جاءت أغلبية نواب الحزب الجمهورى الأمريكى فى الكونجرس، لتضع تساؤلا مهما حول ما إذا كانت هذه الأغلبية ستساهم فى موافقة المجلس الأمريكى على مشروع تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، خاصة أن موقف الحزب الجمهورى رافض لتواجد الإخوان فى واشنطن.
وجاءت سيطرة الحزب الجمهورى على مجلس الكونجرس الأمريكى خلال انتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى أجريت فى الرابع من نوفمبر عام 2014، لتجديد انتخاب 435 عضوا فى مجلس النواب، وأصبح عدد أعضاء نواب الجمهوريين فى الكونجرس 244، فيما لم يتجاوز عدد نواب الحزب الديمقراطى فى المجلس امريكى عن 177.
الجدير بالذكر أن مشروع تصنيف الإخوان منظمة إرهابية الذى وافقت عليه اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكى، وأحالته للمناقشة فى الكونجرس تقدم به، السيناتور الجمهورى تيد كروز، فى نوفمبر الماضى،فيما يحتاج مشروع القانون أن التصديق عليه من مجلسى الكونجرس قبل أن يتم إرساله للرئيس لإقراره، وهو ما يجعل فرص الموافقة على المشروع كبيرة.
يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه جماعة الإخوان أنها ستتواصل مع مراكز التفكير ومنظمات المجتمع المدنى والمنظمات الدينية بالولايات المتحدة لعرقلة تمرير هذا المشروع بشكل نهائى.
وقال عبد الموجود الدرديرى، القيادى بجماعة الإخوان فى أمريكا فى تصريحات صحفية، إن التواصل مع المنظمات الدينية فى أمريكا هدفه تأكيد أن الموقف الأخير لمجلس النواب الأمريكى لا أساس له من الصحة.
الدكتور يسرى العزباوى، الخبير السياسى، قال إن فرص الموافقة على مشروع تصنيف الإخوان منظمة إرهابية كبير للغاية، لأن من تقدم بالمشروع نواب من الحزب الجمهورى، فى الوقت الذى تعد الأغلبية فيه داخل المجلس الأمريكى للجمهوريين وهو ما يجعل فرص إقراره أكبر من أى وقت مضى.
وأضاف الخبير السياسى، لـ"انفراد" أن هناك محاولات من نواب الحزب الديمقراطى لتعطيل مناقشة المشروع بشتى الطرق، فيما يستغل نواب الجمهوريين هذا المشروع للدعاية لهم فى الانتخابات الرئاسية أمام الديمقراطيين، خاصة أن الرأى العام الأمريكى ليس مع بقاء تعاون الإدارة الأمريكية مع الإخوان.
وأوضح العزباوى أن إقرار مشروع تصنيف الإخوان جماعة إرهابية سيعتمد على مدى قدرة الجمهوريين فى الوقوف أمام محاولات الديمقراطيين لعرقلة هذا المشروع، إلى جانب إقناع جميع الأعضاء بالحزب الجمهورى داخل الكونجرس بالموافقة على المشروع دون حدوث خلاف عليه، خاصة أنه تم تقديمه من نائب من ذات الحزب.
فى المقابل يرى الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى الشئون الدولية، أن موقف الجمهوريين المؤيد لمشروع تصنيف الإخوان جماعة إرهابية يتعارض مع موقف الإدارة الأمريكية التى ما زالت على تواصل مع قيادات إخوانية ولم تقطع التواصل معها حتى الآن.
وأضاف الخبير فى الشئون الدولية، أن الإدارة الأمريكية لن تغير رأيها بشأن موقف الإخوان حتى إذا وافق الكونجرس على المشروع، وستماطل فى تنفيذه، كاشفا أن هناك مسئوليين أمريكيين قريبين من الإخوان يدعمون الجماعة بما يزيد عن 10 مليارات دولار كدعم شخصى لهم.