الأحد 2024-11-24
القاهره 02:00 ص
الأحد 2024-11-24
القاهره 02:00 ص
تحقيقات وملفات
خالد أبوبكر يكتب: قمة عربية فى حدود الإمكانيات.. بين طموحات العرب وإمكانياتهم كان الاجتماع فى الظهران.. الضعف العربى وعدم الاتفاق فرض واقعاً على أراضٍ عربية بأيادٍ غربية
الثلاثاء، 17 أبريل 2018 07:11 م
تابع المواطنون العرب من المحيط إلى الخليج القمة العربية التاسعة والعشرين فى المملكة العربية السعودية، وبالتحديد فى مدينة الظهران وكالعادة كان الشعور العام لدى كثير من المواطنين العرب هو اللا نتائج أو التوصيات المعتادة، وبالفعل فى ٢٧ توصية خرج البيان الختامى للقمة العربية بالشكل الذى يبين نوايا القادة العرب، لكن بات الأمر المنتظر هو كيف سيتم تطبيق هذه التوصيات؟ مؤتمر القمة العربية يعقد سنوياً فى إحدى العواصم العربية، وبدأ فى عام 1946، وبدعوة من الملك فاروق «ملك مصر والسودان وقتها»، عقد قادة دول جامعة الدول العربية أول مؤتمر قمة فى قصر «أنشاص» بمصر وشاركت به الدول السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية، وهى: الأردن، ومصر، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا. وخلال أعمال القمة التى ركّزت على القضية الفلسطينية، أعلنت الدول المشاركة عن عزمها على التشاور والتعاون والعمل بكل الوسائل الممكنة لمساعدة الشعوب العربية التى ما تزال تحت الحكم الأجنبى لكى تنال حريتها وتبلُغَ أمانيها القومية، بحيث تصبح أعضاء فاعلين فى أسرة جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة. ومنذ تأسيس الجامعة العربية فى عام 1945، عقدَ القادة العرب 40 اجتماعَ قمة حتى عام 2017؛ توزعت بين 28 قمة عادية و9 قمم طارئة «غير عادية» و3 قمم اقتصادية. وجامعة الدول العربية هى منظمة إقليمية تضم دولاً فى آسيا وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولاً عربية، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء فى الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة، المقر الدائم لجامعة الدول العربية يقع فى القاهرة، عاصمة مصر وأمينها العام الحالى هو أحمد أبوالغيط، وزير خارجية مصر الأسبق. تسهل الجامعة العربية إجراء برامج سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واجتماعية لتنمية مصالح العالم العربى من خلال مؤسساتٍ مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «أليسكو» ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وقد كانت الجامعة العربية بمثابة منتدى لتنسيق المواقف السياسية للدول الأعضاء، وللتداول ومناقشة المسائل التى تثير الهم المشترك، ولتسوية بعض المنازعات العربية والحد من صراعاتها، كصراع أزمة لبنان عام 1958، كما مثلت الجامعة منصةً لصياغة وإبرام العديد من الوثائق التاريخية لتعزيز التكامل الاقتصادى بين بلدان الجامعة، أحد أمثلة هذه الوثائق المهمة وثيقة العمل الاقتصادى العربى المشترك، التى تحدد مبادئ الأنشطة الاقتصادية فى المنطقة. «هكذا تقول موسوعات المعلومات» وفى نفس توقيت القمة التاسع والعشرين فى السعودية تمر بالعرب ظروف يراها المواطنون كل ساعة يبكون على كثير منها، حيث تقوم تركيا وإيران وروسيا بالتوغل فى الأراضى السورية والعراقية وتحاول إيران بسط نفوذها على اليمن، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا يقومون بإرادة منفردة ودون أى شرعية بضرب الأراضى السورية كجزء من سياسة استعراض العضلات. ومع كل قمة عربية تبدأ جولة من النقاشات المرحة عن دور الجامعة العربية، وعن قوة العرب فى اتخاذ إجراءات يستطيع المواطن العربى أن يفخر بها. أعتقد أنه يجب عليك عزيزى المواطن العربى أن تفرق بين الجامعة العربية كمنظمة إقليمية ذات صبغة دولية قوامها مقر وأمين عام ومندوبين دائمين جميعهم موظفون يتقاضون أجرا ويقومون بأعمالهم كل يوم إلى أن يأتى يوم وتطلب دولهم تغييرهم بآخرين، وبين إرادة الدول العربية وقرارات القمم وإمكانيات العرب فلا يمكن توجيه أى لوم لمؤسسة الجامعة العربية، بل هم أناس لو لم تدفع الدول العربية مخصصات الجامعة فلن يتقاضوا أجورهم فهم مفعول بهم، لكن ما يقرره القادة العرب وقدرة هذه القرارات على فرض واقع معين فى المجتمع الدولى هذا هو المعيار الذى يجب أن تقيس به قوة العرب. ولم يأتِ يوما بعد حرب ٧٣ انتصر فيه العرب فى شىء على الصعيد الدولى «باستثناء قضية طابا»، بل بالعكس زاد الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، واحتلت إيران جزرا إماراتية وقصفت أمريكا السودان ومنزل القذافى واحتلت العراق الكويت وضربت أمريكا العراق واحتلته، وتوغلت إيران فى اليمن واحتلت الأراضى السورية من تركيا وإيران وروسيا وضربت أمريكا وفرنسا وبريطانيا الأراضى السورية، ولم يكن للعرب الكلمة العليا فى أى حدث من هذه الأحداث. طيب.. وماذا تريد أيها المواطن العربى؟ هل تريد أن تأخذ أموال الخليج والجيش المصرى وتذهب للحرب ضد إسرائيل فى فلسطين، وإيران فى الإمارات، وتركيا وإيران وروسيا فى سوريا؟ هل هذا يجعلك راضيا عن قادة العرب؟ الحقيقة أنه حتى إن أردنا فعل ذلك فإننا سنهزم تماما أمام كل هذه الجبهات، لكن أنت أيها المواطن العربى هل سألت نفسك لماذا سنهزم؟ الإجابة أنت نفسك جزء منها، فالأمريكان جاؤوا إلى أرضهم منذ ستمائة عام، وأنت فى أرضك منذ آلاف الأعوام، لماذا نجحوا هم فى أن يتسيدوا العالم ووقفت أنت تشترى منهم السلاح وتقدمهم العلمى؟ لماذا استطاعت هذه الدول أن تكون هذه القوة؟ ولماذا أخذت أنت من التبعية والضعف منهجا؟ الإجابة أنهم يعملون وأنت لا تعمل، ينفقون على البحث العلمى وأنت تقيم الأفراح بملايين الملايين، يفكرون فى مستقبل أبنائهم وأنت مازالت ترمى نصف الأكل الذى تدفع ثمنه، يحرصون على احترام القانون وأنت مازالت الواسطة هى أسلوب حياتك، يعلمون أبناءهم النظافة والأدب وهذه هى أولى تعاليم دينك الإسلامى والمسيحى، يجدون فى عملهم ويقدسونه، وأنت تطلب من زملائك التوقيع نيابة عنك. القادة العرب ليس فى شعوبهم من اخترع الطائرات أو اخترع حتى الـ«فيس بوك» الذى ميزانيته تفوق الاحتياطى النقدى لعدد من الدول العربية مجتمعة، وبالتالى فلا يمكن أن نطلب منهم أن يفعلوا ما لم تفعله شعوبهم، وأيضا عليك أن تتخيل فرض ضريبة جديدة عليك للحرب لصالح فلسطين أو ليبيا أو اليمن؟ هل تقبل؟ هل بلادك فى أى مكان كنت فى الوطن العربى تستطيع أن تخرج جيشها للحرب لصالح دولة عربية أخرى؟ لقد عشنا سنوات من الضعف ومازلنا نعيشها، ولا يمكن أن نخرج منها إلا إذا اعترفنا بهذا الضعف وواجهناه، وكانت لدينا إراة حقيقية للتعاون والتكامل فى ضوء إمكانيات شعوبنا وبلادنا. لا تنظروا إلى كلمات القادة ولا إلى دقة تنظيم القمة، كلها أمور يمكن أن نتسابق فيها، ولكن انظروا إلى البيان الختامى وكيف ستنفذونه، وكيف سترغمون العالم على احترام قراراتكم؟ إن مرور السنوات جعلنا نخسر دولا كانت سندا للعرب، فالجيش السورى أيام حافظ الأسد كان جيشا كبيرا والجيش العراقى واقتصاد العراق أيام صدام كان رادعا لإيران، لكن تفرقنا واختلفنا وطمع بعضنا فى بعض، فكانت النتيجة أننا خسرنا قوة العراق وخسرنا سوريا بأكملها وتورطنا فى اليمن وليبيا، وأخذت منا فلسطين وجزر الإمارات. لن أختم المقال بأن أقول إن الأوان أن نصحوا من سباتنا، وأن نهب نحو عروبة مجتمعة ننبذ فيها الخلافات ونحقق فيها مصالحنا المشتركة ونفرض باتحادنا قرارات على العالم نستخدم فيها كل ما لدينا من أوراق ضغط مجتمعة، بالتأكيد لن أقول ذلك لأنه لن يحدث. أنا فقط أكتب هذا المقال بمناسبة القمة العربية، وأعدكم أننى سأعاود كتابة نفس المقال بنفس الكلمات فى القمة المقبلة إن أمد الله فى عمرنا، لأنه لا شىء سيتغير، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
السيسى
القمة العربية
الملك سلمان
خالد أبوبكر
قمة القدس
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;