ناقش الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، اعتراضات بعض رجال الأعمال على التبرع لصندوق "تحيا مصر" لمساندة البلاد فى أزمتها الاقتصادية الحالية، خاصة أن هناك أقاويل تزعم أن الأمم لا تبنى على التبرعات.
وقال خالد صلاح، إن من يقول إن التبرعات ليست لها فائدة داخل الدولة، يريد أن يخدعنا، ويجعل من صندوق "تحيا مصر" فكرة سخيفة، بالرغم من أن أوروبا بنيت على التبرعات بعد الحرب العالمية الثانية، وقامت على مشروع "مارشال" الذى أعاد بناء رأس المال فى أوروبا، وكذلك ألمانيا وإسرائيل اللتين بنيتا على التبرعات، وهو يجعلنا نؤكد أن نقول إن التبرعات لها دور كبير فى بناء الدول.
وأضاف الكاتب الصحفى، ببرنامج "آخر النهار" الذى يذاع على فضائية "النهار"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد أنه لن يأخذ شىء من أحد خاصة رجال الأعمال دون موافقته، لاسيما أن هناك رجال أعمال حصلوا على أراضى بمسحات كبيرة من الدولة فى العهود السابقة واستثمروا فيها، وباعوها بأضعاف الأسعار التى اشتروا بها تلك الأراضى فى الوقت الحالى.
وأشار إلى أن هناك رجال أعمال يعتقدون أن الضرائب هى من ستبنى الدولة، بالرغم من هروبهم من دفع الضرائب أو الزكاة، مضيفًا "الضرائب أو الزكاة لو اتدفعوا فى مصر هتبقى زى الفل"، مشيرا إلى أن من يتبرع من رجال الأعمال بمبلغ معين لمدرسة ما بمصر، يذهبون لخصمه من الضرائب، مضيفًا "أنت لو دفعت الضرائب والزكاة هنقطع 7% من المشوار".
ولفت رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، إلى أن هناك جدل بين وسط رجال الأعمال الذين لم يتبرعون لصندوق "تحيا مصر"، حول تبرعهم هم فقط للدولة، وليس غيرهم من باقى الطبقات سواء الإعلامية أو الصحفية أو الطبية، وغيرها، مضيفًا:"اللى بيقولك الكلام ده بيخدعك، لأنه عاوز يخلى الموضوع مشاع، ويخلى فكرة صندوق تحيا مصر، سخيفة جدا".
واستطرد:"رجل الأعمال يقولك إزاى انت بتحاسبنى على أرض أنا واخدها فى الثمانينات والتسعينات، وكانت صحرا وعقارب، وكان المتر ما يساويش 3 أبيض.. طب يا أخى راعى إنك كنت واخدها بـ3 أبيض، ولما تيجى تبيعها بيعها بـ9 أبيض، مش بـ90 أحمر أو أخضر"، وتابع "فى رجال أعمال وناس من الطبقات الثرية الحقيقة بيلاوعوا فى الموضوع".
وكشف الكاتب الصحفى خالد صلاح، عن أن الولايات المتحدة وأوروبا لم تسر بالضرائب فقط، مشيرًا إلى أن العاصمة الأمريكية واشنطن، بها مجموعة متاحف كبيرة أنشاها شخص واحد فقط، تبرع للحكومة الأمريكية حتى يصنع للولايات المتحدة تاريخ، والدخول فى تلك المتاحف مجانًا"، مشددا على أن التبرعات جزء من ثقافة الأمم.
ونوه إلى أن ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، صرح بمصادرة رواتب وزراء حكومته، العام الماضى بسبب أزمة فى الدين العام للمملكة المتحدة، كمساهمة منهم فى سداد الدين العام، فضلا عن مطالبته عدد من كبار المستثمرين بمساندة بلادهم فى تعويض الدين العام، مضيفًا:"مصر بها 3 تريليون جنيه مصرى خارج النظام المصرفى، مع تجار أراضى وناس بتاجر فى الدولار، واللى بتهرب بضائع وغيرها، وأنت جاى تقولى نظام ضرائب!".
واستشهد الكاتب الصحفى، بالسيدة أم كلثوم، التى أجرت زيارات عديدة لدول العام أثناء فترة الحرب من أجل التبرع للدولة لبناء المجهود الحربى، مضيفًا "ونحن حاليًا فى حرب، ولا أنت ما شفتش حماس دخلت إزاى واغتالت الشهيد هشام بركات؟"، واصفا من يسخر من من مباردة الرئيس السيسى "صبح على مصر بجنيه"، بـ"السخيف"، لاسيما أن الجامعة المصرية بنيت بالتبرعات إبان حكم الملك.
واستكمل:"عبد الشاهين رجل الأعمال الكويتى، فضل يحارب علشان يبقى فى أرقام علشان الناس تتبرع بيها فى الكويت، يعنى أهل الكويت يقفوا جنب مصر، وانت عمال تتريق على "صبح على مصر"، طب أيه السخف ده، وأنت ناسى كنا عاملين؟"، مشيرًا إلى أن مؤسس شركة ميكروسوفت العالمية تبرع بمبلغ مليار و800 مليار دولار للقضاء على مرض شلل الأطفال، بجانب تبرعه داخل الولايات المتحدة الأمريكية، "فما هى البدعة التى فعلها الرئيس السيسى علشان يحصل كل ده؟ وإيه البدعة اللى عاملينا رجال الأعمال عاملينها إنك تدفع من الضرائب؟".
وتابع خالد صلاح: "لازم نصلح النظام الضريبى داخل الدولة، ونشوف رجال الأعمال دول كسبوا كام على حاجات هما خدوها فى ظروف صعبة جدا فى البلد برخص التراب، ولازم يحصل فى جهاز الدولة يتحول إلى كشف لكل هؤلاء الناس"، لاسيما أن مصر تعيش نزيفا سواء فى الحرب وتأمينها للحدود لمنع تسلل الإرهابيين للدولة، أو النزيف الذى وقع تجاه السياحة من سقوط الطائرة الروسية، موضحا:"فيها إيه لما نقف جنب بعض؟".
وأكد رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير انفراد، أن السخف الذى يحدث من بعض الكتاب الذين يعلمون مباشرة لصالح رجال أعمال، وكتاباتهم لمقالات فى هذا الأمر، هى موجهة تهدف إلى نجاة هؤلاء رجال الأعمال من الدفع للدولة.