أثار قرار روسيا بسحب قواتها من سوريا العديد من التساؤلات حول مدى انعكاس هذا القرار فى القضاء على التنظيمات التكفيرية المتواجدة فى سوريا، فيما أكد خبراء بأن قرار موسكو جاء بعد نجاح ضرباتها فى حصر قوى الإرهاب، ومشيرة إلى أن هذا القرار يعجل من إيجاد حل سياسى للأزمة السورية.
قال اللواء حمدى بخيت، الخبير الإستراتيجى، وعضو مجلس النواب، إن قرار روسيا بسحب قواتها من سوريا لن يزيد من تواجد الجماعات الإرهابية بل سيقلل من تواجدها، حيث أن القرار الروسى جاء باتفاق مسبق مع الولايات المتحدة الأمريكية .
وأكد عضو مجلس النواب، لـ"انفراد" أن القرار يؤكد صحة السياسة الخارجية المصرية التى أكدت ضرورة أن يكون هناك حل سياسى للأزمة السورية وليس حل عسكرى، مشيرا إلى أن القرار الروسى يؤكد أن جميع دول العالم قررت أن يتم حل الأزمة السورية سياسيا وليس عسكريا.
ومن جانبه علق الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد فى مصر، أن انسحاب بعض القوات الروسية من سوريا جاء بعد عدة انتصارات حققتها روسيا والرئيس السورى على الجماعات الارهابية خلال الفترة الماضية وادى إلى دحرها بشكل كبير، مشددا على أن الجيش السورى انتصر واعاد اجزاء كبيرة من الاراضى التى كان يسيطر عليها الارهابين.
واشار نبيل نعيم فى تصريح لـ"انفراد"، أن الانسحاب سيؤدى إلى تراجع المنظمات الارهابية فى سوريا، وخاصة انها الان اصبحت ضعيفة بصورة كبيرة، مشددا على أنه تم اتفاق بين امريكا وروسيا على هذا الانسحاب، مضيفا أنه اذا حدث تدخل عربى فى سوريا سيفشل واصفا اياه بانه " كلام فقط"، وكثير من الدول لن تشارك فى عملية غزو سوريا بريا ومنها مصر.
وقال نعيم ان الارهابين بعد هزيمتهم فى سوريا يحاولون نقل المعركة إلى ليبيا، مشيرا إلى ان الجيش السورى قادر على دحر الارهاب، وان الحل فى الغالب خلال الفترة المقبل سيكون سياسى.
فيما أكد الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قرار روسيا بالانسحاب من سوريا سيكون له انعكاسات عالمية، مشيرا إلى أن هذا القرار لن يزيد من قوة التنظيمات الإرهابية بل سيجعل من حل سياسى يؤدى إلى القضاء على تلك التنظيمات الإرهابية ويفضح المتآمرين.
وأضاف الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التنظيمات الإرهابية فى سوريا بدأت تنحصر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يجعل استمرار الحل العسكرى غير مفيد، وهو ما يجعل القرار الروسى جيدا.
ويعد قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بسحب القوات الرئيسية التابعة للاتحاد الروسى فى سوريا، بداية من يوم الثلاثاء، تحولا تاريخيا فى موقف روسيا التى بدأت العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابى بدعوة من الرئيس السورى بشار الأسد يوم 30 سبتمبر.