قال الدكتور ربيع سويدان نقيب صيادلة الفيوم، فى تصريح خاص "لـ "انفراد""، أن سوق الأدوية فى مصر بشكل عام وبمحافظة الفيوم بشكل خاص يشهد نقصا كبيرا فى أنواع عديدة من الأدوية يتجاوز عددها 500 نوع من الأدوية المختلفة.
وأضاف نقيب صيادلة الفيوم، أن هناك 265 نوعا من هذه الأدوية ليس له بدائل، بينما يوجد 42 نوعا من الأدوية التى تشهد عجز فى السوق يستطيع الصيدلى وضع بدائل لها ومنحها للمريض، أما الـ193 نوعا الآخرين لا يمكن أن يتم وضع بدائل لهم، إلا من خلال رجوع المريض للطبيب المعالج حتى لا يتم تعريض حياة المريض للخطر.
وأوضح نقيب الصيادلة لــ"انفراد"، أن من أشهر أنواع الأدوية التى تشهد حالة عجز فى الأسواق: أدوية السرطان ومنها إندوكسان 1 جرام حقن وأقراص، وفلورويرفايل 250 و500 ملى جرام، وقطرات العين، ومنها نيوزولين، وأدوية الضغط، ومنها الدوميت، وأموسار فورت، وبيتالوك 100 ملى أقراص، والدكتازيد أقراص، ومونوزايد، وأدوية مضادات الفيروسات، ومنها اسيكلوفير أقراص، والأدوية الملينة، ومنها إبيليكسين ولاكسين جلسرين لبوس أطفال وكبار، وبيساديل أطفال، وأقراص الحموضة منها لوكان عادة وبلاس، وأدوية سيولة الدم مثل جوسبرين 81 ملى أقراص حقن فيتامينات ب 12، وحقن الكالسيوم مثل كال دى ب 12 أمبول، كما يوجد نقص فى أدوية الشلل الرعاشى مثل سينيمت، وأدوية الأمراض النفسية مثل حقن هالوبيردول أمبول.
وتابع: بالإضافة إلى نقص أدوية علاج الصرع، ومنها أبوموتين أقراص، وأدوية علاج الفطريات، ومنها ديفلوكان وجريزوفين أقراص، وأدوية هرمونات الأنوثة، وحقن الـ RH التى تحقن بعد الولادة بـ6 ساعات، كما يوجد نقص فى الفوار للمسالك البولية، ومنه كولى يورينال، وأدوية علاج السكر منها مينيدياب 5 ملى أقراص، وأدوية علاج الكبد ومنها أورسوجول 250 ملى أقراص.
وأرجع الدكتور ربيع السيسى، السبب الرئيسى فى هذا العجز الكبير فى سوق الأدوية إلى ارتفاع سعر الدولار، مشيرا إلى أن المادة الخام يتم شراؤها بالدولار، ويجد مصنعى الأدوية صعوبة فى الحصول على العملة الصعبة، وإذا وجدت تكون بمبلغ عالى خاصة مع ما شهده الدولار من ارتفاع غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى وجود تسعيرة جبرية من قبل وزارة الصحة من 30 سنة منذ أن كان سعر الدولار 4 جنيهات، ومع ارتفاع سعر الدولار لم تتغير التسعيرة فيتحمل فرق الأسعار مصنعى الأدوية، ما يجعلهم يتوقفون عن الإنتاج.
وعن دور نقابة صيادلة الفيوم فى مواجهة هذا العجز فى سوق الأدوية، أكد نقيب صيادلة الفيوم، أن النقابة تتواصل مع وزارة الصحة، وتم وضع مقترحات لحل الأزمة، وأشار إلى أن الحل الأمثل للقضاء على هذه الأزمة يتمثل فى بيع الأدوية بالاسم العلمى بدلا من "الاسم التجارى".
وفى سياق متصل، كشف الصيادلة المسؤلين عن الأدوية بالوحدات الصحية بقرى محافظة الفيوم، فى تصريحات خاصة لــ"انفراد" عن نقص العديد من الأدوية التى يتم توريدها لصيدليات الوحدات من بينها أدوية القرحة والسخونة ومنها البرامول والبروفين، وأدوية الكحة مثل السلباتامول دواء شراب وأدوية الحساسية، وكريمات الالتهابات الجلدية مثل الميكسيديرم، وكريمات الالتهابات الجلدية.
وأشار الصيادلة إلى أن أعداد المترددين على الوحدات الصحية بالقرى يصل إلى الآلاف يوميا، بينما كميات الأدوية التى تصل من هذه الأنواع محدودة للغاية، ما يجعل دائما الصيدلى فى مأزق، ويظن الأهالى أنه يمتنع عن صرف الأدوية لهم، وهذا الأمر يتسبب أحيانا فى العديد من المشكلات بينهم.
وقال أيمن محمد صاحب صيدلية بمدينة الفيوم، إن نقص الأدوية فى الأسواق تسبب لهم فى الفترات الماضية فى خسائر كبيرة، خاصة أن المرضى ليس لديهم ثقافة قبول الأدوية البديلة وليس لديهم الثقة فى الصيدلى حتى يقتنع بصرف دواء بديل، وأكد أن نقص الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والكبد جعل العديد من الصيدليات توقف نشاطها فى الفترة الأخيرة خاصة الصيدليات الصغيرة التى كانت تعتمد بشكل أساسى على هذه الأدوية.
وأضافت شيرين أحمد صاحبة صيدلية، أنه لابد من وضع حلول اقتصادية لمواجهة ارتفاع سعر الدولار لما له من تأثير خطير على سوق الأدوية، خاصة أن مصنعى الأدوية لا يجدون بديلا فى ظل ظروف ارتفاع سعر الدولار بهذا الشكل إلا أن يتوقفوا عن تصنيع الدواء واستيراد المادة الخام له، وهو ما يتسبب فى هذا النقص الملحوظ للأدوية، خاصة أن من بينها أدوية هامة اعتمد عليها الأطباء والمرضى لسنوات.
وطالب مايكل إبرام صيدلى بوزارة الصحة، بضرورة إعادة ترتيب أوضاع مصنعى الأدوية، ووضع تسعيرة جديدة تضمن استمرارهم فى تصنيع الأدوية، ونشر ثقافة تداول الاسم العلمى للدواء، كما طالب النقابات بعمل ندوات مشتركة للأطباء والصيادلة، لتداول ثقافة الأدوية البديلة التى تحتوى على نفس المركبات وكيفية إقناع المريض بذلك.