حنان شومان تكتب: حول أزمة الأوسكار.. الزميلة أخطأت فى سؤالها لـ"ليوناردو دى كابريو" واعترفت بخطئها لكنها تعرضت لحملة أقسى كثيرًا من الخطأ.. ونعد بدورات تدريبية مكثفة لجميع المحررين

لم تمر أيام قليلة على اضطلاعى بمهمة محرر القراء الذى تقع مهمته الأولى فى أن يكون حكمًا بين الجريدة وبين قرائها فى أى أخطاء تقع فيها الجريدة، بداية من خبر خطأ وانتهاءً بمجرد كلمة أو حتى حرف مطبوع خطأ، فله تذهب الشكوى وعليه الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، وواجهت الجريدة مشكلة مع كثير من القراء وغيرهم على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب خطأ إحدى محرراتها الشابات التى ذهبت لتغطية وقائع الأوسكار فأساءت السؤال فى مؤتمر صحفى يعد عالميًا بالتأكيد لنجم بحجم ليوناردو دى كابريو.

وقامت حملة شعواء على المحررة لتصل إلى الجريدة نفسها ما بين استياء ثم اتهامات وسخرية رغم كل النوايا الحسنة فى تقديم محتوى مختلف للقارئ المصرى، وامتدت الحملة فوصل الأمر بالبعض أن يخوض فى حكايات مختلقة على الزميلة الصغيرة وأسرتها، واعتبر الكثيرون أن الزميلة وهى تقدم نفسها كأول صحفية من مصر تغطى الأوسكار فضيحة خصت مصر جميعًا، وأشارت لها بعض الصحف العالمية، بالغ البعض فى ردود الأفعال فى الهجوم ما دفع بعض الزملاء للدفاع عن زميلتهم الصغيرة بمنطق دفاع القبيلة.

وهنا كان الاختبار صعبًا ومباشرًا، فأنا يوميًا أتلقى رسائل من عشرات القراء أقر فيها بأخطاء الجريدة مهما كانت بسيطة وأصححها وأنشرها فى تقرير يومى، فماذا أفعل أمام خطأ كبير وقع بالفعل أقره وتقره إدارة الجريدة فى تغطية الزميلة للمؤتمر الصحفى، ولكننا فى الوقت ذاته نتعرض لحملة أقوى وأقسى كثيرًا من الخطأ الذى ارتكبته الزميلة وهو خطأ لا ننكره ولا نتنصل منه ولا نهون من شأنه.

ورغم أن ردى كمحرر للقراء كان يجب أن يكون فى ذات اليوم الذى أذيع فيه المؤتمر الصحفى، إلا أننى آثرت أن أنتظر لعدة أيام حتى أكون قرأت أغلب ردود أفعال القراء وآرائهم وآخرين على مواقع التواصل الذين أظنهم أيضًا قراء مهتمون بمتابعة الجريدة.

ولكل هؤلاء خاصة الذين أذاهم أن خطأ الزميلة طال مصر لأنها قدمت نفسها كصحفية مصرية، أقول حدث خطأ كبير وصادم وغير متوقع من الزميلة، ولأن الاعتراف بالخطأ فضيلة ولكن الأهم منه هو تصحيحه، فالزميلة أخطأت فى عدم استعدادها بأسئلة مناسبة للحدث رغم اجتهادها الشخصى فى الوصول لتغطية الأوسكار ومساندة الجريدة لها فى تحقيق حلمها بحضور هذا الحدث العالمى ولكنها قدمت اعتذارًا كان واجبًا عن هذا الخطأ.

وإن كان أى خطأ يَرْد فى الصحيفة قابلاً للتصحيح أو حتى نشر رد كحق للقارئ، إلا أن الخطأ الذى وقعت فيه شيماء لا يمكن تصحيحه إلا بوعد أن نكثف تدريب الكوادر الشابة التى تقوم على أكتافها انفراد، فنحن صحيفة شابة أغلب رؤساء أقسامها وقياداتها من الصحفيين الشبان، وكذلك محرروها فجميعهم حديثو التخرج ولا أحاول التنصل كجريدة من المسئولية حين أشير لأزمة مستوى التعليم فى مصر حتى بين حملة درجة الماجستير والدكتوراه، والإعلام ليس استثناءً، وربما نبهتنا أزمة سؤال شيماء لليوناردو دى كابريو إلى وجوب التدريب الأكثر للزملاء من خلال دورات تدريبية مكثفة سواء يتم من خلالها التقييم العلمى والعملى أكثر من مجرد التقييم القائم على جودة وكثافة العمل.

جريدة انفراد تحاول وتسعى دائمًا للتطوير المستمر فى التغطيات المحلية، ولهذا فينتظر منها القراء بالتأكيد أفضل خدمة خبرية فى الدقة والسرعة والمهنية.

وإذا كان هناك خطأ لا ننكره وحماسة فى الردود زادت من حدة الغضب، فإننا بالتأكيد درسنا هذه التجربة بعناية وسجلنا الملحوظات الجادة من قرائنا، ونعد بالأرقى والأفضل فيما هو قادم.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;