المحامى جميل سعيد: لـ"انفراد": تركت العمل بالقضاء لقلة العائد المادى والتحقت بالمحاماة.. متهم بقضية قتل وقت عملى بالنيابة قالى: "هتصدق حيوان وتكدبنى" .. أحببت كرة القدم وكنت أقف حارس مرمى فى شبابى

عمل والده بجهاز الشرطة وتعلق به، وانتقاله للعديد من المحافظات لم يثنه عن التحاقه بالمجال الذى أحبه منذ أن كان صغيراً، فعندما عرف طبيعة العمل النيابى، قرر المضى قدماً فى الدخول إلى ذلك المجال والعمل به. المحامى والقاضى السابق جميل سعيد يروى ذكريات طفولته، وحبه للعمل النيابى، والتحاقه بعد ذلك بمهنة المحاماة. وإلى نص الحوار: احك لنا تاريخ نشأتك؟ ودخولك الجامعة؟ - أنا من عائلة من أصول صعيدية من محافظة المنيا، بدأت حياتى بالانتقال مع والدى لعدة محافظات، وذلك بسبب عمله بالشرطة، فكنت فى فترة الابتدائية فى محافظة سوهاج بمركز طهطا، ثم انتقلنا إلى محافظة المنوفية، ودخلت مدرسة النصر بشبين الكوم، وبعدها مدرسة المساعى، وبعدها انتقل والدى للعمل فى القاهرة، وأكلمت مرحلة الإعدادية والثانوية فى مدرسة الأورمان، وعشت فيها أجمل أيام حياتى، حيث كانت مصاريف الدراسة وقتها 14 جنيهاً سنوياً وكان مبلغا كبيرا فى ذلك الوقت، وخلال ذهابى مع والدى إلى عمله، أحببت عمل رجال النيابة العامة، عندما كنت أراهم وقت جلوسى مع والدى، فقد كنت أحب عمل النيابة، والتحقيق، والمعاينة وغيرها، كما أننى كنت منبهرا بهم، ومن هنا بدأ حبى للعمل بالنيابة، وبعدها دخلت كلية الحقوق وعمرى 16 عاماً، وتخرجت وعمرى 20 عاماً فى عام 1967 بتقدير جيد جداً، وقدمت فى النيابة العامة، وقبلت ثم تدرجت فى المناصب إلى أن وصلت لدرجة رئيس محكمة، وقدمت استقالتى من العمل بالقضاء فى عام 1983. لماذا تركت العمل فى القضاء؟ - قبل أى شىء أود أن أذكر أن القضاء رسالة، وأن أى رسالة لا تنتظر منها مقابلا، وهذا كان أحد الأسباب هى الظروف المادية، فقد كان لدى 3 أولاد والعائد المادى لم يكن مجزيا، والمتطلبات والالتزامات كثيرة، وبالفعل أخبرت زوجتى بذلك وفرحت كثيراً لأنها كانت ترى أن عملى كقاضى يأخذ وقتا كثيرا من يومى فى قراءة القضايا وغيرها، ولم تكن تعلم أنها مخطئة، لأن مهنة المحاماة لا تقل صعوبة عن القضاء، وقرار الاستقالة عاتبنى عليه البعض، منهم والدتى، لأنها كانت تريد أن أظل قاضياً، وبعد خروجى كنت أحصل على مبلغ 90 جنيهاً معاشاً شهرياً. كيف فكرت فى إنشاء مكتب للمحاماة؟ وما الصعوبات التى واجهتك؟ - فى بداية الأمر أخذت شقة بمنطقة الزمالك فى الدور الرابع، وكنت متعبة بالنسبة للموكلين، ولى أنا شخصياً، واستغرقت شهراً كاملاً لإنهاء إجراءات قيدى بنقابة المحامين، وما يستلزم من إجراءات بعدها، ثم عرض على أحد الأصدقاء شقة كان يستأجرها من هيئة التأمينات بشارع الألفى منطقة وسط البلد، وكان إيجارها حوالى 14 جنيها شهرياً، وإيجار شقة الزمالك كان حوالى 300 جنيه شهرى، وبعدها بعام واحد اشتريت شقة تمليك فى الزمالك، وكان هناك توسع فى الأمر. هل تتذكر أول قضية ترافعت فيها؟ وأول أجر تحصلت عليه؟ - نعم أول قضية جاءتنى المكتب بعد شهر من عملى فيه، كانت قضية شروع فى قتل، وبالفعل حصلت فيها على حكم بالبراءة، وحصلت على مبلغ 2000 جنيه وقتها، وكان مبلغا كبيرا فى عام 1983. كيف كانت كواليس زواجك؟ وكم عدد الأولاد والأحفاد؟ - تعرفت على زوجتى عن طريق الأسرة، فوالد زوجتى كان صديقاً لوالدى فقد كان أيضاً يعمل ضابط شرطة، وكنت أعرف زوجتى عن طريق اللقاءات التى كانت تجمع الأسرتين، وتزوجت وعمرى كان 21 عاماً فى نوفمبر عام 1969، حسب التقاليد الصعيدية، وأنجبت ابنى الأكبر سعيد وهو يعمل مقدم شرطة، ولديه ولد يسمى ياسين، وطارق ويعمل محامياً ولديه ثلاث بنات، وكريم ويعمل طيار مدنى بشركة مصر للطيران ولديه يوسف. هل اخترت مجالات العمل لأبنائك؟ - لم أختر لأولادى أى مجال أو أطلب من أحد منهم الدخول فى مجال عمل معين، وأنا رجل ديمقراطى مع أبنائى وعلى النصيحة لهم فقط، فسعيد كان شغوفاً بجده فأختار مهنة الشرطة، وطارق كان لصيقاً بى كثيراً وعندما كنت أعمل فى الصعيد كنت آخذه معى فى القضاة والنيابة كان يذهب معى كثيراً، وكريم كان محباً لمجال العمل بقطاع الطيران فهو عباس بن فرناس الأسرة، والتحق بالعديد من المعاهد فى كمجال الطيران منها بعمان، وطارق التحق معى بالمكتب ودربته على المحاماة بعد تخرجه، وفتح مكتبا بعد ذلك لأنه شجرة مثمرة، وكان لابد أن يستقل بمكتبه، وتدرب معى لمدة عام ونصف، وبعدها انطلق للعمل فى القضايا بمفرده، ولكن أعطيت لهم نصيحة وهى «اجعل من يراك يدعو لمن رباك». هل تخصص أوقات معينة للجلوس مع أفراد العائلة بصفة مستمرة؟ - لا أخصص وقتا معينا للجلوس مع أحفادى فأنا لدى لمياء ونور وليلى من ابنى طارق، ومن كريم يوسف، ومن سعيد ياسين، هم حصاد لأن الأبناء لا تستطيع التمتع بهم للانشغال الدائم، ولكن الأحفاد طبيعة مختلفة فهم أعز من الأولاد وذلك قالوا قديماً: «اعز الولد ولد الولد»، وكلهم قريبين إلى قلبى وكل واحد منهم يستطيع أن يُذيبنى فى لحظة، وكلنا سنحت الفرصة أهرول إليهم وأسعى لهم، وأخصص لهم وقت يوم الجمعة نذهب فيه إلى النادى ولكن ليس دائما، وكذلك فى المناسبات. ما أكثر القضايا التى أخذت منك وقتاً طويلاً بالمحاكم؟ - كل القضايا أجهدتنى، لأن لكل قضية ثلاث قرءات، وهى قراءة النيابة اتهامية، وقراءة الدفاع قراءة دفاعية، والقاضى قراءة الحكم، فكل قراءة لها اتجاه، الدفاع يبحث عن ثغرات وهكذا، والتأثير النفسى ليس له محل من الأعراب فى القضايا، فالمحامى ليس بمحلل نفسى فهو يبحث بالقانون، والأصل فى المهنة هى مهنة الإجهاد، كما الصحافة مهنة البحث عن المتاعب. ما أغرب الوقائع التى تتذكرها خلال عملك بالقضاء أو النيابة العامة؟ - كان فى واقعة قتل فى الصعيد وكنت وقتها مديراً للنيابة، وطلبت الاستعانة بكلب بوليسى من القاهرة، وبالفعل حضر الكلب ومعه مدربه، واحتجزت المدرب والكلب فى مكان لا يصل إليه أحد، وأجريت عملية العرض من غير المتهم، فلم يتعرف الكلب على أى شخص، وطلبت حضور المتهم ليتعرف الكلب عليه، وتعرف عليه، حتى أننى قررت العرض أربع مرات مع تغيير الملابس والأشخاص، وفى نهاية العرض قلت للمتهم أنت من ارتكبت الواقعة، وتعرف الكلب عليك فرد قائلا: «هتصدق حيوان وتكدبنى». ما هوايتك المفضلة؟ وفى أى المجالات تفضل القراءة بعيداً عن القانون؟ - كنت ألعب كرة القدم فى شبابى وكنت حارس مرمى حتى لا أركض كثيراً، وهواياتى المفضلة هى القراءة، ولست من أنصار السياسة ولا أجيدها ولا أقرأ فيها، وأقرأ فى الأدب من قصص وأشعار، وأحب الشاعر عبدالرحمن الأبنودى، والشاعر نزار قبانى. هل ترافعت فى قضايا بدون أجر؟ - نعم حصل ذلك كثيراً، وأنا آخذ قضايا بدون أجر فى القضايا التى يعانى فيها من يكون مظلوماً، وهو شعور يتولد عن قراءة القضية، وفعلت ذلك كثيراً. هل رفضت قضايا بسبب ارتباطات معينة؟ - لم أرفض قضايا بسبب ارتباطات، وكل متهم من حقه أن يكون له مدافع، ومسألة الرفض وعدمه مسألة ترجع لقدرة المحامى على العطاء، فالقضية قضية، ولكن ما يقال عنها هى مسميات إعلامية. هل هناك من ربطتك بهم علاقة صداقة بعد قبول قضاياهم؟ - كل الموكلين تربطنى بهم صلة صداقة لا تنفصل، لأن المحاماة مهنة لها جانبين جانب قانونى وجانب إنسانى، وصاحب القضية يأتى إليك لأن المحامى هو الوسيلة، ويجب أن يشعر الموكل بالطمأنينة، فالجميع أصدقائى. من زاملت من المحامين الكبار فى فترة الدراسة؟ - زاملت الكثيرين فى الدراسة ومعظهم يشغلون الآن مناصب قضائية عليا وهى آخر سنة لهم، ومنهم وزراء كذلك، ودفعتى سميت بدفعة الجيد جداً، وكانوا 36 شخصاً حصلوا على ذلك التقدير، وهم قضاة الآن انحنى لهم احتراما وتقديرا.

- فى الأيام العادية أصحو فى السابعة صباحاً، وأغادر المنزل فى الساعة الثامنة وأعود فى الخامسة، وأذهب إلى المكتب فى الثامنة ليلاً وأعود 11 مساء، وأقرأ أو أنظر فى القضايا، وساعات نومى قليلة من 4 إلى 5 ساعات، وهكذا يومياً، وأذهب إلى النادى أحيانا يوم الجمعة، ولم أعتد الذهاب إلى النادى كثيراً، ويومى فى رمضان لا يختلف كثيراً عن اليوم العادى، أصحو أصلى الفجر وبعدها أنام حوالى 4 ساعات وأذهب إلى المحكمة فى التاسعة، وبعدما أنهى حضورى، أذهب إلى المنزل، أقرأ القرآن قبل الإفطار، وبعدها أنزل إلى المكتب حتى الحادية عشر مساء، وهكذا.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;