تحل اليوم، الخميس، الذكرى الـ72 لإلغاء الخلافة العثمانية التى كانت آخر خلافة إسلامية على يد مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة، وهو أمر استدعى هجوما مستمرا من الحركات الإسلامية لسنوات طويلة حيث وجهت إليه اتهامات وصلت إلى حد التكفير والمفارقة أن عدد كبير من عناصر هذه الحركات يقيم الآن فى تركيا منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى عن السلطة.
السؤال الذى يمكن طرحه اليوم، هو لماذا لا يتظاهر الإخوان والمؤمنين بفكرة الخلافة الإسلامية المقيمين فى تركيا بالتزامن مع ذكرى سقوطها تنديدا بما فعله أتاتورك؟.
مقالات إخوانية قديمة تصف أتاتورك بالشاذ وتتهمه بمعاداة الإسلام
قبل الإجابة عن السؤال سالف الذكر، بات الأهم استعراض جانب من هجوم الإخوان والتيارات الإسلامية ضد أتاتورك فعلى سبيل المثال يحمل موقع "إخوان ويكى" المعنى بحفظ التراث الإخوانى سلسلة مقالات للشاعر الراحل جابر قميحة الملقب بـ"شاعر الإخوان" تحت عنوان "عن الدولة العثمانية ومصطفى أتاتورك" وجه خلالها اتهامات للأخير بأنه "عاش بجنسية منهومة، وشذوذ فى العلاقات، حتى أصيب بالسيلان المزمن، وله قصص لا تنتهى فى هذا المجال".
وذكر قميحة فى مقاله أن "أتاتورك" من استهتاره بالدين وعلى مائدة الخمر كان يقوم بتكليف امرأة برفع الأذان، وأنه على تلك المائدة أصدر أمرا مختصرا بتحويل "أيا صوفيا" من جامع إلى متحف "وأنه عندما مات اختلف الكبار هل يصلوا عليه أم لا ثم وصفه فى نهاية المقال بـ"الرجل المارق الذى يمجده كثيرون دون دراسة حقيقية لتاريخه وشخصيته،وتعمق فى خفاياه".
اختلفت إجابات افراد الاخوان والمحسوبين عليهم على السؤال الذى طرح عليهم لكنهم جميعا اتفقوا ولأسباب مختلفة على استحالة تظاهرهم ضد أتاتورك داخل تركيا رغم كل ميراث العداء الذى تحمله الحركة الإسلامية له.
إخوان يجيبون على السؤال
أحد المذيعين فى قناة تابعة للإخوان قال: "القانون التركى يجرم الإساءة لأتاتورك، حيث إن صوره موجودة فى كل المؤسسات ولا أحد يستطيع أن يتظاهر ضده".
كاتب صحفى إخوانى برر الأمر بشكل مختلف حيث أشار إلى أن هناك أولويات وأن الجماعة تهتم بعناصرها المتواجدين فى السجون ولا مجال للأمور التاريخية.
مذيع يعمل فى قناة قريبة من الإخوان تبث من تركيا كان أكثر وضوحا حينما قال: "أردوغان نفسه لو تظاهر ضد أتاتورك سيدخل السجن".
خبراء: قدسية أتاتورك تتجاوز أى شئ فى تركيا
محمد عبد القادر خليل، رئيس تحرير "شئون تركية" أكد أن من يفكر فى التظاهر ضد أتاتورك فى تركيا سيضع نفسه تحت طائلة القانون وسيزج به داخل السجن وأضاف: "قدسية أتاتورك لدى الدولة التركية تتجاوز ما عداها بما فى ذلك الخلافة العثمانية وكل محاولات أردوغان الآن لإحياء الإمبراطورية العثمانية تتم دون أن يمس اسم أتاتورك ورمزيته الذى يرى الأتراك أنه لملم أشلاء تركيا بعد الحرب العالمية الثانية".
وأشار خليل إلى أن أحد أسس الدولة التركية التى وضعها أتاتورك أن تكون الدولة علمانية وهذه مادة محصنة لا يمكن إلغائها أو تغييرها، متابعا: "هناك تيارات متدينة فى تركيا تنظر بنظرة شك وريبة لأتاتورك لكنها لا تستطيع أن تصرح بذلك لأنها تعرف أن العقاب سيكون شديد".
من ناحيته أكد مصطفى زهران، الباحث فى الشأن التركى أن تركيا دولة مؤسسات ودستورها علمانى، قائلا: "أتاتورك بالأساس رمز للأتراك العلمانيين والإسلاميين على حد سواء والدولة التركية يتموضع داخلها الزعيم أتاتورك وعلى الرغم من فجاجة انتفاء الإمبراطورية العثمانية لدى جموع الكثيرين من أبناء الدولة التركية إلا أنه يظل فى ذلك الوقت الدور الكبير الذى قام بعه أتاتورك عسكريا فى مواجهة المحتلين محل تقدير من الجميع".
وتابع: "من جهة أخرى لا يخلط السياسى التركى والشارع التركى بين الرغبة فى الانتماء لتلك الأمبراطورية القديمة وبين موقفه من الدور الأتاتوركى فى هذا المشهد فيضع كل فى سياقه أما عن إسلاميين المشرق فلا دور لهم وسط هذا المشهد التركى الذى يعتبرونه -أى الأتراك-خاص بهم ولا يمكن لأحد من خارج تركيا المزايدة عليه".
اخبار متعلقة:
- سعد الدين إبراهيم من تركيا: أمين عام الإخوان دعانى لتجديد مصالحتهم مع الدولة
- "ويكليكس الإخوان" تفضح أكاذيب رجال التنظيم.. محمود حسين التقى سعد الدين إبراهيم 4 مرات سراً بترتيب من أيمن نور لمصالحتهم مع الدولة..وخبير: الأزمة الداخلية دفعت شباب الجماعة لفضح تحركات الأمين العام