الدكتور محمد مختار جمعة، إلى أنه لا يمكن لإنسان عاقل على وجه الأرض يعرض عليه الدين الوسطى عرضا صحيحا ثم يختار شيئا آخر، مؤكدا أن الإنسان بفطرته يميل للوسطية، قائلا: "إن جنح عن الوسطية ففى الغالب أنها لم تعرض عليه وترك الإنسان للمتطرفين أو أنها عرضت عليه عرضا مشردا، والشيطان يجذب الإنسان للتشدد والجماعات المتطرفة تشده إليها".
وأضاف وزير الأوقاف، أن التطرف والتسيب كلاهما يتغذى على الآخر، قائلا: "لن نستطيع أن نقضى على التشدد من جذوره إلا إذا واجهنا الانحلال والتسيب بنفس القدر"، مشيرا إلى أن كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح"، حاول تصحيح كثير من الأمور التى تحدث الالتباس فى المفاهيم، وأؤكد أن الإسلام لم يحدد نظاما ثابتا أو قالبا جامدا لنظام الحكم صب فيه قواعد الحكم صبا لا يتغير، ولكن على العكس من ذلك وضع أسسا عامة تتغير بتغير المكان والزمان والأحوال والظروف.
وتابع وزير الأوقاف، أنه من علامات الحكم الرشيد أن يحقق العدل بمفهومه الكامل بين الناس وليس العدل فى الحكم فقط وإنما العدل فى المفهوم الشامل للعدالة الاجتماعية فكل حكم يقاوم الفساد بكل ما تعنيه صور الفساد ويحقق العدل ويعمل على قضاء حوائج الناس فى حدود الإمكانات المتاحة وبخاصة حاجاتهم الأساسية من صحة وتعليم وغذاء ومطعم وطاقة وكل ما يوفر لهم الحياة الكريمة هو حكم رشيد.
وأكد وزير الأوقاف، أن الحكم الرشيد يوفر للمواطنين حرية المعتقد ولا يحول بينهم وبين إقامة شعائرهم، مؤكدا أن الأمور الثابتة فى جملتها تتعلق بما بين العبد وربه من عقائد وعبادات وبعض الحقوق أما معظم ما يتصل بحياة الناس فى تعاملهم وإنسانياتهم واجتماعياتهم ففيه متسع كبير لضوابط الزمان والمكان، والمشتركات الإنسانية فى الشرائع السماوية من خلال القرآن الكريم والقيم والأخلاق وحقوق الإنسان أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية.
وأردف وزير الأوقاف، "الله كرم الإنسان فقال لقد كرمنا بنى آدم ولم يقل المسلمين وحدهم وعندما حرم قتل النفس على إطلاقها "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا"، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن امرأة دخلت النار فى هرة غفلت عنها وحبستها ولم تقصد قتلها فلا هى أطعمتها أو تركتها تأكل من رزق الله، ولا يجيز لك الإنسان الاعتداء على أحد أيا كانت ملته أو دينه، وطبع المسلم لا يكون غشاش أو غادر والنبى صلى الله عليه وسلم قال الدين حسن خلق وقال بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وأكد الدكتور مختار جمعة، أنه لا يوجد فى الإسلام قتل على المعتقد قط، وأنه حتى الكافر لا يقتل لأنه كافر وإنما هو قتل برد الاعتداء والعدوان، مشيرا إلى أن الدليل على ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم وجد خلال إحدى الغزوات امرأة كافرة مقتولة قال من قتلها ما كانت لتقاتل فلا تقتل على الكف، مؤكدا أن من له حق إعلان الجهاد هو ولى الأمر فقط.
وأضاف وزير الأوقاف، أن لا يصح لكل مجموعة تعلن الجهاد فى الشرق والغرب وتفتح 100 باب للحرب والاعتداء، مشيرا إلى أن الجهاد حق لولى الأمر فقط قائلا: "مش كل 5 أو 6 من شباب الجماعات إياها يحددون أميرا لهم ويعلنون الجهاد ويستقطبون بعض الشباب من ذوى المشكلات النفسية".
وأكد وزير الأوقاف، أن ولى الأمر فى كل بلد يحدد وفق قانونها ودستورها فإذا كان الدستور أكد أن لرئيس الجمهورية حق إعلان الحرب والسلم فهو ولى الأمر، وإذا كان منوطا بمجلس النواب أو مجلس الأمن القومى أو الشراكة بين هذه المجالس ورئيس الجمهورية، مؤكدا أن ولى الأمر يكون هذا المجلس أو ذاك، ولا يجوز لغيره كائنا من كان إعلان الحرب وإلا نكون فى غابة ويتفرق الناس تفرقا مقيتا يذهب بدولتهم ومجتمعهم.
من جانبه، أكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أن مجلس الجامعة المقبل، سيناقش تعديل جدل المحاضرات داخل الكليات لتوفير نصف ساعة للصلاة داخل المسجدين الجدد بعد كل صلاة، وذلك بعد شكوى عدد من الطلاب لعدم وجود وقت كاف لإقامة الصلاة والعودة لحضور المحاضرات.
وأضاف نصار، أن الجامعة حاربت "الدكاكين والزوايا" داخل الحرم الجامعى، التى كانت تعمل على خطف الطلاب وتشويه عقولهم بأمور خارجة عن الدين الإسلامى من خلال تشييد وإعادة بناء مساجد أحدهما للبنين والآخر للطالبات حفاظا على أبنائنا.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن الجامعة طبقت الشريعة الإسلامية وشيدت المسجد الجامع لتكون الدعوة للصلاة به حفاظا على الطلاب ومحاربة التطرف ومكافحة للجماعات المتطرفة فيه بعد أن لاحظ فى الفترات الأخيرة أن هناك أكثر من مكان يصلى فيه الطلاب وهو ما يشتت عقول الطلاب ويوفر فرصة لوجود الدعوة للتطرف.
اخبار متعلقة..
بالصور.. جابر نصار يهدى درع جامعة القاهرة لوزير الأوقاف
الأوقاف: توزيع نصف مليون نسخة من "مفاهيم يجب أن تصحح" على طلاب الجامعات
وزير الأوقاف: إرسال باحثات لجامعة القاهرة للتأكد من المنتقبات داخل المسجد