نجل محمد رشدى يكشف لـ"انفراد" أسرار حياة النجم الراحل: "مأذون البلد" حكاية أغنية انتهت بزواجه.. ولهذا السبب نزلت دموعه.. العندليب غنى التوبة غيرة من مطرب العمال والفلاحين.. وليلى مراد سبب أول علقة

أغنية مأذون البلد سبب زواج أمى من محمد رشدى حادث المجهود الحربى كان سيدمر حياة محمد رشدى تشويه وجهه سبب عرضه الطلاق على زوجته منح زوجته كل ما يملك "ساعة و8 جنيهات" طبيب تبرع له بعملية تجميل لينقذ مستقبله أول مرة شوفنا دموعه لما مات العندليب وقال: "الكبير بتاعنا راح" والدى كان عنده سرطان فى العظام وأخفينا عليه الخبر فمات دون أن يعلم آخر ألبوم له نزل يوم عزائه التوبة غناها حليم غيرة من محمد رشدى سرقة تذاكر السينما وليلى مراد سبب أول علقة فى حياة رشدى وعشقه للفسيخ قصة بطلتها عمتى عفاف "ماتبطل تمشى بحنية ليقوم زلزال".. بصوت ملىء بالشجن خطف القلوب ليحفر لنفسه مكانة وسط محبى الفن الشعبى والطرب الأصيل، لتجد نفسك دون أن تدرى تتراقص معه على أغانيه بداية من عدوية، وحتى كعب الغزال، نتحدث عن الفنان الراحل محمد رشدى، أحد رواد الطرب الأصيل، وفى عيد ميلاده يحاور "انفراد" نجله طارق ثانى أبنائه ليكشف عن أهم لحظات حياته، وأغربها وكواليس الأغنية التى انتهت بزواجه بزوجته الوحيدة. ما الوصية التى أوصاك بها محمد رشدى قبل وفاته؟ أوصانى والدى أن أخلد ذكراه ما حييت.. فقبل أن يتوفاه الله كان حزينًا لأن ذكرى وفاة محرم فؤاد مرت دون أن يشعر به أحد ولا يحتفل به الاحتفال الذى يرقى بتاريخه وفنه، وحينها قال لى "أنا مسبتش حاجة فى الدنيا غير اسمى فاوعى تنسى تحييه، وعايز الناس كل سنة تفتكرنى وتدعو لى بالرحمة"، ولهذا لا أبخل على أحد بمعلومة عن والدى ولا يصح أن أنشغل فى هذا اليوم عن الصحافة والإعلام. وكيف كان يحتفى والدك بعيد مولده؟ والدى كان رجل فلاح بسيط ليس لديه أى احتفال بعيد ميلاده غير إجراء بعض اللقاءات الصحفية والإذاعية. كيف كان يقضى "رشدى" أيامه الأخيرة؟ والدى كان عاشقا للقراءة، وفى آخر أيامه كان يقرأ فى التصوف ويقارن بين الإنجيل والتوراه، وكيفية تناولهما لسيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم. صف لنا كيف كان محمد رشدى الأب فى المنزل؟ محمد رشدى فى البيت أب حازم، وكان لدينا مثل مضيفة فى الجنينة يقابل بها الأصدقاء، ولكن أغلب لقاءاته الفنية والتحضير لها عند الملحنين. مَن مِن الفنانين كان دائم التردد عليكم فى المنزل؟ والدى لم يكن يقابل الفنانين فى المنزل، باستثناء عمى عبد الرحمن الأبنودى، والملحن الكبير بليغ حمدى، فلم يكن لنا اختلاط بعالم الفن، فهو كأب فلاح بيته له خصوصية. بالحديث عن المنزل والحياة الأسرية.. احكِ لنا قصة زواج الوالدة بالوالدة؟ والدى فى بداية مشواره الفنى اشتهر بأغنية "قولوا لمأذون البلد" وفى البلد كان فيه فرح طلبوا أصحابه والدى خصيصًا ليغنيها، هذا الزفاف كان لخالتى الكبرى، وبمجرد أن بدأ فى الأغنية رأى والدتى فأراد أن يتعرف عليها ولكنها تماسكت وبالفعل تعرفا وتم الزواج، لتكون تلك الأغنية السبب فى زواجهما، ليسفر هذا الزواج عن 4 أبناء رشدى شقيقى الأكبر يعيش فى أمريكا، وأنا أعمل بالمحاسبة، وسناء أختى ربة منزل، وأدهم آخر العنقود محامى. ما أصعب المواقف التى مرت على الوالد والوالدة فى الزواج؟ والدى كان متجهًا للسويس لإحياء حفل للمجهود الحربى، ولكن تعرض لحادث كبير حيث اصطدمت عربية أسطوانات بتوجاز فى الأتوبيس الناقل له، وفى هذا الحادث توفيت الراقصة نادية فهمى، بينما أصيب والدى بكسر فى القدم وقطع فى الحاجب شوه شكله بدرجة كبيرة. وهنا قال والدى لوالدتى "ساعة و8 جنيهات دول كل ما أملك خديهم وهطلقك لأن اتشوهت ومستقبلى انتهى.. فمن حقك تعيشى حياتك بعيد عنى"، ولكن والدتى أكدت له أنها ستستمر معه ورفضت الطلاق، وتدخل دكتور "الحفناوى" وتبرع لوالدى بعملية تجميل أعادته للحياة الفنية من جديد. بالحديث عن المواقف الصعبة.. متى رأيت دموع محمد رشدى؟ شوفت دموع والدى كتير.. ولكن أول مرة رأيتها فى حياتى كان جالسًا على السرير والتليفزيون يعرض أغنية "فى يوم فى شهر فى سنة" للعندليب، وكان منهمرًا فى البكاء فركضت إليه والدتى لتطمئن عليه فرد عليها "الكبير بتاعنا راح"، وكان أول مرة يعيط وقت وفاة "حليم". وشاهدنا دموعه أيضًا عندما استقبل جثمان بليغ حمدى فى المطار أثناء عودته من باريس ولم يتمكن من الوقوف وكاد أن يقع على الأرض إلا أن الفنانة لطيفة سندته. أما آخر مرة رأيت دموع والدى بها فكان أثناء تسجيلة أغنية "العيون الكدابين" وهى من كلمات الأبنودى وألحان عبد العزيز محمد، وكان لحنها قويا، وبعد التسجيل تأخر داخل الاستديو ولم يخرج فقلقنا عليه لنجده يبكى بشدة، وهنا وقع قلبى فى رجلى فظننت أنه يتألم لكونه مصابا بسرطان فى العظام وكنا نخفى عليه الأمر، وبالفعل مات دون أن يعلم أنه مصاب بهذا المرض، ولكن وجدناه يبكى لأن الله منحه العمر ليغنى تلك الأغنية. كيف كانت فرحته بآخر ألبوم له؟ شاء القدر أن ينزل ألبوم قطر الحياة للأسواق يوم عزائه، ولم يتمكن من الفرحة به ولكنه كان مقدرا لما يقدم من فن قريب لقلوب الناس فهو مطرب العمال والفلاحين. حدثتنا عن دموع والدك على العندليب.. فكيف كان هذا ومن المعروف أن الغيرة بينهما كانت على أشدها؟ معروف أن "عدوك ابن كارك".. فوالدى عندما كان مسافرا للعمل فى القاهرة ودخول عالم الفن ركب القطار من كفر الشيخ وحليم استقل القطار ذاته من طنطا ليبدآ المشوار معًا، وعندما بدأ والدى فى شهرته لم يكن يقارن نفسه بحليم، وكان يرى أن عليه التفوق على محمد قنديل لكونهما نفس اللون. ولكن عبد الحليم هو من فرض عليه المنافسة الفنية فبعد أن قدم والدى أدهم الشرقاوى بأغانيه الإذاعية الجيدة وأحدثت ضجة كبيرة، عرض على عبد الحليم أن يقدمها فى السينما وحينها قال له عبد الرحمن الأبنودى "بلاش خليك فى الحتة بتاعتك"، ولكنه أصر أن يقدم الأغانى ذاتها، وبمجرد عرض الفيلم الناس فى السينما بدأت تهتف "رشدى..رشدى". ومن هنا بدأت الغيرة الفنية حيث بدأ حليم فى التغير إلى الاتجاه الشعبى فقال للأبنودى "عايز تكلتبلى أغنية بس مش زى اللى صاحبك بيقوله..متقولش فى ايديا المزاميز وفى قالبى المسامير، أنا مش بتاع مسامير"، فكتب له أغنية "التوبة". أغنية التوبة وبالمناسبة تلك الأغنية قال لنا عنها "الأبنودى": "سمعتها من ماجدة الرومى أحسن من عبد الحليم، حسيت إن فراشة بتغنى..لأن حليم غناها أول مرة وجواه غل اسمه محمد رشدى". ورغم كل هذا وغيره كانت أول مرة يبكى فيها على وفاة العندليب..فما تفسيرك لذلك؟ نعم الفنانين كانوا شايفين أن حليم هو الكبير، ولكن ما جمع والدى به غيرة فنية فقط وتنافس وليس خناقة.. ولكن عندما يتقابلان كانت الأمور عادية وسافرا معًا رحلات المغرب أكثر من مرة، ولو تتذكرى مسلسل عبد الحليم هناك مشهد للفنانة عبلة كامل التى كانت تلعب دور شقيقته وهى ترى ابنتها تسمع أغنية وهيبة لمحمد رشدى فقالت لها "كمان هنا وهيبة" كدليل لدرجة المنافسة بينهما. ننتقل لطفولة محمد رشدى.. حدثنا عن موقف لاينسى له فى طفولته كأول "علقة" على سبيل المثال والدى كان ولد وحيد لأسرة فقرية.. وكان عاشقًا للفنانة ليلى مراد، ومن شدة هوسه بها كان عند عرض أى فيلم لها يحضر الحفلات الخمس فى سينما كفر الشيخ، أى يظل طوال اليوم فى السينما ولكن ظلت مشكلة النقود تواجهه، وهنا وجد مسئول استلام التذاكر بالسينما يقطع التذكرة نصفين لعدم دخول أحد ليس معه حجز، ويلقى بالنصف الآخر على الأرض، ففكر والدى وهو فى الـ 14 من عمره أن يأتى فى الليل ويجمع أنصاف التذاكر ويقوم بلصقها والدخول بها فى اليوم التالى، وبالفعل نجحت خطته عدة أيام، إلى أن افتضح أمره وهنا كانت أول علقة فى حياته. ألهذا الحد كان مغرمًا بالفنانة ليلى مراد؟ نعم.. وفى آواخر أيامه كان عاشقًا للوقوف على الدائرى عند جزيرة الدهب لينظر فى النيل ويتذكر بداية حياته وأغانيه لليلى مراد التى كان يرددها على كوبرى دسوق فى صغره، فيغنى أغانيها مستعيدًا ذكريات الماضى الجميل. هل كان دائم التردد على دسوق أم الشهرة أخذته؟ الحياة أخذت والدى من كفر الشيخ فلم يكن دائم السفر وفى يوم وفاة شقيقته الكبرى عمتى انشراح غضبت منه عمتى صبرية جدًا لأنهم لا يرونه رغم تعلقهم الشديد به لكونه آخر العنقود. وبعدها جدى تزوج وأنجب عفاف العمة الصغرى التى كانت تشترى السمك البورى خصيصًا لوالدى وتعد الفسيخ فى المنزل قبل شم النسيم بثلاثة أشهر، وتحضره له للقاهرة، وظلت هكذا حتى بعد أصابه الفشل الكلوى فكان يأكله من ورائنا لعشقه له ولكونه من روائح كفر الشيح. وما أسعد أوقات والدك؟ أسعد أوقات والدى كان يقضيها وسط أحفاده لاسيما حفيدته الصغرى فرح فكانت تمثل معه أنه اسمه أحمد وهى سعاد لتجسيد القصة التى كانت تدرسها فى المدرسة معه، حينها كنا نرى ضحكة من القلب لمطرب العمال والفلاحين.. واختتم حديثة قائلًا: "ولنكن منصفين محمد رشدى لم ينجح بمفرده بل هناك ظاهرة نجاح اسمها الثلاثى "محمد رشدى وعبد الرحمن الأبنودى وبليغ حمدى".