لم تنحصر أحلامهن فى بيت صغير وفستان أبيض، تمردن على الأهل ونظرة المجتمع ورفضن أن يكنَّ مجرد نسخة مكررة. فى شهر المرأة نقدم قصصًا لفتيات رفضن الزواج وفضلن حياة "الوحدة" والاعتماد على النفس على الراحة والاستقرار فى سبيل تحقيق الذات، ربما يختلفن فى العمر والحالة الاجتماعية، ولكن يجتمعن فى رفض تقييد حرياتهن بأى شكل، خمس قصص تحكى عن كفاح عاشته فتيات فضلن "ضل الحيطة على ضل الرجل".
اشتغلت علشان ماقولش لحد أنا عايزة حاجة ومش هقبل حد يلغى حياتى
قالت "سما الشيخ" الفتاة صاحبة الـ27 عاما، إنها بعد أن حصلت على شهادة "الدبلوم الفنى الصناعى" قررت ألا تكتفى بتلك الدرجة العلمية وتقدمت لتكمل دراستها فى كلية "هندسة كفر الشيخ" وبعد عامين تمت خطبتها وتركت الجامعة، وأضافت سما: "اتخطبت كنت عايزة أبقى زى أصحابى بس لقيته مشروع أفشل مما توقعت"، حيث عانت سما فى خطبتها من تسلط خطيبها وتقييده لحريتها فرفضت ذلك وأدركت أنها أساءت الاختيار ولا تريد أن تعيش حياتها بهذه الطريقة، لذلك قررت سما فسح الخطبة وبدأت تبحث عن كلية أخرى مناسبة لها تكمل فيها دراستها وبالفعل قدمت فى كلية التجارة وهى الآن تدرس فى السنة الأخيرة ومتفوقة جدا فى دراستها، وقالت إنها بدأت تعمل خلال دراستها وذلك حتى لا تطلب العون من أى شخص حتى لو كان أهلها، وهى الآن لا تفكر فى الزواج نهائيًا ولا تضعه ضمن خططها المستقبلية، وبسؤالها عن علاقتها بأهلها وهل يتقبلون ذلك، قالت إن عائلتها متفهمة جدًا وأكثر ضغط ممكن أن تتعرض له هو قول والدتها من حين لآخر أنها تريد أن تراها عروس، وأضافت أنها تتفهم خوفها ولا تشعر بالانزعاج.
آسفة مش بعد اللى عملته هقعد فى البيت علشان راجل
تمردت "صفاء عبدالرازاق" الفتاة صاحبة الـ30 عاما على المجتمع، وقالت إنها رفضت أن تكون نسخة مكررة من أخواتها وصديقاتها أو أقاربها من الفتيات، اللاتى أنهين الدراسة الجامعية وتزوجن، لكن صفاء قررت أن تعمل فى مجال "الصحافة" بعد أن درست الإعلام ولم تكترث للكلمات المحبطة التى قيلت لها إن هذا العمل مرهق ولا يصلح للفتيات، حيث تعمل منذ عام 2010 وتشعر بالفخر بعملها ولم تندم يومًا على قرارها، وبسؤالها هل من الممكن أن تقبل الزواج من شخص يطلب منها ترك العمل، قالت "لا طبعا آسفة مش بعد كل اللى عملته هقعد فى البيت علشان راجل".
حتى لو بحبه مش هسيب شغلى علشان الجواز..
أما هاجر الشاذلى 24 عاما، قالت إنها قررت أن تعتمد على نفسها وتعمل بعد أن تخرجت من كلية "الخدمة الاجتماعية" ونظرًا لأنها ولدت فى محافظة الشرقية حيث لا يوجد مساحة كبيرة للعمل، لذلك عملت فى البداية بإحدى شركات السياحة، حيث تقوم بحجز التذاكر وظلت تعمل فيها لمدة عام، حتى قررت الاستقلال عن بيت أهلها وسافرت للإقامة فى القاهرة وعملت بأحد مراكز العلاج الطبيعى كأخصائية تخاطب وقالت إنها رفضت العديد من فرص الزواج فى سبيل أن تثبت نفسها فى العمل، وأضافت أنها حتى لو كان الشخص تربطه بها علاقة حب وتتمنى أن تكمل معه حياتها ولكنه طلب فى سبيل زواجهم أن تترك عملها فإنها حتمًا سترفض ذلك، وعن علاقتها بأهلها قالت إنهم يتركون لها حرية الاختيار فى حياتها ودائمًا ما يدعمونها وعلاقتهم جيدة جدا معها.
فى الشغل بخرج وبشوف الدنيا ورافضة أى حد يقيد حريتى
وكان قرار "سلوى أحمد" صاحبة الـ44 عاما قاطعًا من ناحية الزواج فهى ترفضه نهائيًا، حيث ترى أنه فى مصر به العديد من القيود، وأن الرجل المصرى يريد أن يجعل من زوجته نسخة منه وأن يلغى شخصيتها، وأضافت سلوى أنها تعمل فى مجال السياحة منذ عام 1997 وتحب عملها جدا حيث يجعلها ترى وتتعلم يوميًا أشياء جديدة وممتعة، وعن علاقتها بأهلها وموقفهم من ذلك قالت إنهم فى البداية كانوا يحاولون أن يثنوها عن قرارها ويقنعوها بالزواج وبعد ذلك تركوا لها الحرية التامة فى القرار.
حياتى شغلى و"الجيم" وطاعة ربنا
قالت آيات أحمد صاحبة الـ 23 عاما والتى تعمل فى مجال الـ HR إنها بدأت العمل منذ أن كانت طالبة فى الجامعة، حيث قررت أن تعتمد على نفسها، وأضافت أنها ترفض تمامًا أن تتزوج من شخص يطلب منها أن تترك العمل فحتمًا من يطلب ذلك سوف يكون شخصا غير مناسب، فالحياة بالنسبة لها بدون نجاح وعمل وممارسة الرياضة فى "الجيم" حياة صعبة ولا تستطيع أن تحياها.