دفع الطلب المتزايد على الطاقة الشركات المنتجة للنفط والعديد من الدول إلى البحث عن بدائل تحد من استهلاك الوقود لتلبية احتياجات العالم بصورة مسئولة وبالتعاون مع الطلبة ومختلف شركائها المعنيين والمهتمين.
ويعد توجه العالم إلى عقول الطلبة تحديا كبيرا للتفكير فى حلول مبتكرة للترشيد من استهلاك الطاقة فى بيئة واقعية وعصرية، حيث يجتمع فى العاصمة الفلبينية مانيلا منذ 3 وحتى مارس الجارى أكثر من 100 فريق من طلبة الجامعات والمدارس والمؤسسات الفنية والقادمين من 16 دولة فى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط للمنافسة على تصميم وتنفيذ سيارات تتسم بالكفاءة فى استهلاك الطاقة وقيادتها لأطول مسافة ممكنة باستخدام لتر واحد من الوقود.
ويتم تحديد الفائزين ليس بناء على السرعة ولكن بناء على أقصى مسافة يتم تحقيقها باستخدام لتر واحد من الوقود، وقد فاز فريق جامعة ساكانوكان بتايلاند بالمركز الأول فى العام السابق بعد نجاحه فى قيادة السيارة التى صممها لمسافة 1575 كيلومترا باستخدام لتر واحد من الإيثانول – وهو ما يعادل المسافة بين القاهرة وجدة.
وتشارك 5 فرق تشكل 40 طالبا من 4 جامعات مصرية؛ هى القاهرة والتى تشارك بفريقين وعين شمس وطنطا والإسكندرية، كما تشارك أربع دول من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهى عمان وقطر والسعودية والإمارات، بحيث يصل عدد الفرق المشاركة من المنطقة إلى 15 فريقا.
وتسعى الدول إلى تأصيل فكر الإبداع والابتكار لدى الطلاب، للتوصل إلى سيارات قليلة الاستهلاك للوقود وموفرة صديقة للبيئة، حيث إن السيارات المشاركة فى السباق، نسبة كبيرة منها تعمل بالوقود الحيوى وغاز الإيثانول والكهرباء، فى حين تعمل السيارات الأخرى بالبنزين.
ويتيح الماراثون للطلبة المشاركين تنفيذ نموذج لسيارة من إحدى فئتين هما: النموذج الأولى – وهى سيارات ذات طراز يحاكى طرازات المستقبل، وتتميز بانسيابية فى الشكل تقلل من مقاومة الهواء للسيارة وبالتالى تقلل من استهلاك الوقود، والفئة الأخرى وهى النموذج العصرى يركز على الكفاءة الاقتصادية للسيارة ومدى ملاءمتها للطرق وتوفير تجربة جيدة للقيادة، وتشبه هذه السيارات التى تم تصميمها بحيث تكون الأقرب من حيث الشكل والأداء للسيارات اليومية التى يتم قيادتها لمسافات طويلة على الطريق.
وتتنافس هذا العام أكثر من 100 سيارة – من كل النموذجين البدائى والعصرى – للحصول على أكبر قدر من الجوائز الممكنة، ويشارك هذا العام اثنان من بين الفرق الخمس المصرية المشاركة فى فئة النموذج العصرى، بحيث ينافس فريق جامعة طنطا للمرة الأولى فى هذه الفئة، بينما يشارك فريق جامعة القاهرة للعام الثانى فى هذه الفئة.
ويؤكد تمثيل مصر للعام الثالث على التوالى فى ماراثون شل البيئى لآسيا مهارات طلبة الجامعات المصرية ويكشف عن مستوى قدراتهم الإبداعية والمنافسة على مستوى عالمى، مع أفضل المواهب الهندسية، خاصة أن فريق جامعة القاهرة استطاع بالفعل بالفوز فى العام الماضى بجائزة المركز الرابع فى فئة النموذج العصرى بقيادة السيارة التى تم تصميمها لمسافة 57 كيلومترا باستهلاك لتر واحد من البنزين.