تشهد جماعة الإخوان فى تونس المطوية تحت اسم حركة "النهضة" الظروف نفسها التى مرت بها إخوان مصر عقب ثورة 25 يناير، حيث حدث انقسام داخل تنظيم إخوان مصر عن تأسيس حزب سياسى أم لا، وهو ما يحدث الآن داخل حركة النهضة، ففى الوقت الذى طالب فيه قطاع كبير من أعضاء حركة النهضة بتأسيس حزب سياسى على رأسهم عبد الحميد الجلاصى نائب رئيس الحركة، أعلنت قيادات تنفيذيه بالحركة تقديم استقالتها حال تدشين حزب.
ونشرت مواقع تابعة للإخوان، تصريحات من قيادات بالحركة التونسية، نقر بوجود تيارين لآراء متباينة داخل الحركة، حول مسألتى فصل الدعوى عن السياسى، وهيكلية الحزب، الذى يستعد لعقد مؤتمره العاشر الشهر المقبل.
يأتى هذا فى الوقت الذى تنقسم فيه الحركة التونسية فى الوقت الحالى حول بقاء راشد الغنوشى على رأس حركة النهضة من عدمه، وقال لطفى زيتون، المستشار السياسى لرئيس النهضة الإخوانية، إنهم آراء مختلفة تتعلق أساسًا بالجانب الهيكلى للحزب، وبمسألة فصل الدعوى عن السياسى".
وأضاف، أنه توجد أقلية تقف ضد التوافق حول مسألة فصل الدعوى عن السياسى، معتبرًا ما تشهده النهضة منذ أيام اجتهادات أضفت على الحركة تنوعًا فى الأفكار والرؤى السياسية - على حد قوله.
وأشار زيتون، إلى أن اجتهادات مختلفة مطروحة للنقاش، فهناك من يرى ضرورة اعتماد الديمقراطية القاعدية التى يتم وفقها انتخاب مرشحى كل هيكل للحركة من قبل القاعدة، فيما يذهب آخرون إلى اعتماد الديمقراطية المركزية، حيث ينتخب المؤتمر أو مجلس الشورى المكتبَ التنفيذى، إضافة إلى تحديد صلاحيات رئاسة الحركة.
وفى سياق متصل؛ أكد زيتون عدم إعلان أى قيادى فى النهضة إلى الآن، عن نية الترشح لرئاسة الحركة، حتى راشد الغنوشى، لافتًا إلى أن المعمول به هو أن يرشح أبناء الحركة شخصا أو أكثر، ممن تتوفر فيه الشروط المطلوبة، خلال فترة انعقاد المؤتمر.
فيما أكد عبد اللطيف المكى، القيادى بحركة النهضة التونسية، أن هناك خلافات داخل حركة النهضة تتعلق بصلاحيات مجلس الشورى والمكتب التنفيذى.
وأضاف عبد اللطيف المكى، أن هناك منافسين للرئيس الحالى لحركة النهضة، فيما استبعد عودة القيادى المستقيل حمادى الجبالى إلى الحركة خلال المؤتمر المقبل.
وأكدت مواقع إخوانية، أن هناك حربًا يقودها نائب رئيس حركة النهضة التونسية المستقيل عبد الحميد الجلاصى، ضد راشد الغنوشى، موجهًا رسالة إلى الغنوشى قائلاً: "لا نعترض على رئاسة الغنوشى للحركة، لكنه قال فى المقابل نحن لسنا قوالب سكر متشابهة ومتماثلة، ومن الطبيعى أن تختلف وجهات نظر أبناء الحركة وتقييمهم".
وأضاف: "مؤتمرنا القادم سيحقق نقلة نوعية والمطلوب إحداث مشهد سياسى وحزبى متناسب مع الوضع الجديد للبلاد، فقد حققنا نجاحات هامة فى المسار السياسى والتأسيسى".
وتعليقًا على تلك الخلافات، أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حركة النهضة التونسية ستعانى انقسامات كبيرة فور الإعلان عن تدشين حزب سياسى جديد، مشيرًا إلى أن هذا الانقسام سيأتى بسبب الصراع على من سيقود هذا الحزب.
وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"انفراد"، أن الحركة التى ظلت متماسكة رغم خسارة الانتخابات البرلمانية التونسية، إلا أن الخلافات التى تشهدها فى الوقت الحالى، قد تؤدى إلى قيام مجموعة داخل الحركة بالإطاحة براشد الغنوشى.