صور.. قصص مريدى سلطان الإسكندرية من الصعيد لوجه بحرى.. يقطعون مئات الأميال للإنشاد والتغنى بسيرته.. والصوفية رغم الخلافات نجحت فى حشد المريدين للاحتفال السنوى

فى شهر يوليو من كل عام يحتفل المواطنون بمولد أبى العباس المرسى الملقب بسلطان الإسكندرية ويتوافد على الساحة عدد كبير من المريدين من الطرق الصوفية المختلفة، وتجد على بداية كل خيمة أسم الطريقة التى ينتمون إليها لتدخل ويقدم لك واجب الضيافة خاصة من المغتربين والقادمين من المحافظات البعيدة. ولم تقتصر الخيم على الطعام والشراب فقط ولكن لكل طريقة الطقوس الخاصة بها منها الغناء والإنشاد الدينى وذكر الله، وهناك عدد كبير من فرق الصعيد والوجه القبلى تأتى خصيصاً لكى تنشد داخل عروس البحر المتوسط ومنهم له جمهور كبير داخل المحافظة يأتى إليه خصيصا ليستمتع بإنشاده. هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى، ولد بالأندلس عام 616 هـ، ويصل نسبه إلى الصحابى سعد الدين بن عبادة وكان جده الأعلى قيس بن سعد بن عباده أمير مصر من قبل سيدنا الإمام على بن أبى طالب. وكأن ابو العباس المرسى عاشقاً للقرآن والتفقه فى أمور الدين وكان محباً لعمل الخير واشتهر بالصدق والأمانة وكان رمزاً للتاجر الماهر الأمين وقدوة للشباب فى التدين والنجاح فى التجارة، وفى عام 640 اعتزم والده الحج بصحبه أخيه وامه وركبوا البحر وبالقرب من تونس هبت عاصفة واغرقت المركب ومن فيها ماعدا ابو العباس ونجا من الغرق، فاستقر فى تونس ومن بعدها انتقل إلى مصر بعد أن اتعرف على الشيخ أبو الحسن الشاذلى. وبعد مرور مئات السنين على وفاته اشتهرت مدينة الإسكندرية واقترنت باسم سيدى المرسى أبو العباس أشهر مسجد بالمحافظة يتبارك به الأهالى ويأتون له خصيصاً ويقرأون له الفاتحة، ومنهم من لديه عادات وطقوس بوضع صور شخصية داخل المقام والقبة التى تم وضعها فى مصلى السيدات وإلقاء الشموع، كما أن بعضهم يقومون بكتابة عبارات على جدران المسجد. وبعد وفاته عام 686 هـ دفن فى مقبرة باب البحر وفى عام 706هـ بنى عليها مسجداً، وتم تطويره فى عهد الملك فؤاد الأول ووضع له تصميم المعمارى الإيطالى ماريو روسى. ورغم أن قصته مثيرة للغاية إلا أنه لا يعلمها الكثير من مريديه بل يعلمون فقط أخلاقه وبركاته التى يأتون إليه خصيصا كل عام ليتباركون بها وليستكملوا مسيرة موالد أولياء الله الصالحين بمحافظة الإسكندرية وهم سيدى جابر وسيدى بشر. ويقول محروس سعد الجزار، أحد مريدى مولد ابو العباس بالقناطر الخيرية، أنه جاء خصيصا كل عام للاحتفال بمولد المرسى ابو العباس ويقدم خدمة سنوية لكل من يأتى إلى المولد منها الطعام والشراب والمياه وهى عادة سنوية يجب أن يقوموا بها لخدمة أولياء الله الصالحين بكافة المحافظات وهى تقام من خلال التبرعات والجهود الذاتية الخاصة بهم من أبناء الطرق الصوفية. وأضاف أنه يأتى منذ 25 عاماً لمولد المرسى أبو العباس ويأتى معه أسرته لاعتباره خادماً أساسياً فى الطرق الصوفية ويسافروا إلى كافة الموالد الخاصة بجميع المحافظات من الصعيد حتى وجه بحرى مثل ابو الحسن الشافعى وجبانة أسوان وسيدى القناوى ويقدمون طعام وشراب ومشروبات وحلويات لكافة الزوار. بينما قال سعيد القصاص، أحد المريدين من محافظة الشرقية، أنه جاء خصيصا للاحتفال بمولد المرسى ابو العباس وهو يعمل فى أحد الفرق التى تعمل بدون مقابل لأحياء ذكرى المرسى ابو العباس سنوياً ويتباركون به، خاصة أنه من أهل العلم واستطاع أن يُعلم العديد من طلابه القرآن وعلوم الدين وأصبح له طلاب من بلاد المغرب العربى يأتون إليه خصيصا عبر البحر ليتعلموا منه. وأضاف أنه حاصل على تعليم متوسط ولكنه يعشق علوم القرآن ويقرأ فى علوم الصوفية ويتبارك بأولياء الله الصالحين خاصة المرسى أبو العباس الذى له بركات عديدة ويلقبونه بسلطان الإسكندرية. ورغم توقع عدم وجود أعداد كبيرة للمريدين هذا العام بسبب التخبط الذى حدث فى الطرق الصوفية بالإسكندرية مؤخراً وتولى الشيخ محمد صفوت وكيلاً للطرق الصوفية بدلاً من الشيخ جابر قاسم وصدور عدد من المواعيد المختلفة للاحتفال بمولد المرسى ابو العباس هذا العام والذى يمتد لمدة أسبوع إلا أنه استطاعت الطرق الصوفية التغلب على ذلك والحشد من كافة المحافظات للاحتفال بمولد المرسى ابو العباس. ومن جانبه قال الشيخ محمد صفوت وكيل الطرق الصوفية بالإسكندرية، أن الاحتفال بمولد المرسى ابو العباس هذا العام هو الأول له بعد توليه منصب رئاسة الطرق الصوفية بالإسكندرية وسيتم حصر كافة الأضرحة المتدهورة بالإسكندرية لبدء تطويرها خلال الفترة القادمة. وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"ليوم السابع" أنه فور تولى عمله تم وضع خريطة لكافة الموالد خلال الفترة المقبلة ومنهم مولد المرسى ابو العباس ومن ثم مولد سيدى بشر الذى ببدء بعد أيام. مشيرا إلى أنه فى خلال شهر من الآن سيتم الانتهاء من حصر كافة الأضرحة وحالتها بجميع أنحاء المحافظة ووضع خطة تطويرية لها.