رغم الفضيحة المدوية التى كشفتها صحيفة "وال ستريت جرنال" الأمريكية اليوم الأربعاء، حول تجسس الولايات المتحدة على أقرب وأكبر حليف إستراتيجى لها وهى دولة الاحتلال الإسرائيلى والتنصت على اتصالات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، إلا أن تل أبيب حتى كتابة تلك السطور لم تصدر أى تعليق واحد حول هذا الموضوع.
فرغم تعهد الولايات المتحدة بالحد من نشاطها التجسسى على حلفائها بعد الفضيحة التى تسببت بها وكالة الأمن القومى مؤخرا حول التجسس على قادة الدول الأوربية، إلا أنها تجسست أيضا على إسرائيل وقادتها.
البيت الأبيض لم ينف الواقعة
لم ينف البيت الأبيض صحة ما كشفته الصحيفة الأمريكية، التى استندت فى روايتها إلى عدد من المسئولين فى الإدارة الأمريكية لم تنشر أسماءهم، لكنه بالمقابل شدد على عمق العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى: "نحن لا نقوم بأنشطة استخبارية تستهدف الخارج إلا إذا كانت هناك مصلحة محددة تبرر ذلك مرتبطة بالأمن القومى، هذا الأمر ينطبق على المواطنين العاديين كما على زعماء العالم"، مضيفا أن الرئيس أوباما قال تكرارا إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل مقدس.
وكانت قد ذكرت الصحيفة الأمريكية نقلا عن مسئولين لم تذكر أسماءهم إن مسئولين فى البيت الأبيض يعتقدون أن المعلومات التى اعترضت فى المحادثات الهاتفية قد تكون مفيدة لمواجهة حملة نتانياهو احتجاجا على الاتفاق النووى مع إيران.
التنصت على نتانياهو
وأوضحت الصحيفة أن تنصت وكالة الأمن القومى كشف للبيت الأبيض كيف سرب نتانياهو ومستشاروه تفاصيل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بعد أن علموا بها من خلال عمليات تجسس إسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن تقارير وكالة الأمن القومى أتاحت لمسئولى إدارة الرئيس باراك أوباما إمعان النظر فى الجهود الإسرائيلية الرامية إلى إثناء الكونجرس عن الموافقة على الاتفاق.
وقالت الصحيفة: إن السفير الإسرائيلى لدى الولايات المتحدة رون ديرمر وصف بأنه يدرب جماعات يهودية أمريكية على حجج لاستخدامها مع النواب الأمريكيين، كما ورد أن مسئولين إسرائيليين مارسوا ضغوطا على النواب لمعارضة الاتفاق.
وحسب "وول ستريت جورنال"، فإن أوباما وجد "أسبابا قاهرة تتصل بالأمن القومى" تبرر الإبقاء على التجسس على بعض القادة بمن فيهم نتانياهو والرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
التنصت على الاتصالات فى الخارج
وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية اختارت على الأرجح عدم نزع الأجهزة الإلكترونية المزروعة للتنصت على الاتصالات فى الخارج بسبب صعوبة إعادة زرع هذه الأجهزة عند الحاجة إليها.
وأكد مسئول أمريكى كبير للصحيفة طالبا منها عدم نشر اسمه، أن قرار إبقاء التجسس على نتانياهو لم يتطلب كثيرا من الأخذ والرد، وقال "نوقف التنصت على نتانياهو قطعا لن نفعل ذلك".
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الإدارة الأمريكية كانت خائفة من أن تكون إسرائيل تتجسس من جانبها على المفاوضات التى كانت جارية بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووى الإيرانى.
جدير بالذكر أنه قبل عامين، وبعد كشف أمر برنامج التجسس الواسع النطاق الذى مارسته وكالة الأمن القومى الأمريكى فى العالم، والذى شمل زعماء الدول، وعد الرئيس باراك أوباما بالحد من التجسس على قادة الدول الحليفة.