أرسل نجل "رجينى المصرى" المختفى بإيطاليا منذ 5 أشهر رسالة استغاثة لرئاسة الجمهورية لمساعدته فى قضية والده.
وجاء بالرسالة: "السيد الرئيس.. تحية طيبة وبعد.. أحيط سيادتكم علما أن والدى "عادل معوض" الذى يقطن بإحدى قرى مركز زفتى بمحافظة الغربية، سافر قبل 14 عاما من الآن للعمل بإيطاليا، سافر وتحمل مشقة السفر ومرارة الغربة لسنوات طويلة، تراوده كل يوم أحلام العودة إلى أرض الوطن، لكن رحلة البحث عن لقمة العيش تمنعه، غادر أبى وطنه قبل 14 عاما بعدما لم يجد فرصة عمل مناسبة تضمن لنا حياة كريمة، فاختار الصعب من أجلنا.
سيدى الرئيس.. كان والدى يعيش حياة طبيعية فى روما بشارع "فيا ادريزيو جوبيو" عقار رقم 181 فى حى ماركونى، حتى اختفى فى ظروف غامضة منذ 4 أكتوبر الماضى وانقطعت الاتصالات، ومنذ هذا التاريخ المؤلم بالنسبة لأسرتنا لم يدخل بيتنا فرح ولم نعرف طعم السعادة، لقد عشعش الوجع فى القلوب، واكتسى المنزل بالأحزان ولم تفارق الدموع عيوننا.
سيدى الرئيس.. أستحلفك بحق أمى المريضة، وبحق شقيقتى التى تم تأجيل زفافها بعد غياب أبى، وبحق جدى المسن وبحق البسطاء من أبناء قريتنا أن تتدخل، حتى نعرف مصير أبى المفقود فى إيطاليا لأكثر من 5 أشهر.
سيدى الرئيس.. أعلم أنك مشغول فى مشاكل كثيرة ما بين مواجهة الإرهاب والقضاء على الفساد ومتابعة مشاريع التنمية ومواجهة كافة المشاكل الداخلية والخارجية، لكنى أعرف أن وسط كل هذه الأمور الكثيرة التى تحاصرك وضيق وقتك لديك قلب مشغول أكثر بالبسطاء من أهل هذا الوطن، أعلم أنك قررت من اللحظات الأولى الانحياز للشعب، أعلم أننا نور عنيك ولم ولن تتخلى يوما عنا.
سيدى الرئيس.. لقد هاجت دول بأكملها على مصر وتحركت برلمانات عالمية بعد مقتل جوليو رجينى بالقاهرة للضغط على مصر لمرور شهرين على الحادث دون إعلان القاهرة عن نتائج ما توصلت إليه من تحقيقات فى القضية، ولم يحرك أحد ساكنا فى واقعة أبى الذى لا يقل قيمة عن رجينى، أبى الذى لم يعرف أحد شىء عن قصته عن تناولتها جريدة "انفراد" لتحرك الماء الراكد.
سيدى الرئيس.. أعلم أنك ستهتم بقضية والدى وأنك مهتم بالفعل بالرغم من المسئوليات الملقاة على عبئكم، لكن أتساءل أين دور الأحزاب السياسية والبرلمان الذى اخترناه بحريتنا وأين دور دكاكين حقوق الإنسان فى قضية أبى، أليس كان من الأحرى أن يتابعوا القضية ويتدخلوا فى مثل هذه الأمور لحلها بدلا من أن يتركوا كل شىء للرئيس يواجه بمفرده، كنا نتمنى أن يكون لجميع هذه الكيانات دور فعال.
سيدى الرئيس.. أتمنى أن تتحرك وزارة خارجتنا وتسرعى الخطى قبل فوات الأوان، أتمنى أن يعى مسئولو الخارجية تأكيدا أكثر من مرة بأن كرامة أو مواطن مصرى من كرامة مصر، أتمنى أن يكون لديهم نفس انحيازكم للشعب والاهتمام بالبسطاء.