شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، بحضور كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومفتى الجمهورية، الدكتور شوقى علام، ووزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، والوزراء وسفراء بعض الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة، لتكريم عشرة من حفظة القرآن الكريم من مصر والخارج، بينهم تسعة من أوائل المسابقة العالمية للقرآن الكريم التى نظمتها وزارة الأوقاف خلال شهر مارس الماضى، والعاشر هو الفائز الأول فى المسابقة المحلية لحفظة القرآن الكريم من ذوى الاحتياجات الخاصة.
ومن جانبه هنأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالولاية الرئاسية الثانية، قائلا :"تمنياتنا لكم أن يحقق فيها على أيديكم رفع شأن مصر العزيزة، والمكانة التى تليق بها"، وأهنئكم والشعب المصرى والأمتين العربية والإسلامية، بمناسبة ليلة القدر، ليلة الرحمة والمغفرة.
وقال وزير الأوقاف، خلال كلمته فى احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، بحضور الرئيس السيسى: "وتتضمن مسابقتنا العالمية للقرآن الكريم، الاهتمام بفهم القرآن وفهم معانيه الكلية، بجانب الحفظ، فليس العبرة بالحفظ وحده، ويسرنى أن أقدم لسيادتكم أحدث كتابين من إصدار وزارة الأوقاف، الأول كتاب حديث الروح، والكتاب الثانى نعمة الماء، والذى أعددناه بالتعاون مع وزارة الرى والموارد المائية".
وبدوره قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن نزول القرآن فى ليلة القدر فرقانًا بين الحق والباطل، وبداية لعهد جديد أصبح الإنسان فيه خليفة عن الله تعالى فى عمارة الكون والسير على منهج الله من أجل إقامة العدل والحكم بالحق والمساواة ودفع الظلم والتظالم بينهم.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، خلال كلمته فى احتفالية مصر بليلة القدر، بحضور الرئيس السيسي، إن الإسلام ساد العالم بالقرآن الكريم وقيمه وأخلاقه، وأن القرآن هو الكتاب الإلهى الذى شكل حصن الأمة ودرعها الذى حماها عبر القرون.
وأكد شيخ الأزهر، أن من ثمرات الحداثة المرة، البيان الذى صدر بعنوان "المسيرة البيضاء بأوروبا"، بعد مقتل سيدة مسنة يهودية أوروبية، فى فرنسا، مشيرًا أنه لا يمكن التغاضى عن عبارة وردت فى البيان تطالب السلطات الإسلامية، بأن تعلن أن آيات القرآن التى تعلن قتل اليهود والمسيحيين وغير المسلمين، عفا عليها الزمان، كما كان حال العبارات المتناقضة فى الأنجيل، ومعاداة السامية التى تتبناها الكنيسة الكاثوليكية.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته فى احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، بحضور الرئيس: "الجرأة على معتقدات الآخرين، أقوى أسباب الإرهاب، ويحزننى ألا ينتبه قائلوا هذا الكلام، كم الحقد والكراهية الذى يتركه كلامهم فى قلوب أكثر من مليار ممن يؤمنون بالكتاب".
وتابع الطيب: "ما نقوله إزاء البيان، لا توجد آية واحدة فى القرآن تدعو لقتل اليهود والنصارى، وليس فى هذا الكتاب مكان لهذه القسوة الوحشية"، متسائلا: ولماذا يأمر القرآن بقتل النصارى واليهود، وأى شئ يدعوه لذلك، هل لإجبارهم على الإسلام، وكيف يقول عاقل لذلك، وماذا عن الآية، لا إكراه فى الدين؟".
وأضاف شيخ الأزهر الشريف، أن القرآن الكريم نزل فى ليلة القدر ليؤكد احترام الإنسان وتفضيله على سائر المخلوقات، كما أعلن تحرير المرأة وأعاد لها ما صادرته أنظمة المجتمعات فى ذلك الوقت.
وتابع :" أن القرآن الكريم جاء بفلسفة جديدة للحكم تقوم على العدل والمساواة والشورى ومنع الاستبداد مستشهدا بقوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم - وشاورهم فى الأمر".
وقال شيخ الأزهر: جاء القرآن بأمهات الفضائل والآداب وقرر المسئولية الفردية والمجتمعية، كما أقر سنة التفاوت فى العلم والخلق ولكنه أتى على العصبية".