بعد إيران وكوريا.. السجناء الأمريكيين فى الخارج ورقة ترامب لمغازلة الداخل قبل "التجديد النصفى".. قس أمريكى يهدد العلاقات التركية الأمريكية.. والرئيس الأمريكى يسعى لإخضاع الديكتاتور العثمانى على طريقة

قضية السجناء الأمريكيين فى الخارج كانت أحد أهم الأولويات التى تبنتها إدارة ترامب عند التفاوض مع خصومها التاريخيين، وعلى رأسهم إيران وكوريا الشمالية، حيث ساهم قرار النظام الحاكم فى بيونج يانج بالإفراج عن السجناء الأمريكيين فى تطور العلاقة بين البلدين بصورة كبيرة، بينما كانت قضية السجناء الأمريكيين فى إيران أحد أهم البنود التى سوف يفرضها ترامب فى أجندة الحوار مع النظام الإيرانى، إذا ما قررت طهران قبول الدعوة الأمريكية التى أعلنها قبل أيام. إلا أن الاهتمام الأمريكى بالإفراج عن السجناء فى الخارج لم يقتصر على علاقة الولايات المتحدة بخصومها، إنما امتد كذلك إلى علاقتها بالدول المحسوبة عليها كحلفاء، وعلى رأسهم تركيا، وهو ما بدا واضحا فى قرار الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على النظام التركى، ربما تكون بداية لإجراءات أخرى، على خلفية التعنت التركى فى التعامل مع قضية القس الأمريكى أندرو برانسون، والذى اعتقله نظام أردوغان على خلفية اتهامه بالتورط فى المشاركة فى التحرك العسكرى الذى قام به الجيش التركى قبل عامين للإطاحة بنظام الديكتاتور العثمانى. لعبة السجناء.. الإفراج أو العزلة يبدو أن القس الأمريكى أندرو برانسون سيكون بمثابة رقما صعبا فى العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا فى المرحلة الراهنة، خاصة وأن الإجراءات التى اتخذتها إدارة ترامب تمثل امتدادا للأولويات التى وضعتها منذ تنصيب الرئيس الأمريكى فى يناير 2017، حيث كان مصير السجناء الأمريكيين بالخارج أحد أهم المحددات التى وضعتها الولايات المتحدة لتقرر ما إذا كانت سوف تغير بوصلة علاقتها مع خصومها التاريخيين أم لا، وهو الأمر الذى ربما يركز عليه ترامب حاليا خاصة لاسترضاء الأمريكيين قبل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس. ولعل قرار النظام الكورى الشمالى بالإفراج عن السجناء الأمريكيين وإعادتهم إلى بلادهم، كان أحد أهم القرارات التى ساهمت فى تطور الحوار بين البلدين بعد خصومة طويلة استمرت لعقود من الزمن، لينتهى الأمر بالقمة التاريخية التى عقدها ترامب مع نظيره الكورى الشمالى كيم جونج أون، فى سنغافورة فى 12 يونيو الماضى، لطى صفحة الماضى والوصول بالعلاقة إلى مرحلة جديدة من التفاوض حول القضايا الخلافية. السجناء الأمريكيين فى إيران كانوا كذلك أولوية قصوى للرئيس الأمريكى، منذ انطلاق حملته الانتخابية فى 2016، حيث استخدم منصته على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" لشن هجوم على النظام الإيرانى قبل أقل من شهر من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، جراء قيام طهران بالقبض على اثنين من المواطنين الأمريكيين، مؤكدا أن هذا لم يكن ليحدث لو كان هو الرئيس فى ذلك الوقت. كما أن الإفراج عن السجناء الأمريكيين فى السجون الإيرانية كان أحد الشروط التى وضعها ترامب، أثناء خطابه الذى أعلن فيه انسحاب بلاده من الصفقة النووية، إذا ما أرادت طهران الوصول إلى اتفاق جديد. عصا العقوبات.. ترامب لا يقبل مماطلة أردوغان ويعد التزامن بين التلويح الأمريكى بعصا العقوبات، والذى ربما يكون مقدمة لخطوات أخرى لتضييق الخناق على أنقرة، فى الأيام القادمة، من جانب، وحالة الانهيار الاقتصادى التى يعانيها النظام التركى، جراء انهيار العملة التركية أمام الدولار من جانب آخر، وهو ما يعنى أن تركيا ربما لا تجد خيارات أخرى سوى الرضوخ، من أجل حماية اقتصادها المترنح من عقوبات ربما تؤدى إلى انهياره تماما فى المرحلة الراهنة. المخاوف التركية من تداعيات العقوبات الأمريكية دفعت نظام أردوغان إلى نقل القس الأمريكى من السجن لوضعه تحت الإقامة الجبرية، ربما فى خطوة حاول خلالها النظام الحاكم فى تركيا التمهيد لفكرة الإفراج عنه، إلا أن قرار الإدارة الأمريكية بفرض العقوبات جاء للتعبير عن الرفض لمحاولات المماطلة والشعارات الرنانة التى دائما ما يتبناها الرئيس التركى فى مختلف المواقف للتظاهر بالبطولة أمام شعبه، وللإسراع فى إعادته إلى الأراضى الأمريكية فى أقرب وقت ممكن. درس بوتين.. وسيلة ترامب لإخضاع الديكتاتور ولعل الموقف الأمريكى من أنقرة يمثل تكرارا للموقف السابق الذى تبناه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، عندما أقدم الجيش التركى على إسقاط طائرة عسكرية روسية على الحدود السورية، حيث سعى أردوغان إلى المماطلة فى بداية الأمر رافضا الإعتذار إلى نظيره الروسى، إلا أن الحكومة الروسية اتجهت نحو اتخاذ حزمة من العقوبات الاقتصادية منها حظر الاستيراد ووقف نشاط الشركات التركية فى روسيا، وهو ما ترك تداعيات كبيرة على الاقتصاد التركى. الإجراءات الاقتصادية الروسية دفعت السلطان العثمانى المزعوم للرضوخ أمام بوتين، حيث اضطر فى نهاية الأمر إلى الاعتذار للرئيس الروسى، وهو الأمر الذى ربما أدركه ترامب جيدا، وبالتالى اتجه لاتخاذ نفس المنحى تجاه تركيا، مستغلا الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تعيشها أنقرة فى المرحلة الراهنة.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;