بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسى للقاهرة، عقد البرلمان الأوروبى، اليوم، الخميس، جلسته العاجلة لمناقشة مقترحًا مقدمًا من كتلة سياسية تمثل أكثر من ثلثى البرلمان، وهى "أ ف د"، أوصى من خلاله دول الاتحاد الأوروبى، بحظر المساعدات إلى مصر، على خلفية مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى بالقاهرة.
وطالب المقترح الحكومة المصرية باتخاذ إجراءات للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، مشيرا إلى وجود تناقضات بين تصريحات وزير الداخلية المصرى اللواء مجدى عبد الغفار، وشهادة 3 مسئولين أمنيين حول "الاحتجاز الفعلى" للشاب الإيطالى القتيل، ويعقد البرلمان الأوروبى، جلسة عاجلة للتصويت على تلك القرارات.
وأبدى عدد من نواب البرلمان المصرى، الذين أعلنوا عن عزمهم الانضمام للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عن اندهاشهم الشديد من موقف البرلمان الأوروبى وبعض المتشددين داخله تجاه الدولة المصرية، لافتين إلى أن هذا الأمر غير مبرر خاصة أن قضية مقتل الطالب الإيطالى لازالت قيد التحقيقات حتى الآن.
ومن جانبه قال السفير محمد العرابى عضو مجلس النواب: "عندما جاء وفد البرلمان الأوروبى إلى مصر أوضحنا له أننا لا نقبل التدخل فى شئوننا الداخلية وإرسال مراقبون ولجان تفتيش على مصر كل فترة، ومن حقهم أن يناقشوا أى شىء وليس لنا وصاية على أحد".
وأضاف العرابى لـ"انفراد" أنه فى النهاية لازالت قضية مقتل الطالب الإيطالى قيد البحث، قائلا "وكما رأينا قضية الشهيد النائب العام المستشار هشام بركات استغرقت شهورا لإجلاء الحقيقة"، لافتا إلى أن هناك تربص وتصيد لدى البرلمان الأوروبى تجاه مصر، وأن عليهم أن ينتظروا حتى تظهر نتيجة التحقيقات.
وفى السياق ذاته قال النائب الشاب طارق الخولى عذو ائتلاف "دعم مصر" أن موقف البرلمان الأوروبى هو استباق للأحداث لأن التحقيقات فى قضية الطالب الإيطالى لم تنته بعد، قائلا: "وكان يجب أن يظهروا احترام لتلك التحقيقات حتى يكون هناك موقف أوروبى، واستباق الأحداث هو تعنت من جانب البرلمان الأوروبى".
وأضاف الخولى لـ"انفراد" أن تعطيل تشكيل اللجان النوعية بالبرلمان المصرى بسبب عدم الانتهاء من اللائحة حتى الآن، لافتا إلى أهمية أن يكون هناك تواصل مع برلمانات وسياسى العالم لتوضيح دور ورؤية مصر وتوجهاتها، وحتى لا يلعب أى طرف دور فى التأثير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى.
وأوضح طارق الخولى أن الإخوان عملوا على محاولة الإضرار بسمعة مصر والدفع نحو ما يناقشه البرلمان الأوروبى، مشيرا إلى أن لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان عليها دور كبير فى تصحيح المفاهيم حتى لا يتم الإضرار بمصالح مصر، لافتا إلى أن هناك لقاء مع الاتحاد البرلمانى الدولى يوم 17 مارس فى زامبيا، وأن الاتحاد يضم برلمانات العالم، وأن تلك الزيارة ستكون فرصة لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة.
وبدورها قالت النائبة داليا يوسف أن البرلمان الأوروبى فاجئنا بالتشدد فى المقترح المقدم من بعض المتشددين داخله، وأن ربطه بمقتل الطالب الإيطالى غريب لأن التحقيقات لم تنته بعد، موضحة أن أى قرارات فى هذا الامر ستكون متسرعة ومنعدمة المنطق.
وأضافت داليا لـ"انفراد" أن التحقيقات دخل فيها شريك إيطالى وتتم بكل شفافية، قائلة: "ولدينا فى مصر 3 مشاهير قتلوا فى لندن فى مبنى واحد وبنفس الطريقة بدأت بالليثى ناصر فى الستينيات والتحقيقات لم تتوصل إلى شىء حتى وقتنا هذا، وهناك شاب إيطالى عثر عليه مقتولا أيضا فى شيكاغو ولم نر اتهامات من الاتحاد الأوروبى للسلطات الأمريكية أو نتائج للتحقيق أو مشاركة فريق إيطالى فى التحقيقات".
وشددت النائبة داليا يوسف على أنه يجب أن تكون التصرفات تجاه الدول وبعضها موحدة، وأن السياسات الخارجية لأى دولة يجب أن تتسم بالحذر الشديد، قائلة: "هم أكثر من يتحدث عن الديمقراطية والمساواة، ومقتل النائب العام استغرق 9 أشهر للتوصل إلى الجناة الحقيقيين والطالب الإيطالى قتل منذ شهر ومصر قبلت أن يشارك فريق من السلطات الإيطالية فى التحقيقات"، لافتة إلى أنه فور تشكيل اللجان فيجب على لجنة العلاقات الخارجية أن تضع جدولا للزيارات الخارجية لزيارة برلمانات العالم.