دشنت جماعة الإخوان، خلال الساعات الماضية قناة تحمل اسم "وطن" تبث من تركيا، لاستكمال سياستها التحريضية ضد الحكومة المصرية، ويقدم من خلال هذه القناة بعض الشخصيات المشهورة أبرزهم الفنان هشام عبد الله عدة برامج، وقد استقطبتهم جماعة الإخوان خلال الفترة الماضية.
وقالت مصادر مقربة من الجماعة، إن القناة الجديدة ظهرت بديلة لقناة "مصر الآن" التى تم إغلاقها خلال الشهور الماضية، مشيرة إلى أن قناة "وطن" تحت إدارة مباشرة لمحمود حسين الأمين العام للجماعة، والذى يديرها من الناحية المالية.
وأضافت المصادر لـ"انفراد"، أن القناة أشعلت حرب الاختلاسات المالية التى نشبت خلال الفترة الحالية، بعدما اتهمت قيادات الإدارة الجديدة، محمود حسين ومجموعته بكتابة كافة المنشآت المتعلقة بالقناة بأسمائهم كى تعود كل الأموال إليهم.
وفى ذات السياق، أكد خبراء أن هذه القناة لن يكون لها أى قيمة، وستواصل الفشل الذى تحققه قنوات الإخوان فى تركيا، مشيرين إلى أن هذه القناة ستزيد من الانقسامات الداخلية فى الجماعة.
هشام النجار، الباحث الإسلامي، أكد أن هذه القنوات الجديدة تحمل عدة دلالات ، أهمها أن الجماعة تسعى لتدشين خطاب إعلامى بعيد عن صراعات التيارات المتناحرة على القيادة بحيث لا تتبنى تلك المنابر الإعلامية الجديدة وجهة نظر أحد الفريقين ولا يوجهها المتصارعون لحسابات تنظيمية كما كان يحدث بالسابق .
وأضاف "النجار" أن الجماعة تريد استغلال هذه القناة الجديدة للاستثمار والتمويل الذاتى بعد أن تراجع وتقلص تمويل الدول والقوى الإقليمية نتيجة المستجدات على الساحة حيث تعتمد تلك القنوات على تمويل رجال أعمال ومستثمرون من الجماعة أو من المتحالفين معهم.
وأوضح الباحث الإسلامى، أن هناك رغبة للجماعة فى البقاء فى المشهد من خلال الوسيلة الوحيدة المتاحة لديهم الآن وهى الإعلام حيث فقدوا معظم أوراق الحضور والضغط سواء بالحشد أو المظاهرات أو خلايا العنف ومجموعات الاغتيال لتظل الفضائيات هى المتنفس الأهم ويكاد يكون الوحيد للجماعة للتعبير عن نفسها وإرسال رسائلها ولممارسة الضغط على السلطة والدولة المصرية.
فيما أشار خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الإخوان تسعى من خلال تدشين القناة الجديدة لها من تركيا أن تشغل قياداتها عن الخلافات الداخلية، والمخالفات التى يمارسها القيادات الكبرى بالتنظيم.
وأكد الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن مثل هذه القنوات يتم تدشينها عبر التمويل الذى يأتى للجماعة من دول فى الخارج، وتوفر لهم استوديوهات وأجهزة، كى تواصل بث المضامين التى تحرض ضد مصر.
وقلل الزعفرانى، من قدرة القناة الإخوانية الجديدة على الاستمرار فى العمل، متوقعا أن يتم اتخاذ إجراءات ضدها إما من إدارات الأقمار الصناعية أو أن تطلب تركيا غلقا للقناة على غرار ما حدث مع قناة مصر الآن.