منذ عقود يتفنن المجرمون والقتلة على إخفاء معالم جرائمهم لتقيد ضد مجهول وحتى لا تكون هناك قضية من الأساس، فلا توجد جريمة بدون جثة، لا يكتفى القاتل بفعلته النكراء ولكن يقوم بالتخلص من الجثة بحيل شيطانية، فنرى قاتل يقوم بتقطيع جثة الضحية لأجزاء وإلقائها فى أماكن متفرقة حتى لا تكشف جريمته، وآخر يقوم بدفن جثة الضحية فى مكان الجريمة بعد وضعها داخل صندوق خشبى ثم وضع البلاط والخرسانة على أمل ألا تكتشف الجريمة كما فعل قتلة طالب الرحاب.
إخفاء جثة طالب الرحاب
شهدت مدينة الرحاب جريمة بشعة بعد قيام مسجل خطر باستدراج طالب بالجامعة البريطانية وقتله بمساعدة آخرين وإخفاء جثته داخل صندوق خشبى ووضع الفحم والزلط والأسمنت عليها، ثم قام بوضع البلاط على مكان الجثة لعدم خروج رائحتها.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة، عن أن المتهم تخلص من بسام أسامة طالب الجامعة البريطانية بعد إقدام المجنى عليه على خطبة "حبيبة" ابنة المتهم، ومعرفه المجنى عليه بسوابق المتهم، ومعرفته أيضا بقيام المتهم بتغير أسمه حتى لا يتم القبض عليه كونه مطلوب على ذمة قضايا، فقرر التخلص منه حتى لا يفتضح أمره.
وكانت البداية ببلاغ لرئيس مباحث قسم الشروق الرائد محمد كمال بتغيب بسام أسامة مواليد 1995، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث لمباحث قطاع القاهرة الجديدة وتمكنوا من معرفة تفاصيل مبدئية ومن خلال التقنيات الحديثة تعرفوا على أماكن تردد المبلغ عنة بالغياب، وبإجراء التحريات والمأموريات توصلوا لمرتكب واقعة الخطف وتحول الموضوع من خطف لقتل مع سبق الإصرار والترصد، كما أرشد سائق القاتل عن مكان توصيل القاتل وهو مدينة الرحاب مجموعة 128.
يقطع زوجته ويخفيها فى برميل
نعود 4 سنوات إلى الوراء، وبالتحديد إلى منطقة المرج، فى أكتوبر من عام 2014، حيث أقدم زوج بقتل زوجته، بسبب خلافات أسرية، ثم قام بتقطيعها لنصفين ووضعها داخل برميل وغطى جسدها بالأسمنت والجبس حتى لا تظهر آثار الجريمة تمهيدا لنقلها لمكان يصعب العثور على جثتها.
تقطيع الجثة وتوزيعها فى أماكن مختلفة ببولاق
حالة من الرعب انتابت أهالى منطقة بولاق الدكرور بعد العثور على أجزاء من جثة إنسان داخل شنطة بلاستك، فى السابع من شهر أغسطس من عام 2017.
وبعد أيام من الحادث تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية المتهم وتبين أنه يعمل سائق وكانت تربطه علاقة من صاحبة حضانة، وقيامه بتصويرها فى أوضاع مخلة ثم قام بابتزازها ماديا، وبسبب استمراره فى ابتزازها فكرت فى التخلص منه فاستعانت بصديقتها وقامتا بقتل المتهم بعد استدراجه لإحدى الشقق وتخديره، تقطيعه جثته ووضعها فى أكياس وإلقائها فى أماكن متفرقة.
يخفى الجثة تحت المصطبة
شهدت مدينة العمرانية جريمة شنعاء، حيث تجرد رجل من مشاعره الأبوية، فانهال على نجله البالغ من العمر 17 عامًا ضربًا وخنقًا بسبب سوء سلوكه، إلى أن أرداه قتيلًا، بعد ارتكاب الجريمة قام الأب بدفن جثة نجله فى مكان ارتكاب الجريمة، ولم يكتفى الأب بذلك بل صب خرسانة فوق الجثة ثم قام ببناء مصطبة فوقها حتى لا تفوح رائحتها، ولكن القدر كان له بالمرصد فرائحة الجثة فاحت فى المكان بعد أيام لتكتشف طلاسم الجريمة.
ومن جانبه، قال اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى، إنه من الضرورى وجود جثة حتى تكون هناك جريمة، فالجانى يسعى دائما لإخفاء آثار جريمته حتى يهرب من قبضة العدالة.
وأضاف "عبد الرحيم" فى تصريحات لـ"انفراد"، أنه توجد طرق تقليدية للكشف عن الجثث طريق تتبع البقايا "الكلاب البوليسية"، وتستطيع الكلاب تتبع الجثة حتى مسافة 300 متر فى الأماكن المفتوحة، وتوجد وسائل حديثة للكشف عن الجثث منها تحليل "dna"، لأهلية المبلغ باختفائهم.
وأشار الخبير الأمنى، إلى أن الدفاع إلى المتهم فى تلك الجرائم التخلص من الجثث بهدف الانتقام، والقاتل قد يفرغ انتقامه فى الجثة فقد، وفى حالة سبق الاصرار والترصد يكون لدى المتهم تحكم فى إخفاء الجثة، وجرائم الانتقام يكون فيها دائما نوع من أنواع إخفاء الجثث، ودائما تؤثر أفلام العنف على القتلة وتكسبهم مهارات فى الجريمة.