أنتجت الشئون المعنوية للقوات المسلحة فيلما تسجيليا بعنوان "سيناء قلب وطن"، لاستعراض الإنجازات التى طرأت على أرض الفيروز خلال الفترة الماضية، والتاريخ الكبير لتلك البقعة المهمة من أرض مصر.
"بين عبق التاريخ وسحر المكان، تجلى على أرضها الرحمن، سار الأنبياء فى دروبها، نقش التاريخ قصص الخلود، نبض وطن لا يعرف الاستسلام، حيث سيناء تقع فى موقع استراتيجى فريد جعلها مركز العالم القديم والحديث»، هكذا وصف الفيلم القصير سيناء باعتبارها أرض مقدسة فى مصر.
من جانبه قال قداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، «فى زمان السيد المسيح، اعتبرت سيناء هى الممر القوى الذى جاءت من خلاله العائلة المقدسة إلى مصر باعتبارها بلد الأمان وأرض الكنانة وأيضا الملجأ الامن الذى تستطيع أن تعيش فيه العائلة المقدسة».
فيما أكد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هذه الرحلات النبوية المباركة على أرضها جعلت لسيناء عظمة وقدسية خاصة فى قلب كل مسلم ومسيحى، فقد ورد ذكرها صريحا فى القرآن الكريم.
وتخلل التقرير أبرز المعارك الحربية التى شهدتها سيناء منذ الحقبة التاريخية الماضية وفشل الغزاة فى احتلالها، وكانت بدايات المحاولات بمعركة مجدو 1479 ق.م، تلاها معركة قادش 1274 ق.م، ثم معركة حطين 1187م، حتى جاءت معركة عين جالوت 1260م، وفى العصر الحديث جاء العدوان الثلاثى على مصر 1956، ثم العدوان على مصر 5 يونيو 1967.
وخص الفيلم التسجيلى نصر أكتوبر بتفنيد تصريح الرئيس الراحل أنور السادات خلال إحدى لقاءته التلفزيونية قبل حرب 6 أكتوبر ، حيث قال «علىٌ أن أبذل قصارى جهدى لاتبع سياسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكن أحد لا يذعن هنا أن هذه البلاد، أنا لست مستعدا للتخلى أو التنازل عن شبر واحد، أو حبة رمل واحة من أرضنا» ليكون نصر اكتوبر
وأكد الفيلم التسجيلى، أن هناك حد فاصل بين الحرب والسلام بين الممكن والمستحيل، وتأبى أرض سيناء إلا أن تعيد كتابة تاريخ جديد من سجلها الحافل بالبطولات، عبر مواجهة التحديثات الأمنية للبؤر الإرهابية، تلك التى أوهمت نفسها بإقامة إمارة لها على هذه البقعة المقدسة بأرض مصر.
«احنا نموت ولا أن حد يقرب من أرضنا، عقيدة راسخة فى قلب شعب وجيش لا يقبل بالتنازل أو بالمساومة»، هكذا وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى المصريين بالحفاظ على سيناء والقضاء على الإرهاب، مضيفا «ستكون القوات المسلحة والشرطة المدنية بالثأر لشهدائنا، سنرد على هذا العمل بقوة غاشمة، فكانت أكبر عملية عسكرية لمقاتلى الجيش والشرطة، "العملية الشاملة سيناء 2018، عشان أفهمكم انكم أشراف وأبطال ورجال وعظام وان شاء هنيجى نحتفل بالنصر الكامل على خوارج العصر».
وأوضح الفيلم التسجيلى، أنه على الرغم من التحديات التى واجهت سيناء وسعيا للاستفادة من ثرواتها ومكانتها المقدسة وموقعها الفريد، عزمت القيادة السياسية أن تعيد بناء مجد هذه الرقعة الغالية من أرض مصر الطيبة من خلال مشروعات عملاقة فى كافة المجلات، لنحفر سطورا مضيئة وواعدة لمستقبل سيناء، ليعم الخير على كل ربوع البلاد.
تضمنت هذه الإنجازات التى شهدتها سيناء فى منظومة انفاق هى الأضخم فى تاريخ مصر، سلسلة من الكبارى العائمة لخدمة المناطق السكنية والتجارية الحيوية بين الشرق والغرب، شبكة واسعة من الطرق، وكذلك زيادة الحارات المرورية، وكذلك تحسين القدرة على مواجهة السيول، وتطوير مطار البردويل الدولى للأغراض المدنية.
وتزينت سيناء بالمدن السكنية المتكاملة، مصممة على أحدث التقنيات شمالا وجنوبا، وتشييد العديد من المدارس الجديدة والمعاهد الأزهرية، إلى جانب رفع كفاءة المدارس الحالية، ووضع حجر الأساس لمستشفيات مركزية جديدة، ورفع كفاءة المستشفيات الحالية، ونقاط الإسعاف والوحدات الصحية، وتوفير عدد كبير من الأجهزة الطبية، والعديد من محطات تحيلة المياه، واستصلاح وزراعة الأراضى الرملية، وتوفير الآلاف شتلات الأشجار المثمرة لزراعة الآلاف الأفدنة.
وأشار الفيلم إلى أن الصناعة شهدت انطلاقة نوعية وكمية فى سيناء، من خلال زيادة خطوط مصانع الأسمنت، ومجمع للرخام والجرانيت بالمليز، والشركة الوطنية للصناعات الغذائية برفح، وكذلك تأهيل البنية الأساسية للعديد من المصانع، لافتا إلى أنه جارى العمل فى مشروع تنمية شرق بورسعيد فى منطقة شرق التفريعة، وإنشاء أرصفة بحرية ومناطق لوجستية وصناعية وسكنية ومزارع سمكية لتشهد مصر قريبا طفرة من الاكتفاء الذاتى من الأسماك.
واختتم الفيلم أن شباب اليوم هم محور الاهتمام فتم الانتهاء من المرحلة الثانية بالمدينة الشبابية فى شرم الشيخ، وأن سيناء حلم وطن سيتحق بسواعد أبنائها قطعنا الكثير لكننا نتعهد ان القادم أفضل، سيناء أسطورة مكان وملحمة شعب.