تتشابه إلى حد كبير أفكار وأهداف تنظيم "داعش" الإرهابى ودولة إسرائيل الرامية لنشر العنف والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وخاصة فى منطقة الشام والعراق ، بل أن هناك فتاوى أصدرتها داعش تتشابه إلى حد كبير بالفتاوى التى يطلقها الحاخامات فى إسرائيل.
1- إقامة الدولة العبرية.. وفكرة الخلافة لداعش
سعت الحركة الصهيونية بزعامة " تيودر هرتزل" منذ اللحظات الأولى من إنشائها إلى إقامة دولة لليهود فى فلسطين من خلال فكرة دينية قديمة وهى أرض الميعاد، وهى الأرض التى سيجمع فيها اليهود شتاتهم حتى مجىء المسيح المخلص ليصبحوا ملوك العالم، وتم اختيار دولة فلسطين فى المؤتمر الصهيونى الأول بمدينة بازل السويسرية فى عام 1897.
وفى مايو من عام 1948 تم إعلان إقامة دولة إسرائيل وتم اختيار ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لهذه الدولة التى أصبحت سرطانا فى جسد الأمة العربية .
على نفس الطريقة سعى تنظيم" داعش" الإرهابى إلى إقامة دولة فى سوريا والعراق تحت مسمى "الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا" بزعم إعادة الخلافة الإسلامية وأن هذه الأرض هى الأرض الموعودة من الله ، بهدف استعادة عصر الفتوحات الإسلامية من جديد على حد زعيم عناصر التنظيم الإرهابى ،وتم اختيار "أبو بكر البغدادى" زعيما للتنظيم وأميرا على هذه الدولة .
2- إجلاء المواطنيين الأصليين من أوطانهم
قامت إسرائيل بإجلاء السكان الأصليين وهم الفلسطينيين من القرى والمدن واستبدلتهم باليهود من خلال العصابات المسلحة المعروفة بعصابات " الهاجانا" و"شترن" بهدف إقامة الدولة ، وتمكنت الحركة الصهيونية من تهجير 840 ألف فلسطينى فى عام 1948 .
وقامت الحركة الصهيونية عبر الوكالة اليهودية بدعوة يهود العالم للهجرة إلى فلسطين ، لكونها أرض الميعاد وأحقية اليهود للعيش فيها.
وبنفس الطريقة قام تنظيم " داعش" بإجبار السكان الأصليين على الهجرة من هذه المناطق وخاصة فى دولة العراق وبالتحديد بمحافظة نينوى حيث تم إجبار مئات الآلاف من المسيحيين والإيزيدين على ترك منازلهم، واستبدالهم بعناصرها الإرهابية .
كما قام التنظيم الإرهابى ، بتهجير أهالى زمار غرب الموصل، وهدد عناصر التنظيم بقتل من يخالفهم، وقاموا بإبلاغ أهالى قرية تل موس التابعة لناحية زمار بمغادرة القرية بأسرع وقت”.
وعلى منوال إسرائيل ، دعا أبو بكر البغدادى زعيم التنظيم، المسلمين فى جميع أنحاء العالم للهجرة إلى سوريا والعراق على أساس أنها أرض الخلافة، فى حين لا يحق للسوريين العيش فيها.
3- أسلوب الإبادة الجماعية والترهيب
ارتكبت إسرائيل العشرات من المجازر والإبادات الجماعية بحق الفلسطينيين بصفة خاصة والعرب بصفة عامة ، ففى عام 1937 ارتكبت إسرائيل أول مجازرها بحق الشعب الفلسطينى فيما تعرف بمجزرة القدس وتم خلال قتل المئات من الفلسطينيين من قبل العصابات الصهيونية ، وبعدها بعام ارتكبت نفس العصابات مجزرة حيفا وغيرها لكن من أشهر المذابح التى ارتكبت مجزرة دير ياسين، والحرم الإبراهيمى و طولكرم ، وخان يونس ، وعين الحلوة وصابرا وشتيلا .
احترف تنظيم " داعش" الإرهابى ارتكاب المجازر الجماعية بحق المدن التى يدخلها فى سوريا والعراق بزعم تنفيذ شرع الله، وكان أبشع هذه المجازر الشهر الماضى ، حيث عثرت القوات العراقية على رفات متناثرة غالبيتها لأطفال ونساء فى مناطق شرقى الرمادى، بعد أيام على تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" بغرب العراق.
و تم الكشف عن أكبر مقبرة تضم رفات عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء، قتلوا بمجزرة نفذها تنظيم "داعش" فى مناطق شرقى الرمادى.
4 - التشابه فى الفتاوى بين الحاخامات وعناصر تنظيم داعش
هناك علاقة وثيقة بين أفكار تنظيم داعش وحاخامات إسرائيل فيما يتعلق بالتطرف الفكرى والفتاوى التى تدعو للإبادة ، حيث أصدر الحاخام إسحاق بن يوسف فتوى الحبر الأعظم فى إسرائيل وكبير حاخامى اليهود الشرقيين بوجوب قتل الفلسطينى الذى يحمل سكينا قبل تقديمه للمحاكمة ، قائلا "إن قتل الفلسطينى فريضة" مضيفا أنه ليس حراما على الجنود الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن الحاخام الإسرائيلى الذى أصدر الفتوى خلال عظته الأسبوعية أن قتل الفلسطينى الذى يحمل سكينا " المقاوم" ربما يتعارض مع قرار رئيس الأركان الإسرائيلى جابى إيزنكوت الذى طلب الجنود بعدم التسرع لقتل الفلسطينيين لكن يجب تطبيق الشريعة اليهودية فى هذا الصدد.
وأضاف الحاخام أنه فى حال وجد فلسطينيا بدون سكين ويريد الاعتداء على الإسرائيلى فإنه يجب اعتقاله وسجنه مدى الحياة حتى ظهور المسيح المخلص على حد قوله، الذى سيقوم بقتل أعداء الإسرائيليين .
هذه الفتوى تتشابه إلى حد كبير مع فتاوى تنظيم داعش الذى اعتبر قتل المقاومين له تقربا إلى الله ، ففى عام 2014 أصدر التنظيم الإرهابى فتوى تعتبر أن من يقتل أحدا من الردة أى من يخالف عقائدهم فجزاؤه الجنة على حد زعم التنظيم .
وأكد التنظيم فى فتوى أخرى أن قتل من يقوم بمقاومة التنظيم فسيكون جزاؤه جهنم ، بينما جزاء عناصر التنظيم الحور العين .