لم تأت نتائج انتخابات الثلاثاء الكبير، التى شملت 13 ولاية أمريكية، فى إطار الانتخابات التمهيدية، مفاجأة لكنها لم تحسم الجدل بشأن مرشح الحزب الجمهورى للرئاسة بل قد تدفع بمواجهة علنية من قبل قادة الحزب الرافضين للصاخب دونالد ترامب وتبنى دعم أيا من تيد كروز أو ماركو روبيو.
دونالد ترامب
دونالد ترامب، الملياردير صاحب التصريحات المزعجة والمعادية للكثير من فئات المجتمع الأمريكى وعلى رأسهم المسلمين، فاز فى 7 ولايات مقابل 2 لمنافسه السيناتور تيد كروز وفوز وحيد لماركو روبيو، وهو الفوز الأول للسيناتور الشاب.
وفى الجانب الآخر حيث الحزب الديمقراطى واصلت وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون انتصاراتها حيث فازت فى 7 ولايات مقابل 4 لغريمها اليهودى بيرنى ساندرز، ولم يفز كلا من ترامب وكلينتون بترشيح أحزابهم لهم لكن يتجه الصراع نحو منطقة أصعب على منافسيهم.
صخب ترامب يلقى شعبية
وقد أثبت ترامب فى الولايات الأولى، التى أجريت فيها الانتخابات التمهدية، وفى الثلاثاء الكبير أن استراتيجيته وطريقته الخطابية الصاخبة تلقى شعبية.
وبحسب شبكة "سى.إن.إن" فإن الانتخابات فى نيوهامبشير وماساتشوستس أظهرت فوزه بدعم الطبقة العاملة. فيما أظهر فوزه فى ساوث كارولينا وتينيسى ألاباما وجورجيا، فوزه بأصوات الإنجيليين المحافظين.
وتضيف أن حجم الإقبال الجمهورى على التصويت فى ولاية فيرجينيا، والتى فاز فيها أيضا ترامب، يظهر أنه وسع قاعدة الحزب من الناخبين. وحتى الآن يواصل الملياردير الأمريكى خطف ترشيح الجمهوريين له فى حين يواصل منافسيه معركتهم محاولين تقديم بديل أفضل له.
ربما يجد الحزب الجمهورى، الذى لا يخفى قادته تخوفهم من فوز ترامب، أنفسهم محاصرين بالمواجهة المباشرة من دعم أيا من كروز، الذى حقق فوز فى 3 ولايات منذ بدء الانتخابات التمهيدية، أو روبيو صاحب الفوز الواحد. لكن رغم تصريحات كروز فى هذا الصدد فإنه تجاهل حقيقة أنه لا توجد دلائل واقعة على تفضيل الحزب له كورقة رابحة.
تيد كروز
وقال كروز قبيل إعلان النتائج النهائية لجولة الثلاثاء الكبير "لدينا خيار صباح الأربعاء. طالما يبقى السباق مقسم، ولا يزال ترامب الأكثر حظا، فإن هذا سيكون كارثة بالنسبة للجمهريين والمحافظين والأمة. وبعد هذه الليلة، علينا أن ننظر إلى حملتنا بأنها الوحيدة التى يمكنها هزيمتة وسوف تهزم ترامب".
أما ماركو روبيو، فإن الوضع بالنسبه له أكثر حرجا لأنه لم يحقق سوى فوز واحد منذ بدء الانتخابات التمهيدية، وبات يجب عليه أن يشرح لمانحيه وداعميه لماذا ينبغى عليهم مواصلة دعمه. وربما يطمئن مثل هذا الوضع "تيد كروز" الذى سيواصل التشبث بأمل الحصول على دعم الكارهين لترامب.
وبالنسبة للمنافسة داخل الحزب الديمقراطى، فإن السيدة الأولى السابقة للبيت الأبيض، تجد نفسها فى وضع نقيض لما كانت عليه عندما خاضت السباق أمام باراك أوباما، الذى فاز بترشيح الحزب الديمقراطى والرئاسة ليكون أول رئيس أسود يصل إلى البيت الأبيض.
كلينتون تتفوق فى أغلب الولايات
كلينتون أثبتت تفوقا فى أغلب الولايات التى أجريت بها الانتخابات، وحققت الوزيرة السابقة فوزا فى العديد من ولايات الجنوب ذات الكثافة السكانية من الأقليات والسود، حيث فازت بسهولة على منافسها ساندرز فى تكساس وجورحيا وفيرجينيا وألاباما وتينيسى وأركنساس، فضلا عن فوزها فى ماساشوستس، حيث أظهرت أن ليس الأقليات وحدهم يمثلون جدار حماية لكلينتون ولكنها تستطيع الفوز فى الولايات ذات الأغلبية البيضاء.
ومع ذلك يبقى التنافس الديمقراطى معلقا بين كلينتون وساندرز الذى استطاع جمع تبرعات تبلغ 42 مليون دولار، فى فبراير وحده، مما يسمح له بالكثير من الانفاق الذى ربما يتجاوز حملة كلينتون. ولا يزال النقاش بين الديمقراطيين يؤكد أن كسب ساندرز زخما وطنيا واسعا، لكن يتبقى على المرشح العجوز، صاحب الـ76 عاما، الفوز فى معركتى الأسبوع المقبل فى ميتشجان وأوهايو.