كان المقصد السياحى الأهم بمدينة الغردقة قديما، عرف باسم شارع البازارات ثم السوق القديم، كما أطلق عليه "خان خليلى الغردقة"، تحول من أهم المقاصد السياحية الجالب لجميع الجنسيات إلى سوق محلى يبيع منتجات محلية مثل الملابس الجاهزة والأدوات المنزلية والكهربائية.
قديما كان يضم سوق البازارات 300 بازار، من عاديات سياحية والفضة والذهب، كما اشتهرت به ورش المشغولات الفضية والمذهبية، وكذلك المكان الوحيد بالغردقة الذى كان يوجد به ورش النقش على النحاس.
وضعته شركات السياحة قديما على رأس أماكن الجولات السياحية للسياح، وكان يطلق على زيارته جولة بلد، يقوم السياح بداخله بشراء جميع ما يلزمهم من مشغولات فنية مصرية مختلفة بالعملات المختلفة.
من جانبه قال بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، إن سبب تدهور السياحة بشارع البازارات القديم، ترجع إلى التوسع العمرانى الذى شهدته المدينة، وكذلك الركود السياحى، وعدم الحفاظ من قبل الجهات المختصة على طابع المدينة الشعبى فى هذا الشارع.
وأعلن "أبو طالب"، أن سوق البازارات القديم كان أكبر المزارات بالبحر الأحمر وجالب للعملة الصعبة، حيث كان أصحاب البازارات السياحية به يرفعون شعار البيع بالدولار.
وأضاف أبو طالب لـ"انفراد"، أن سوق البازارات الأشهر والأعم على نطاق محافظة البحر الأحمر، أصبح الآن عبارة عن سوق يعيش الآن حالة من التراكم الحاد والتى لا أمل فى أحيائه من جديد، مطالبا بإعادة هيكلته من جديد وإنشاء إدارة خاصة به تختص بيبيع المشغولات المصرية التى تحمل شعار "صنع فى مصر".
وأوضح نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، أن هذا السوق كان عالميا، نظراً لاعتباره معلما من معالم المدينة، وكان لابد من زيارة السائحين له عند نزولهم مدينة الغردقة، حيث يرجع تاريخ تلك السوق إلى عصر ما قبل السياحة بالبحر الأحمر، وكان يمتلك عدة محلات تبيع المواد العطرية والبخور وغيرها، ومع تطور الحال ودخول البحر الأحمر فى مجال السياحة فى نهاية السبعينات وردت على سوق البازارات القديم بعض الحرف الجاذبة للسياح كنقش على الأوانى المعدنية والخرز وإنتاج تشكيلات من صدف البحر وبيعها إلى السياح عند زيارتهم.
وأشار أبو طالب إلى أن من كثرة احتكاك أصحاب المحال والبازارات السياحية داخل السوق بالجنسيات المختلفة أصبح جميعهم يتحدث اللغات الغربية المختلفة من الروسية والألمانية والإنجليزية وغيرها.
ومن جانبه قال عبيد القرباوى أحد أصحاب المحال التجارية لبيع المشغولات الفضية بالسوق، إنه فى الأيام التى كانت عملية البيع والشراء تعمل بشكل جيد، وقبل انتشار البازارات فى القرى السياحية كانت الشرطة تمنع سير السيارات داخل السوق لشدة ازدحامه بالوفود والسياح من جنسيات مختلفة، وكانت شركات السياحة عندما كان يتدوال اسم السوق كثيراً بين السياح، تقوم بجولة خاصة به، تسمى "جولة بلد بسوق البازارات"، كانت تتعامل شركات السياحة أو مندوبها مع أصحاب البازارات على نسبة مالية معينة لكى يقنع السياح على دخول بازارات معينة.
وأضاف القرباوى أن توسع التنمية السياحية بالبحر الأحمر وخاصة الغردقة وإنشاء عدد كبير من القرى السياحية لرجال أعمال مصريين وغيرهم ومستثمرين أجانب، قاموا بالتفكير فى إنشاء بازارات داخل الفنادق والقرى حتى لا يخرج السائح من داخل القرى، وكذلك سرعان ما أنشاء الممشى السياحى الذى يعتبر الآن المنفس التجارى والترفيهى الأكبر بالمدينة والذى يضم ما يقرب من 500 بازار ومول ومحل تجارى، وكذلك وجود محلات من ماركات عالمية، كل ذلك أدى إلى منع الوفود السياحية النزول إلى سوق البازارات القديم، وخاصة بعد أن جلب أصحاب القرى صاحب الصنعة كنحات على الأوانى أو الفخار وغيرها للعمل معهم، مما أدى إلى كسر قدم الوفود من الوصول إلى "سوق البازارات القديم".
وأصبحت الآن المحال التجارية داخل سوق البازارات القديم خاوية على عروشها تنتظر، ولكن انتظرت طويلا، وأغلقت محال كثيرة منها، إلا أن هناك عددا ما زال يعمل ولكن نادراً، عندما يصل إلى هناك سياح أو وفود أجنبية فى تلك الأيام وخاصة بعد حالة الركود العظمى التى تضرب السياحة بالبحر الأحمر.