أصبح ارتفاع سعر الدولار أزمة دائمة يعانى منها المجتمع المصرى، وصناعة الكتاب فى مصر تدخل ضمن الأشياء المتأثرة بهذه الصناعة، وذلك لأن كل المستلزمات التى تدخل فى صناعة الكتب مستوردة ابتداء من الحبر والورق وانتهاء بالأصماغ، فهل يكون الحل الذهاب إلى النشر الإلكترونى والكتب الإلكترونية، على اعتبار أن هذه الوسيلة لا تحتوى على مواد نحتاج إلى استيرادها أو مواد الطبع وغير ذلك.
يقول الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إنه من الأولى أن تدعم الحكومة المصرية الثقافة، وتساعد عملية إنتاج الكتب، وأن تعتبر الإنفاق فى التنمية الثقافية أمرا يعود بالخير على تنمية البشر والاقتصاد.
وطالب "رشاد"، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، بتقليل الجمارك على مواد صناعة الكتب المستوردة، بالإضافة للدعم المباشر من الدولة لدور النشر وصناعة الكتاب، مشيرا إلى إلزامية تخفيض الضرائب على تلك الصناعة.
بينما تقول نشوى الحوفى، مدير إدارة النشر الثقافى فى دار نهضة مصر، إن مشكلة النشر فى مصر ليست فى الدولار، وإن هناك مواقع بالفعل إلكترونية تساعد فى انتشار الكتب، لكن المشكلة تتمحور حول انخفاض معدل القراءة فى مصر والوطن العربى لتصل إلى 0.5%، وأن هناك حتى الآن مكتبات تتبنى الاستعارة لكنها خاوية على عروشها.
وأضافت "الحوفى" أن المشكلة ليست فى سعر الكتب، فالطامة الكبرى فى أنه ليس هناك قراء، وأن دار نهضة مصر قدمت نحو 350 عنوان كتاب لأحد المواقع الإلكترونية التى تنشر الكتب ولم تدر أرباحا.
وعلق الناشر أحمد مدكور، صاحب دار العالم العربى، أنه لا مفر من طباعة الكتاب الورقى، وذلك حتى فى أوروبا، وهناك انتشار للكتب الإلكترونية عن الورقية لما تمتلكه من متعة كبيرة.
وتابع "مدكور" أنه منذ نحو 5 سنوات ومبيعات الكتب قليلة، وذلك لأن بعض الجهات الحكومية لم تعد تشترى الكتب والكتاب الإلكترونى يحتاج إلى تشريعات قانونية تنظمه وتحمى الكتب ودور النشر من القرصنة الإلكترونية.
وأوضح الناشر أن الحل الذى سيواجه به ارتفاع أسعار مواد تصنيع الكتب هو تقليل إنتاج الكتب، فقد كان من المقرر إنتاج 47 كتابا، لكنه مضطر لاختيار 20 عنوانا فقط لتخفيض التكاليف.