رغم الانقسامات التى منيت بها جماعة الإخوان منذ سقوطها من الحكم، إلا أن هناك انقساما جديدا يلوح فى الأفق يقوده شباب الجماعة، حيث كشفت مصادر موثوقة أن مجموعة كبيرة من شباب الإخوان يجمعون توقيعات لتأسيس ما أسموه "الكيان الثالث للإخوان"، الأمر الذى عارضه بشدة جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، معتبرين ذلك إقبالا على تفتيت الجماعة، بينما رحبت جبهة محمد كمال عضو مجلس شورى الإخوان بتصعيد الشباب ضد "عواجيز الجماعة".
وأوضحت المصادر أن شباب الإخوان المتواجدين فى إسطنبول بدأوا فى جمع توقيعات من عدد من أعضاء التنظيم الهاربين فى الخارج لتأسيس ما أسموه "الكيان الثالث للجماعة"، مشيرة إلى أن الكيان الجديد يتزعمه الشخصيات التى دشنت حركات خلال الفترة الماضية تابعة للجماعة وعلى رأسهم تيار "وأعدوا" و"تيار ضمير الإخوان"، وذلك لإجبار قيادة مكتب الإرشاد على الاستماع لمطالبهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى نشره فيه عدد كبير من مواقع الإخوان تصريحات شباب الإخوان التى تبرر تأسيس كيانهم الجديد، قائلين: "نحن نمضى بخيارنا لسنة الاستبدال فقد عانينا فشلا فى الملف السياسى والاستراتيجى وفشلا فى الملف الإعلامى، وفشلا فى الملف الأمنى وفشلا فى الأداء المجتمعى وفشلا فى الملف الإدارى، وفشلا فى ملف التواصل مع القوى الوطنية المخلصة وفشلا فى إدارة الأزمة، ولقد برز فينا فراعنة ومتسلقون وتكونت شلل فى العمل حجبت عن الجماعة ومشروعها آلاف الطاقات والإبداعات وبرز أصحاب رؤوس الأموال الموجهة فى كل مواطن التوظيف فى الحزب والدولة واختارت القيادة إرضاء الناس، ولو بسخط الله فما حققنا عدلا ولا أزلنا فسادا".
وفى السياق ذاته قال محمد ثابت، القيادى بجماعة الإخوان، إن الجماعة تم نزع الغطاء عنها مؤخراً فى ظروف استثنائية، فيما يعد قادة فى المهجر باقين يجعلون المرء يُسلم بأن كماً من الفساد وصل بالفعل إلى قلب الجماعة بل يأكل كبدها، وإن تداولاً للسلطة عبر نظم الانتخاب والشورى التى أقرتها الجماعة تتبرأ منها قيادات تم انتخابها وأخذت معها "سلم" الانتخاب لأعلى.
وتابع ثابت فى مقال له على أحد مواقع الإخوان، أن أزمة ثارت بين صف الإخوان والقيادات فى أكبر دولة تحتوى قيادات للإخوان وهى إسطنبول، موضحا أن السبب الواضح هو أن قيادات أكثر ديكتاتورية لا تريد أن يسألها أحد، مجرد سؤال، عما تفعل، ولماذا تستولى على أموال للجماعة بدون وجه حق؟ فلا تكاد تجد مجرد جواب، ويتهرب المسئولون على نحو يُشكك فى مصداقيتهم ويتعب الذين يتعقبون الأمر.
فى المقابل طالب بدر محمد بدر، القيادى بجماعة الإخوان، والمحسوب على جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد التنظيم، بعدم تقسيم جماعة الإخوان، ومدح فى قيادات مكتب إرشاد الجماعة، مشيرا إلى أن الحديث حول أن هناك خلافات وفسادا فى الإدارة أمر غير صحيح.
بدوره قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن محالات تأسيس الكيان الثالث للجماعة، هو خطوة من شباب التنظيم لإجبار القيادة الحالية للجماعة على الرد على تساؤلات حول أسباب فساد الإدارة التنظيمية للجماعة.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد" أنه فى حال عدم استجابة القيادات الكبرى لشباب الإخوان فإنهم سيسعون لتدشين مجموعة منفصلة تماما عن الإخوان ويطلقون عليها التأسيس الثالث للجماعة.