يحتفل العالم باليوم العالمى للمرأة، وتتعامل الكثير من الدول مع هذا اليوم بقدر عالٍ من الاهتمام لتقديرهم لأهمية المرأة ودورها الفعال فى بناء المجتمع، لكن هل تعتبر مصر من إحدى الدول التى تحتفى بنسائها فى هذا اليوم، خاصة أن المرأة المصرية معروفة بمواقفها الجريئة التى تثبت أنها مثال للتضحية والإصرار على النجاح، فضلاً عن مساندتها لزوجها وأبنائها وتغلبها على معظم الظروف القهرية التى تعيشها فى مجتمع يعانى من المشكلات الاقتصادية، ومشكلات العنف ضد المرأة، ومأساة التحرش الجنسى.
وفى ظل هذه الظروف هل تعرف المرأة المصرية شيئاً عن اليوم العالمى للمرأة، وقد دخل انفراد إلى عالم النساء المصريات وسأل سيدات مصر ماذا تعرفن عن اليوم العالمى للمرأة؟
وقالت فاطمة حسن 41 سنة أم لثلاث أبناء وتعمل فى سكرتيرة فى إحدى شركات الملابس، "يوم عالمى ايه، ده بيبقى امتى ده"، وأكدت فاطمة أنها لم تسمع من قبل عن احتفاليات تخص هذا اليوم، وأضافت "عادى زى كل يوم طحنة فى الشغل وفى المدارس والأقساط اللى مبتخلصش، احنا عاوزين الحكومة تشيل العبء عن المرأة شوية، وبعدين نبقى نحتفل".
بينما قالت سمية الهادى 38 سنة أم لطفلين وتعمل موظفة بالإذاعة والتليفزيون "احتفال ايه..الاحتفال ده عشان المرأة، فين بقى هنا فى مصر المرأة"، حيث أكدت أن 80% من النساء المصريات يقومن بأدوار الرجال والنساء معاً، فالمرأة المصرية مسئولة عن المنزل، وعن العمل حتى إنها تنفق راتبها كله فى المنزل دون أن تشترى لنفسها منه "قشاية"، وأضافت وبعد أن تعود المرأة من العمل تبدأ فى ممارسة واجباتها المنزلية بين طلبات واكل ومذاكرة، ومطالبة فى المساء أن تنام بجوار زوجها كأنثى "عشان ميبصش بره"، وأشارت الهادى أن النساء المصريات مقهورات، فمثلاً إذا طلبتى من زوجك الخروج مع صديقاتك سيقابلك بمليون سؤال" لزومها ايه الخروجة دى، العيال قبلك طبعاً، مين من صحباتك اللى وزتكم" وتنتهى بـ"خناقة"، عاوزينا نحتفل بأيه بقى وسط كل ده.
وقالت مى سعيد 33 سنة ربة منزل وأم لطفلتين، "احنا منعرفش فى مصر عيد للمرأة.. غير عيد الأم"، وأكدت مى إنها تشعر بالسعادة وتحقيق الذات عندما ترى نجاح بناتها وتفوقهم الدراسىن وأضافت انا مقدرش اعمل "pauseلحياتى يوم واحد، هو روتين واحد للأجازة وواحد للدراسة، لكن فى الواقع مقدرش أوقف الروتين ده يوم وأقول فيه بحتفل عشان أنا مرأة.
أما سمر إبراهيم 24 سنة آنسة وتعمل فى مجال الإعلام تقول "انا بسمع عن اليوم ده فى التليفزيون أو فيس بوك، لكن معرفش هو امتى بالظبط"، وأضافت "هنحتفل ازاى يعنى، احنا حياتنا كلها يا إما الشغل، أو البيت، أو خناقات الشغل، مفيش فى مصر احتفالات للمرأة، لو احتفلنا فى الشارع هيتحرشوا بينا، وفى البيت الرجالة مش بتقتنع بالحاجات دى".
وتقول ميرفت جمعة 42 سنة ربة منزل وأم لثلاث أطفال "يوم للمرأة، ده فى مصر ده؟!"، وأشارت إلى أن معظم السيدات فى مصر لا يعرفن شيئاً عن هذه المناسبات، ماعدا الشريحة الأرستقراطية التى لا تعانى من مشكلات اقتصادية، وأضافت "احنا بنقضى الشهر بالعافية، ولو قولت لجوزى عاوزة احتفل عشان انا مرأة ممكن يطلقنى، احنا بنعمل جمعية عشان نحتفل بالعيد الكبير أو الصغير بس، ناقصين بقى عيد للمرأة".