-كثير منا يموتون فى أوضاع غير إنسانية
-بعض الأسر أجلت أفراح بناتها لعام أو أكثر على أمل العودة إلى بيوتنا
-الإرهاب يلوث مصادر المياه حتى يبيد القرى عن بكرة أبيها
حقوقيون: نتمنى أن تخصص مصر قوة لمحاربة الإرهاب فى أفريقيا
"كل صباح يستيقظون وهم لا يضمنون أن يناموا فى بيوتهم وبناتهم فى أحضانهم فى المساء".. إنهم أهالى القرى النيجيرية، يحكون لـ"انفراد" معاناتهم ومآسيهم بسبب الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "بوكو حرام"، من أول حرق المدارس، إلى اختطاف البنات والأطفال، والاستيلاء على المواشى، وصولا إلى تهجيرهم جماعيا، فى معسكرات الـ"أى دى بى"، التى تهرب الأسر – خاصة من أنجب بنات منهم فيها - حتى يتمكنوا من الخروج من هذه المعاناة، تفاصيل وحكايات مأساوية كثيرة، يرويها لنا الأهالى المهجرون فى نيجيريا.
صاحب مزرعة: الإرهاب قضى على مستقبل تعليم البنات فى نيجريا
فى البداية يحكى "إيبى بوراتاى" صاحب مزرعة - 48 سنة - وأب لثلاثة أطفال، أن "بوكو حرام" اعتادت الهجوم على القرية والقرى المجاورة، وكانت فى البداية تستهدف المدارس وحسب، ولكن بعد فترة أصبحت تهاجم البيوت أيضا، وتفتش عن الكتب الدراسية وتحرقها، وتهدد أى أب يفكر فى تعليم بناته، وقال المزارع النيجيرى: "فى نوفمبر 2014 اضطررت للهرب أنا وبناتى من بوكو حرام، بعد أن حرقوا أكثر من منزل فى القرية، ومنهم المنزل المجاور لى، ورغم أن ابنى الصغير كان مريضا، وطلب منه الطبيب التزام الفراش، إلا أننى حملته وقررت السفر لأقاربنا فى "بورنو" واستمررت وعائلتى هناك لمدة سنة تقريبا، حتى هجمت "بوكو حرام" على القرية أيضا، فاضطررت للانتقال لمعسكرات الـ"أى دى بى" لكن الاحتياجات ضعيفة وعدد الموجودين بالآلاف، كما أن البنات توقفوا عن التعليم، والأطعمة والموارد لا تكفى الجميع.
كاشيكو: تجار المواشى يخافون من استيلاء "بوكو حرام" على تجارتهم
من جانبه قاله "سامسون كاشيكو" - 33 سنة - الذى يعمل ووالده فى تجارة المواشى، بقرية "مانجارى"، كنا نعيش فى قرية بورا شيكا، قبل أن تهجم "بوكو حرام" عليها منذ 4 شهور، وحينها أخذوا كل المواشى الموجودة فى القرية والأطعمة الموجودة، ونهبوا تجارتنا بالكامل تقريبا، نحن ومجموعة من تجار المواشى الآخرين، فاضطررنا إلى تغيير مجال تجارتنا، والكثير من العاملين فى هذا المجال، توقفوا عن تربية المواشى تماما أو باعوها بأسعار بخسة، خوفا من استيلاء "بوكو حرام" عليها، فالجماعة حين تعلم بوجود تاجر، تطلب منه تسليم ما لديه من مواشى وإلا قتلوا عائلته، حتى إن بعض العائلات أصبحت تترك المواشى على الباب عندما يعرفون بهجوم بوكو حرام على القرية.
وبسؤاله عن مصدر حصول "بوكو حرام" على السلاح، قال كاشيكو: لا نعرف من أين يأتى لهم السلاح، ولكن بوكو حرام تملك أموالا كثيرة، وأحيانا تقع بعد المعارك القتالية بينهم وبين قوات الجيش، ويجمع أفراد الجماعة السلاح بعد انتهاء المعركة.
إيمانويل:الأسر تؤجل أفراح بناتها على أمل العودة لقراها
ومن التعليم إلى الحياة الاجتماعية، حيث دمر الإرهاب أبسط ملامح الحياة العادية فى القرى النيجيرية، وعن ذلك يقول "كاريمبى إيمانويل"-39 سنة- من قرية يورا شيكا: بعض الأسر تتمنى ألا تنجب بناتاً، وحتى الأفراح تم تأجيلها فى عدة أسر أملا فى عودة أهل البيت إلى قريتهم الأصلية والاحتفال فيها، وهناك حالة من نقص المياه والغذاء، بينما تنعم بوكو حرام بالغذاء والراحة.
وأضاف: الجماعة الإرهابية قامت ببعض الأعمال بدافع الانتقام فقط من الأهالي، مثل تلويث مصادر المياه وحرق المزروعات فى الأراضى بعد نهبها.
واختتم: "نرغب فى أن تساعدنا الدول الأفريقية الكبرى مثل مصر فى حل هذه المشكلة".
4.
حقوقيون: نرغب أن تخصص مصر قوة لمحاربة الإرهاب فى أفريقيا
وعلى الجانب الحقوقى، طالبت الحقوقية وخبيرة العلاقات الأفريقية "أيو ديهجا" بتخصيص مصر لقوة خاصة لمحاربة الإرهاب، والجماعات المتطرفة التى تروع أخواتها الأفارقة، وقالت: "رأينا الرئيس السيسى فى آخر اجتماع للاتحاد الافريقى، ومصر دخلت مجلس السلم والأمن الأفريقى مؤخراً، وأمن نيجريا يؤثر على أمن القارة الأفريقية كلها، لذا نتمنى لو تخصص مصر قوة لمحاربة الإرهاب، حتى نتخلص من بوكو حرام والشباب والقاعدة وأخواتهم.