"مرات الأب.. خدها يارب ولو كانت حورية من السماء".. هذا المثل الدائر ينطبق على واقعة حقيقية شهدت أحداثها قرية حاجر مشطا دائرة مركز شرطة طهطا شمال محافظة سوهاج، حيث تجردت زوجة أب من كل مشاعر الإنسانية والأمومة وقامت بسحل ابنة زوجها البالغة من العمر عاما ونصف بجرها على الأرض حتى فارقت الحياة، وذلك أمام شقيقتيها غادة وفرحة، وهددتهما بالذبح حال التحدث فى هذا الأمر أمام أحد، وعللت زوجة الأب ارتكابها لهذا الفعل المشين أنها أن الطفلة الضحية كانت تلعب بالتراب.
ترجع الواقعة عقب تلقى اللواء أحمد أبوالفتوح، مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، بلاغ من مأمور مركز شرطة طهطا يفيد بتقدم عامل يقيم بدائرة المركز ببلاغ أفاد فيه بوفاة طفلته عقب إصابتها بارتفاع فى درجات الحرارة، وأن وفاتها طبيعية، وأنه لم يقم بقيدها فى سجلات الصحة بالرغم من بلوغها عاما ونصف .
وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد خالد الشاذلى، مدير إدارة المباحث الجنائية والعميد ماجد مؤمن، رئيس مباحث المديرية، وقاده العميد عمر خطاب، رئيس فرع بحث الشمال والنقيب عمر أبوعقرب، معاون أول مباحث مركز شرطة طهطا، والنقيبان هشام النمر، وعمر أنطوش، معاونى مباحث المركز وتوصلت التحريات إلى أن مقدم البلاغ "حنفى . ع . ع . ع " 33 عامل ويقيم بناحية حاجر مشطا دائرة المركز حيث أفاد بوفاة الطفلة زينب، مبررا ذلك بأنها كانت تعانى من ارتفاع فـى درجة الحرارة، نافيا بذلك الشبهة الجنائية، وبتوقيع الكشف الطبى على الجثة بمعرفة مفتش الصحة أفاد بوجود سحجات بالذقن والأنف والفك السفلى وسحجة بالظهر، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة تحرر عن ذلك المحضر رقم 742 إدارى المركز لسنة 2016 وبالعرض على النيابة العامة قررت نقل الجثة لمشرحة المستشفى المركزى، وانتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة لبيان ما بها من إصابات وسبب وتاريخ حدوثها وبيان عما إذا كانت الإصابات المتواجدة بالجثة تؤدى للوفاة من عدمه والتصريح بالدفن عقب ذلك، ثم استدعاء "صفاء . م . ع" والدة الضحية و"صابرين . ص . أ . ر" زوجة والد الضحية، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها.
وهنا كانت الفاجعة وبداية تكشف الحقيقة حيث اتهمت الأم زوجة الأب بقتل الطفلة، وأوضحت أمام رجال المباحث أن ابنتها غادة البالغة من العمر 8 سنوات أخبرتها أن زوجة أبيها هى من قامت بقتل شقيقتها الرضيعة وأنها هددتها أنه فى حالة الكلام وأخبر والدها بما حدث سوف تقوم بذبحها .
وأوضحت الأم أنها منفصلة عن زوجها بسبب إنجابها للبنات وأنه تزوج من أجل الولد وأخذ البنات الثلاث منها غادة، وفرحة، والضحية زينب، وأنها عاشت فى بيت والدها، وهن ذهبن للمعيشة مع والدهن وزوجته، مشيرا إلى أنها كانت تراهم على فترات .
وباستدعاء زوجة الأب "صابرين . ص . أ . ر" أنكرت فى البداية وبتضييق الخناق عليها وبمواجهتها بالطفلة غادة 8 سنوات، انهارت وقالت: "مكنش قصدى هى كانت بتلعب فى التراب وعندها ما شعرتش بنفسى وقمت بجرها على الأرض، وهو ما أدى إلى خربشتها فى وشهها وفى لحظة لقيتها فارقت الحياة وماتت" .
أما الطفلة غادة قالت: "بعد ما مرات ابونا فطرتنا وابونا خرج من البيت ومرات ابونا تحولت وقامت بالضرب فى أختى الصغيرة، وجرتها على الأرض وضربتها على وجهها، وضربتها بالبوكس وبالركبة وبرجلها فى كل حتة فى جسمها لحد ما ماتت رفعتها وهزتها لكنها منطقتش قالت لو واحدة اتكلمت هادبحها وابويا عرف الموضوع لكنه ما تكلمش وسكت وقال إنها ماتت لوحدها وأنها كانت عيانة".
تم تحويل المتهمة إلى النيابة العامة، التى اعترفت أمامها المتهمة بارتكابها الواقعة وقرر حسام حسن وكيل النائب العام بإشراف المستشار ضياء خيرى رئيس النيابة العامة بطهطا حبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيق على أن يراعى التجديد لها فى الميعاد .