"لكل ظالم نهاية".. تلخص هذه الجملة القصة التقليدية التى على الرغم من اختلاف العصور والأزمنة إلا أنها تتكرر بنفس تفاصيلها وكأن الزمن يعيد نفسه، فكم من حاكم ظالم طاغٍ ذل شعبه وأهانه وانتهى به الحال نهاية مأساوية إما القتل على يد من ظلمهم أو الانتحار خوفا من ملاحقة أعدائه أو الخلع والمحاكمة على كل جرائمه، وفى ذكرى إعدام "صدام حسين"، حتى لا ينسى التاريخ نسرد حكايات أشهر طغاة كانت نهايتهم جزاء عملهم.
نيرون اختار الانتحار لينهى قصة جبروته
سنوات طويلة من الظلم والطغيان كانت نهايتها الحتمية الانتحار خوفًا من ملاقاة الأعداء.. تصف هذه الكلمات نهاية "نيرون" إمبراطور "روما" الذى عرف كحاكم ظالم عذب شعبه ونجح فى نيل قدر كبير من الكراهية فى قلوبهم، فوصل جبروته إلى حرق روما فى عام 64 م اعتقادًا منه أنه بذلك سيبنيها من جديد، وعندما وجه شعبه له تهمة الحرق اتهم المسيحيون بفعل ذلك، وأخذ يعذبهم ويضع رموزهم كفريسة للوحوش أمام الجميع، واستمر هذا الاضطهاد الدموى أربع سنوات، ولما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة أعلنه مجلس الشيوخ "السناتو" أنه أصبح "عدو الشعب" فمات منتحرًا فى عام 68 م مخلفا وراءه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد والفوضى وذلك بعد هزيمته أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث انصرف عنه أصدقاؤه وحاشيته ولم يجد حلًا سوى أن يهرب من قصره إلى كوخ وقتل نفسه بعد محاولات كثيرة فشلت بسبب خوفه من الموت على يد أعدائه.
هتلر حكم على نفسه بالموت رميًا بالرصاص
لم تختلف قصة "هتلر" عن "نيرون" كثيرًا، نفس الاضطهاد لشريحة من شرائح شعبه، ونفس النهاية المأساوية واختيار الانتحار على الموت على يد الأعداء، فبعد كم الجرائم التى ارتكبها "هتلر" فى حق شعبه وخاصة اليهود الذين تعرضوا لمذابح وحرائق وأراد أن يقضى عليهم وعلى نسلهم، فبعد هزيمته أمام الاتحاد السوفيتى اتخذ هتلر من ملجأ "الفوهرر" مقرا له منذ 16 يناير 1945، وكانت ألمانيا النازية تنهار سريعًا تحت ضربات الحلفاء الذين يتقدمون من الشرق والغرب، وفى نهاية أبريل دخلت القوات السوفيتية برلين وكانت تشق طريقها إلى وسط المدينة.
مما دفع "هتلر" لتناول كمية من كبسولات السيانيد ثم إلقاء الرصاص على نفسه خوفا من أن يقع أثيرا فى يد أعدائه.
موسولينى علقت رأسه لتأكيد خبر قتله
دخل "موسولينى" الحرب العالمية الثانية مع دول المحور، ليكتب بيده نهاية ظلمه لبلده "إيطاليا" ولشعبه الذى دام طوال مدة حكمه، وفى ظل هزيمته حاول الهروب إلى الشمال فى نهاية شهر أبريل من عام 1945، لكن ألقى القبض عليه وأعدمته حركة المقاومة الإيطالية مع أعوانه السبعة عشر بالقرب من بحيرة كومو، أُخذت جثته مع عدد من أعوانه إلى ميلانو إلى محطة للبنزين وعلقوا حتى يراهم عامة الناس ولتأكيد خبر موته .
نهاية بشعة للقذافى على يد أبناء وطنه
لم يختلف تاريخ الحاكم الليبى "معمر القذافى" مع شعبه والظلم والطغيان الذى اتبعه كنهج له عن بقية الطغاة، وجاءت نهايته مشابهة تماما، فبعد ثورات الربيع العربى التى طالت دول عربية عديدة كان من بينها ليبيا، ثار الشعب عليه وعانت ليبيا من الانقسام مع وضد "القذافى".
وعلى الرغم من أن قوات القذافى أحكموا سيطرتهم فى بداية معركة سرت ضد هجمات قصف حلف شمال الأطلسى وتقدم قوات المجلس، إلا أن معمر اعتقل على قيد الحياة على أيدى أفراد من جيش التحرير الوطنى بعد الهجوم على موكبه بالقنابل من قبل طائرات حلف شمال الأطلسى يوم سقوط المدينة فى 20 أكتوبر عام 2011، وكانت نهاية بشعة ومهينة رصدتها الكاميرات وتابعها العالم.
صدام حسين أعدم كمجرم حرب
لم يقتصر ظلم وطغيان "صدام حسين" على الشعب العراقى وحسب، إنما طال بلادًا محيطة به، ففى عام 1980 دخل صدام حربًا مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر عام 1980م حتى 8 أغسطس عام 1988، وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت فى 2 أغسطس عام 1990، والتى أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991.
ظل العراق بعدها محاصرا دوليا حتى عام 2003 حيث احتلت القوات الأمريكية كامل أراضى الجمهورية العراقية بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق، وقبض عليه فى 13 ديسمبر عام 2003، فى عملية سميت بالفجر الأحمر وتمت محاكمته كمجرم حرب.
مبارك ومرسى الخلع كتب سطور حكمهما الأخيرة
أما الرئيسين المصريين "محمد حسنى مبارك" و"محمد مرسى" فنهايتهما جاءت متشابهة نوعا ما، فالأول أشعل فتيل الثورة فى نفوس شعبه بعد سيطرة حاشيته على الحكم وتدهور المجتمع المصرى وانتشار الوساطة والمحسوبية والبطالة، حتى جاءت ثورة 25 يناير التى اضطرته الانسحاب من الحكم، لكن الثانى لم يستمر فى الحكم أشهر معدودة وانقلب الشعب عليه وتم خلعه دون إرادته.