أحلق شنبى لو.. تاريخ رهانات حول العالم انتهت بالحلاقة.. عبد الحليم حافظ بدأها ومنافس بوتين أعادها للأذهان.. من الكورة للسياسة المكنة سيدة الموقف.. والشعوب جعلتها رمز القوة بالتضامن مع الأسرى ودعم مرضى

"تراهنى يوم عيد ميلادك أبعتلك هدية عارفة هتكون إيه؟ .. إيه؟.. أعز حاجة عند الأستاذ، دقنه وشنبه كمان .. أسبوع كتير أنا أراهنك إنى أحلقهمله فى 3 أيام مش أكتر والرهان إزازة شمبانيا.. مايستاهلش كفاية عليه إزازة كوكاكولا"، تلك الكلمات ما هى إلا مشهد جمع بين الفنانة صباح ومنيرة سنبل، أو كما أطلق عليهما ميرفت وكريمة، فى فيلم شارع الحب، كرهان لحلق شارب وذقن الفنان عبد الحليم حافظ والذى يدل على ارتباط الرهان بالحلاقة منذ قديم الأزل، حيث حمل ذلك السيناريو فى طياته تفسيرا لعبارة "أحلق شنبى لو.." الشهيرة والتى يستخدمها العامة حتى من لم يتوافر لديهم الشارب، حيث يعتبره كثير من الرجال رمزًا للرجولة واكتمال الشخصية، وهذا ما يجعل الرهان عليه غاليا وامتد ذلك ليشمل الشعر أيضًا، ونتناول فى السطور القادمة مواقف كانت الحلاقة بها سيدة الموقف فامتد الأمر ليشمل زعماء. شنب منافس بوتين الخاسر فى خطر أعاد رهان المرشح للرئاسة الروسية الخاسر بافل غرودينين، على حصوله على نسبة تتجاوز الـ15 %من الأصوات بالانتخابات وإلا سيحلق شنبه، أبرز مواقف الرهان بقص الشارب إلى الأذهان مرة أخرى، وذلك حين صرح بذلك مع الصحفى الروسى يورى دود، والذى استغل الموقف فور إعلان النتيجة ونشر صورة لآلة حلاقة قديمة كانت تستخدم فى الحزب الشيوعى فيما سبق وهو الحوب المترشح عنه غرودينين. أبرز زعماء روسيا ممن أطاح الرهان بشواربهم ولم يكن مرشح الحزب الشيوعى الخاسر هو أول من يخسر رهان حلق شاربه، بل جاء امتدادًا لسلسلة طويلة من الزعماء ممن فقدوا شواربهم نتيجة لخسارتهم الرهان، فقد سبقه المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف و الذى ضحى بشاربه بعد خسارة رهان مع ابنته الكبرى. بينما نجى فاليرى جزايف لاعب ومدرب المنتخب الروسى السابق لكرة القدم، بشاربه بعد فوزه برهان نجاح فريقه "تسيسكا موسكو" وتغلبه على ريال مدريد فى إحدى البطولات. سر اعتزاز الروس بالشوارب ويرجع اعتزاز الزعماء الروس بشواربهم لحبهم للزعيم السوفيتى الأسبق جوزيف ستالين، صاحب أشهر شارب فى تاريخ روسيا والذى فتح الطريق أمام كل محبيه لإطلاق شواربهم ليصبح التخلى عنها وقصها وصمة عار فى جبين محبيه وتخلى عن جزء أصيل من مبادئهم. من ميدو لترامب الحلاقة رهان وانتقام وهندسة وتعددت مواقف المشاهير مع الحلاقة نتيجة لخسارتهم الرهانات، فعلى سبيل المثال فقد اثنان من رواد الفضاء بوكالة ناسا شعرهما، حيث تراهن كل من ريد وايزمان وستيف سوانسون، مع صديقهما الألمانى على فوز منتخب الولايات المتحدة الأمريكية على منتخب بلاده فى كأس العالم إلا أن نتيجة المباراة جاءت مخالفة لتوقعاتهما فاضطرا إلى حلق شعرهما على متن محطة فضاء دولية، وذلك قبل أربعة أعوام من الآن. و فى موقف مشابه راهن نجم منتخب مصر لكرة القدم السابق أحمد حسام ميدو، على حلق شعره بالكامل فى حال فوز فريق ليستر سيتى بالدورى الإنجليزى وهو الأمر الذى توقع ان من المستحيل تحقيقه إلا أن المعجزة تحققت وحصل على اللقب لأول مرة فى تاريخه، وحلق ميدو شعره "زيرو" على الهواء مباشرة. مكمان وترامب أشهر حلاقة فى العالم وتأتى أشهر حلاقة فى العالم تلك التى قام بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل توليه الرئاسة لخصمه المصارع فينس مكمان، والذى كبل يده وقدميه على كرسى فى منتصف حلبة المصارعة وأزال شعره باستخدام ماكينة الحلاقة ثم أزال ما تبقى من شعره باستخدام "الموس" كإشارة إلى إهانته وإذلاله. النص الحلو للحلاقة وكيف حولتها الشعوب من وصمة عار لرمز للقوة التضامن مع الأسرى بحلاقة الرأس فى فلسطين وعبر بعض النشطاء السياسيين عن رفضهم للمعاملة السيئة للأسرى الفلسطينيين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى السجون، وقام محامون وصحفيون وأطباء بحلق شعر رؤوسهم تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلى، والذين أضربوا عن الطعام العام الماضى، وجاء ذلك الفعل كوسيلة لإبداء الغضب والتعاطف مع الأسرى حيث نظموا مسيرة جالوا بها أنحاء البلاد، وكانت الفكرة قد انطلقت من طلاب المدارس منذ البداية لتنتقل إلى النشطاء فيما بعد، وتصبح حلاقة الشعر إحدى وسائل التضامن والتعبير عن الغضب. ولمرضى السرطان إحنا وراك هتلاقى ناس على طول سانداك وفى المغرب قادت كنزة الفتاة التى لم تكمل الثامنة عشر من عمرها حملة لحلاقة الشعر بالكامل تضامنًا مع مرضى السرطان، وذلك لدعم صديقها مريض السرطان كى لا تشعره بالحزن لما وصل إليه من حال، وأصبحت بذلك داعمًا للعديد من الأطفال المرضى بهذا المرض اللعين، وتم تدشين صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى العديد من الدول لهذا الغرض ليصبح حلق الشعر رمزًا للقوة. طرائف مع الشنب: بأمر القاضى يا عوض قوم احلق شنبك وننتقل على قصة رجل عربى دار بينه وبين إحدى القبائل نزاع على موقع بناء مدرسة وتوجه للقضاء للبث فيها إلا أن القاضى فور رؤيته جالسا بين اثنين من خصومه نادى عليه قائلًا "ياعوض قوم احلق شنبك"، وتعجب الرجل من ذلك الطلب وظن أن الغرض منه إضفاء جانب من المرح على القضية إلا أن القاضى أصر على رأيه وطرده من قاعة المحكمة ومنحه ساعة فقط حتى يحلق شاربه، إلا أن الأمر تطور وبعد ذلك تأجل موعد الجلسة وأصدر القاضى تعليمات بعدم السماح لـ"عوض بن مرزوق" الرجل المقصود إلا بعد التأكد من حلقه شاربه. ولم يعلم بعد ذلك ما حدث مع القاضى ولكن النزاع انتهى فى نهاية المطاف بالصلح واحتفظ بشنبه. ومصرى يبدى شنبه على مليون جنيه ولكون شنبه كان سر شهرته وظهوره فى العديد من الأعمال الفنية، أصر الفنان حسن الهلالى على الاحتفاظ بشنبه رغم الإغراءات الكبيرة التى تعرض لها على حد قوله، حيث عرض عليه أحد المنتجين حلق شنبه مقابل حصوله على مليون جنيه، إلا أنه رفض قائلًا" عمرى ما هحلق شنبى لأنه زى أولادى..حد يفرط فى أولاده"، وهذا على حد وصف حسن الهلالى.