أربعة أسابيع هى المهلة التى حددها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية للانتهاء من كل الأعمال الخاصة بكوبرى مدينة سوهاج الجديدة والذى شهد انهيارا جزئيا فى الثالث من شهر فبراير المنصرم، وتشغيله لخدمة المواطنين بصفة عامة وطلاب جامعة سوهاج الجديدة بصفة خاصة والتى توقفت الدراسة بها بعد حدوث الانهيار من أجل الحفاظ على حياتهم؛ ليستمر بذلك إهدار المال العام ويصبح هو السمة الغالية للمشروع الخاص بالكوبرى والذى تكلف إنشائه 100 مليون جنيه، وتسبب أيضا فى أهدار مليار جنيه هى قيمة تكلفة أنشأت جامعة سوهاج الجديدة مما أضاع على الشعب السوهاجى فرحته بجامعته الجديدة.
ومن المقرر أن يكون غدا الخميس آخر أيام المهلة المقررة من قبل الرئيس للشركات المنفذة إلا أنه حتى الان لم تنفذ الشركات ما كلف به الرئيس ولم يتم تنفيذ سوا 10 خوازيق من إجمالى 120 خازوقا للكوبرى.
والغريب فى الأمر أن القائمين على المشروع بعد تجديده أقروا أن أمامهم حتى نهاية شهر مايو القادم للانتهاء من كل الأعمال الخاصة بتجديد الجزء المنهار من الكوبرى خاصة وأن جملة الخوازيق المطلوب الانتهاء منها هى 120 خازوقا لم يتم تنفيذ منها حتى الآن إلا 10 خوازيق فقط وبهذا المعدل فى العمل لن يتم الانتهاء من العمل قبل ذلك الموعد.
وعلى جانب أخر فجر تقرير كلية الهندسة بجامعة سوهاج مفاجآت حول واقعة انهيار كوبرى مدينة سوهاج الجديدة، الذى انهار فى 3 فبراير الماضى، حيث حدد تقرير الكلية جميع المسئولين عن واقعة الانهيار. وسلمت لجنة كلية الهندسة المشرفة على التحقيقات فى واقعة انهيار الكوبرى تقريرها للنيابة العامة بسوهاج برئاسة المحامى العام لنيابات شمال سوهاج المستشار هانى الجوهرى.
ووفقا لتقرير كلية الهندسة الذى حدد المسئولين عن واقعة انهيار الكوبرى وهم أعضاء لجنة التصميم الإنشائى عن مركز الدراسات والاستشارات الهندسية بكلية الهندسة جامعة أسيوط، والذى يضم "يحيى.ع.م" محافظ سوهاج الأسبق، الذى كان يشغل منصب محافظ سوهاج فى عهد الإخوان، والدكتور "هشام.م.أ" والأستاذ الدكتور "محمد.م.م" عضوا لجنة التصميم الإنشائى عن مركز الدراسات والاستشارات الهندسية بكلية الهندسة جامعة أسيوط. كما حدد التقرير أيضا مسئوليتهم عن الأعمال التى قاموا بها والتى قاموا باعتمادها "أعمال التصميم، والإشراف، واعتماد الرسومات" الخاصة بالحائط الثالث بالكوبرى، وتقرير التربة والأساسات، وأعمال مراجعة التصميم للحوائط والكوبرى.
كما حدد التقرير مسئولية كل من المهندس "عاطف.ع.ا" والمهندس "أحمد.ج.م" والمهندس "ياسر.م.ش" مهندسى الإشراف والتنفيذ فى جهاز تعمير جنوب الصعيد، الذين لم يبدوا أى تحفظات على إلغاء تجارب تحميل الخوازيق ووافقوا على تنفيذ عدد 2 جسة فقط بموقع الحوائط الساندة. وحدد التقرير أيضا مسئولية المهندس "خالد.أ.ج" مدير المشروع بالشركة المنفذة "المقاولات المصرية" فى أنه لم يبد أى تحفظات نحو مطابقة التقارير الاستشارية لقاع الحفر لزوم الحوائط الساندة، كما أنه لم يثبت تحفظاته على عدم إجراء تجارب التحميل على الخوازيق. وحمل التقرير مسئولية انهيار الكوبرى للدكتور "هشام.ع" مدير مكتب النيل الهندسى الاستشارى للشركة المنفذة، والذى قام بإعداد تقارير التربة والأساسات وقام بتنفيذ عدد 2 جسة فقط، وهذا مخالف لعدد الجسات المطلوبة طبقا للكود المصرى لميكانيكا التربة، ومسئولية المهندس "إسلام.ح.ح" مهندس الإشراف المقيم من قبل مركز الإستشارات والدراسات الهندسية جامعة أسيوط مسئولية مقتصرة فقط على أعمال التنفيذ ومتابعة ضبط الجودة الخرسانية. يذكر أن نيابة الأموال العامة بسوهاج قامت باستدعاء 3 أعضاء من لجنة التصميم الإنشائى بكلية الهندسة بجامعة أسيوط، وذلك لسؤالهم حول واقعة انهيار كوبرى جامعة سوهاج، كما تم استدعاء ضابط الرقابة الإدارية محرر محضر التحريات بالرقابة الإدارية، بشأن معلوماته حول المخالفات المالية والإنشائية التى شابت عملية إنشاء كوبرى جامعة سوهاج، وسيتم بدء التحقيقات معهم الأسبوع المقبل.
أما أحمد عبد الحافظ المنسق الإعلامى لرئيس الجامعة فأوضح أن أعضاء مجلس جامعة سوهاج أعربوا عن حزنهم الشديد مما حدث مؤخراً، وانعكاسه على العملية التعليمية بالمقر الجديد، وتساءل المجلس متى سيفرح المجتمع السوهاجى بجامعته الجديدة التى تكلفت ما يقرب من مليار جنيه، وتم تصميمها على طراز معمارى فريد، شهد عليه جميع المسئولين الذين قاموا بزيارة الجامعة الجديدة ومنهم، المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، ووزيرى التعليم العالى الحالى والسابق.
وأوضح المنسق الإعلامى لرئيس الجامعة أنه عندما انشئت الجامعة الجديدة على مساحة 827 فدانا لتكون صرح تعليمى يُحدث تنمية شاملة فى غرب المحافظة، عانينا من مشكلة الطريق الجديد المختصر الذى يربط المحافظة بمدينة سوهاج الجديدة، ولولا تدخل فخامة رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسى فور علمه بأبعاد المشكلة من د. نبيل نور الدين رئيس الجامعة اثناء اجتماع فخامته مع المجلس الأعلى للجامعات، ما كان لهذا الطريق أن يكتمل، ثم بعد ذلك ظهرت مشكلة اخرى وهى ابراج الضغط العالى ومالها من خطورة اثناء المرور عليه، وتم حلها عن طريق السيد وزير الكهرباء، وبعد انتظام العملية التعليمية فى 6 كليات هذا العام بالمقر الجديد وهى "كليات التربية الرياضية، الزراعة، التربية، التربية الرياضية، الحقوق، الالسن، والهندسة"، ورغبة باقى الكليات فى الانتقال هناك لما وجدوه من مناخ ملائم، حدثت صدمة انهيار جزء من كوبرى مدينة سوهاج الجديدة والتى قد تؤثر على مستقبل الجامعة ككل فى الوقت الحالى، بالرغم من المحاولة السريعة من قبل السيد الدكتور ايمن عبد المنعم محافظ سوهاج، واللواء أحمد أبو الفتوح مدير الأمن، والتشاور الدائم مع مجلس الجامعة الذى سيجتمع خلال هذا الاسبوع لمناقشة تداعيات الموقف والحلول المطروحة مؤقتا لحين الانتهاء من اصلاح الجزء المتصدع من الكوبرى.
وتساءل مجلس الجامعة ما هو مصير العملية التعليمية بالجامعة الجديدة لو تم غلق الطريق ككل، خاصة وأن الطلبة والطالبات والأهالى رافضون السير على الطريق القديم، فى حين لابد من التامين الكامل لطريق التحويلة حتى يطمئن أولياء الأمور على أبنائهم.