المهندس هانى كراوية نائب رئيس إحدى شركات تصنيع عدادات الكهرباء المصرية: عدم الالتزام بتطبيق قانون تفضيل المنتج المحلى يهدد مستقبل العدادات الذكية بمصر .. دعم القيادة السياسية جعل المنتج المحلى يتفوق ع

-مميزات العداد مسبوق الدفع تعود على المواطن قبل الدولة - العدادات الذكية قريبة جدا فى فكرتها من فكرة عمل العدادات مسبقة الدفع فى ظل سياسة الإصلاح الاقتصادى التى تشهدها البلاد، والتى تهدف إلى النهوض بالاقتصاد القومى وترسيخ دعائم الصناعة الوطنية، وفى ظل الدعم المستمر من الدولة والقيادة الساسية للصناعة الوطنية، فقد أصبحت صناعة عدادات قياس الطاقة الكهربية الرقمية ومسبوقة الدفع واحدة من أهم الصناعات القومية فى مصر، التى تتفوق فى دقتها وجودتها على أكبر الشركات العالمية العاملة فى هذا المجال لتنافسها داخل مصر بقوة وفى القريب العاجل سوف تنافسها خارج مصر. وأكد المهندس هانى كراوية، نائب رئيس مجلس إدارة إحدى أكبر الشركات المصرية العاملة فى هذا المجال فى حواره لـ«انفراد»، أن صناعة العدادات فى مصر بدأت منذ عام 2002 وتطورت إلى أن نجحت فى منافسة المنتج الأجنبى.. وفيما يلى نص الحوار: متى بدأت صناعة العدادات الرقمية ومسبوقة الدفع داخل مصر؟ - نحن نعمل فى هذا المجال منذ عام 2002، وذلك كمصنعين، إلا أننا نعمل فى مجال البحوث والتطوير المتعلقة بهذه الصناعة قبل ذلك بثلاث سنوات تقريبا، حيث إننا كنا نقوم بالتطوير لأحد أكبر الشركات العاملة فى هذا المجال فى ألمانيا وأوروبا. هل معنى ذلك أن هذه الصناعة ولدت عملاقة فى مصر منذ البداية؟ - بالفعل نستطيع أن نقول ذلك . ما هى المقومات التى ساعدت على ذلك؟ - فى بدايات هذا النشاط فى مصر، كانت هناك بعض التحفظات على استخدام تكنولوجيا جديدة فى عملية قياس الطاقة الكهربية، إلا أننا وجدنا دعما ومساندة من وزارة الكهرباء ومن شركات توزيع الكهرباء، وتم طرح أول مناقصة كبيرة نسبيا لتوريد هذه العدادات فى شركة القاهرة لتوزيع الكهرباء «قبل تقسيم شركة القاهرة إلى شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء وجنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء» عام 2003، وتوالت بعد ذلك المناقصات الواحدة تلو الأخرى. كما أن بعض الشركات العاملة فى هذا المجال تنفق ميزانية كبيرة فى مجال البحوث والتطوير، والدعم الفنى وخدمة ما بعد البيع. كم عدد الشركات العاملة فى هذا المجال فى مصر الآن؟ - تقريبا 6 شركات. ما هى المميزات التى تعود على المواطن من استخدام العدادات مسبوقة الدفع؟ - هناك كثير من المميزات تعود على المواطن ووزارة الكهرباء ممثلة فى شركات توزيع الكهرباء أيضا، ومن هذه المميزات على سبيل المثال: • معرفة المواطن كمية الاستهلاك اليومى الخاصة به وبالتالى يستطيع الترشيد فى استخدام الكهرباء. • فى العدادات مسبقة الدفع يتم محاسبة المواطن بالطريقة الصحيحة، حيث يعود للشريحة الأولى أول يوم فى الشهر. • الحد من ظاهرة القراءات غير الصحيحة التى تسبب أزمة للمواطن ولشركة التوزيع. • درجة الدقة الخاصة بهذه العدادات مرتفعة عن العدادات الميكانيكية. • عدم الدخول فى شرائح استهلاك أعلى من الاستهلاك الشهرى الحقيقى نظرا لتأخر مرور الكشاف. وبالنسبة لشركات توزيع الكهرباء.. ما هى المميزات التى تعود عليها من استخدام العدادات مسبوقة الدفع؟ - الأموال التى يتم سدادها بشكل مسبق قبل بيع الطاقة، مما يعود على الشركة بسيولة مالية كبيرة. • الحد من استخدام العمالة التى تقوم بعمليات الكشف والتحصيل، والاستفادة بهذه العمالة فى مواقع أخرى. • الحد من ظاهرة سرقة التيار والتلاعب فى العدادات. • حث المواطنين على الترشيد فى استهلاك الطاقة، مما يعود على الدولة فى الحد من ظاهرة انقطاع التيار والترشيد فى استخدام المواد البترولية المستخدمة فى توليد الكهراء. لماذا الكثير من المواطنين لديهم تخوفات من تركيب مثل هذه العدادات؟ - بالفعل كان هذا فى بداية تطبيق المشروع، وعلى مستوى ثقافة المشترك فهو لا يثق فيما هو جديد، كما أن المشترك فى الماضى كان يتضرر من إلزامه بالتوجه إلى شركة الكهرباء لشحن الكارت، وكان هذا فى الماضى، فالآن يمكن للمشترك الشحن من خلال منافذ التحصيل الإلكترونى مثل شركات فورى وأمان والبريد المصرى، وبالتالى الصورة تغيرت، ففى بعض شركات التوزيع توجد قائمة انتظار لطلبات المواطنين لتغيير العدادات القديمة بعدادات مسبقة الدفع. حدثنا عن مميزات العدادات الذكية؟ - العدادات الذكية قريبة جدا فى فكرتها من فكرة عمل العدادات مسبقة الدفع، إلا أن وسيلة الاتصال بين العداد وشركة التوزيع تكون ON LINE باستخدام وسيلة مناسبة مثل شرائح المحمول أو موجات الـRF أو استخدام كابلات الكهرباء فى نقل البيانات. وجار الآن تنفيذ مشروع تجريبى بمصر لتركيب عدد 250 ألف عداد فى 6 شركات توزيع كهرباء. ما هى المعوقات التى تواجه هذه الصناعة؟ - أهم ما يواجه هذه الصناعة الآن ويهددها هو عدم الالتزام بتطبيق قانون تفضيل المنتج المحلى، وعملية الاستيراد للمنتجات المجمعة بشكل شبه كامل والتعامل معها على أنها تصنيع محلى.