أثيرت مؤخرا حالة كبيرة من الجدل الأخلاقى والطبى بعد إعلان الطبيب الصينى شياو بينغ رين مؤخرا عن تخطيطه لإجراء أول عملية فى العالم لزراعة رأس بشرى كامل خلال العام القادم (يتم خلالها زراعة رأس المريض فى جسد شخص آخر سليم)، ومن قبله أعلن ذلك أيضا الطبيب الإيطالى سيرجيو كانافيرو.
ويهدف هذا النوع من العمليات المثيرة للجدل لمساعدة الأشخاص المصابين بالشلل وضمور العضلات والعاجزين عن الحركة. وحسب الموقع البريطانى "alphr فاللفظ الأدق لهذه العملية هو "زراعة الجسد"، حيث يتم فصل رأس الشخص المريض بالشلل وتركيبها فى جسد الشخص المتبرع، والذى يكون غالبا شخصا توفى إكلينيكيا، حيث لا يمكن لشخص التبرع بجسده لشخص آخر، ولا تتم زراعة رأس للشخص المريض، كما يظهر من اللفظ. وبغض النظر عن إمكانية إجراء العملية من عدمها، لكن دعنا نطرح تساؤلا تخيليا، ماذا لو نجحت عملية زراعة الرأس؟ وما هى العواقب المحتملة لذلك؟ وكيف سيكون الشخص الجديد الذى يمتلك رأس إنسان وجسد إنسان آخر؟
بداية من المتوقع أن يحدث تصاعد ملحوظ لمجموعات المافيا المختصة بالاتجار فى البشر، وسيكون الممول ومصدر الدخل الرئيسى لهم هم الأغنياء، نظرا لأنهم سيتعاملون هذه المرة مع بيع جسد كامل وليس مجرد "كلية" أو "كبد" فقط، كما أن تكاليف العملية ستكون باهظة وخيالية، ولن يستطيع تحمل تكاليفها سوى هؤلاء الفئة من الأغنياء.
كما يتوقع أن يتم تحرير آلاف المحاضر للإبلاغ عن حالات الاختفاء للبشر الذين سيتم سرقة أجسادهم، وقد يقوم بعض الأهالى برفع قضايا على بعض الأشخاص بعينهم يتهمونهم بسرقة جسد ذويهم، خاصة إذا كان هناك نزاع بين العائلات أو جهة من الجهات، أو حين ملاحظة شفاء أى مريض كان يعانى من شلل مؤقت قابل للعلاج، بالإضافة إلى أن قضية الاتجار بأجساد البشر سوف تتصدر شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد.
أيضا من المتوقع أن تقوم بعض الشركات التكنولوجية بتصميم شرائح ذكية تتم زرعها وإخفاؤها داخل أجسام البشر، حتى يتم التعرف على مكان أى شخص اختفى فجأة والتوصل إلى مكانه بواسطة الشرطة لإنقاذه قبل أن يتم قتله وسرقة جسده.
وأخيرا، إذا زادت معدلات هذا النوع من الجرائم فقد تصدر توصيات بواسطة الدولة لوضع علامات مميزة على أجسام مواطنيها، محفورة بطريقة معينة تمنع إزالتها، للحد من فرص حدوث سرقة الجسد بين أبناء الدولة الواحدة، ولكن هذا قد لا يمنع استخدامها والاتجار بها فى الدول الأخرى.
احتمالات نجاح عملية زراعة الرأس
ورغم كل ما استعرضناه فيؤكد تقرير أمريكى نشر بموقع "businessinsider" أن فرص نجاح عمليات زراعة الرأس ضعيفة، نتيجة لعدد من الأسباب والتحديات، وتشمل:
1.رأس الشخص المريض الذى يرغب فى زراعة جسد جديد ستموت بمجرد فصلها عن الجسم، ولا توجد حتى الآن أى وسيلة يمكن استخدامها للحفاظ عليها حية لحين تركيبها فى الجسد الجديد، كما أن المخ يحتاج إلى أن يتم تبريده لدرجه 12 سيليزيوس أثناء إجراء العملية، ولن تتحمل بعض الأدمغة هذه الحرارة المنخفضة.
2.من المتوقع أن يرفض الجهاز المناعى للجسد الخاص بالمتبرع رأس المريض؛ لأنه سيعتبرها جسما غريبا وسيبدأ فى مهاجمتها، خاصة أن الرأس عضو معقد جداً ويصعب إقناعه باستخدام الأدوية أنها "صديق" وليست "عدو".
3.لابد أن يتم تركيب الرأس بالجسم الجديد بشكل كامل خلال ساعة من فصلهما، وبالتالى لابد من إجراء عمليتى فصل الرأس فى جسدى الشخص المتبرع والمتلقى للجسد فى نفس الوقت، وهو أمر صعب جدا.
4.من الصعب جدا عمليا أن يتم إعادة الاتصال بين النخاع الشوكى لجسد المتبرع ومخ المريض معا (كما هو الحال فى الإنسان الطبيعى)، وهو أمر ضرورى كى يستطيع المخ الاتصال مع أعضاء الجسم الأخرى وإصدار أوامره الحيوية.
5.يجب إجراء عدد أكبر من العمليات الجراحية التجريبية على الحيوانات قبل أن يتم إجراؤها على الإنسان، ومن المتوقع ألا يتم إجراء هذه العملية قبل عقود من الآن، حسب التقرير، وهو ما يخالف ادعاءات العالمين الصينى والإيطالى.