شاب بسيط فى مقتبل العمر، يعمل كفرد أمن بمستشفى زايد التخصصى، بمرتب زهيد، ليكافح ويجتهد على بناء مستقبله، ولكن بكل شرف وأمانة، ويدعى محمد جمال، من مركز ملوى فى محافظة المنيا، إحدى محافظات الصعيد، وهو المسئول عن تأمين الدور الـ5 بقسم أمراض الدم والنخاع بالمستشفى، وأثناء قيامه بعمله خلال مناوبته، فى أحد الأيام، وبعد انتهاء مواعيد العيادة، للتأكد من سلامة الغرف الموجودة، وجد حقيبة ملقاة بجانب كرسى على الأرض، بإحدى الغرف الموجودة، ليجد بها مبلغًا ماليًا كبيرًا، كان من الممكن أن يغير حياته للأبد، ولكنه فضل رضا خالقه عليه خيرُا من الدنيا وما فيها، يقينًا منه أنه يخفى له الكثير من الخير.
وقال محمد، فى حواره مع الإعلامى وائل الإبراشى، ببرنامجه "الـ10 مساءً"، والمذاع عبر فضائية دريم، أنه وفقًا لمتطلبات عمله كفرد أمن، فتح الشنطة للتأكد مما بداخلها، فوجد مبلغ مالى كبير، من فئة الـ200 جنيه، مرفق معه إيصالًا يذكر حجم المبلغ المالى، والذى هو عبارة عن "100 ألف جنيه".
وأوضح محمد، أنه عندما وجد المبلغ المالى أخذ الحقيبة على الفور دون تردد، لأنه لا يوجد كاميرات للمراقبة بغرفة الاستراحة، والتى فتحتها بها، وذهبت للدكتور زكى مدير الوحدة، بمكتبه، وأبلغته بالأمر، وتأكد من محتوياتها، واتصل على الفور، بالمدير العام للمستشفى، الدكتور حازم توفيق الفيل، والذى طلب إنزال الشنظة لمكتبه، مع الأمن الداخلى، للتأكد من صحة هذه الأموال من عدمه.
وأضاف فرد الأمن بمستشفى زايد التخصصى، أن المدير العام للمستشفى قد طلب من الأمن الداخلى، التحفظ على هذه الأموال لحين السؤال عليها، وعدم التحدث عن الأمر، وبالفعل قد جاء صاحب الأموال بعدما اتصل بإدارة المستشفى، للسؤال عنها، ليجد ماله كاملًا لم ينتقص منه شيئًا، وشعر بسعادة بالغة، وصلت لحالة من عدم تصديق الأمر، فحاول أن يكافئه على أمانته وشرفه، بإعطائه جزء من الأموال كمكافأة له، فرفض محمد، على الفور، قائلًا: "الحمد لله، رفضت أن آخذ من هذه الأموال، لأنى تعودت على عدم أخذ شىء من أحد، ولما آخذ؟! آخذ من فلوس لزرع نخاع لمريض يرجو من الله الشفاء!.. ولذلك رفضت".
وقال السعيد أحمد، موظف على المعاش، وصاحب المبلغ المالى، الذى عثر عليه فرد الأمن بمستشفى زايد التخصصى، خلال مناوبته، إن هذه الأموال هى لعلاج ابنه المريض، والذى يحتاج إلى عملية زرع نخاع.
وتابع والد المريض، قائلًا: "أنا أردت إجراء العملية الجراحية لابنى بأسرع وقت ممكن، لأنه منقطع عن عمله منذ يناير الماضى، وققرت إجراءها على حسابى، دون انتظار دوره فى إجرائها، فطلبت منى المستشفى دفع 200 ألف جنيه للعملية، وعندما قمت بإحضار المبلغ لدفعه، علمت من الإدارة أنه سيتم استلام 100 ألف جنيه فقط، والباقى بعد العملية، فتحدثت مع الدكتور زكى، وبعدها خرجت أنا وبقية أولادى للرجوع للمنزل، معتمدًا على أن الشنطة بحوزة أحدهم".
وأوضح السعيد، أنه عند رجوعه للمنزل، وأولاده، وبسؤالهم اكتشف أنه ترك باقى المبلغ بالمستشفى، فتصل بالمستشفى على الفور، قائلًا للإبراشى: "ربنا ما يحطك فى الموقف اللى كنت فيه، وربنا أعلم إحنا دبرنا هذا المبلغ إزاى، ومحمد سيبقى تأثيره بى مدى الحياة، لرفضه أخذ أى مبلغ مالى منى".
وأكد السعيد، أن محمد شخص صعيدى جدع، وعلى سجيته، ويملك من الأمانة والشرف ما يجعله يعتبره واحدًا من أبنائه.
واختتم محمد جمال حديثه مع الإبراشى، مجيبًا عن سؤاله إذ كان يريد أى متطلبات قائلًا: "والله أنا بطلب رضا الله سبحانه وتعالى، والحمد لله".