جريمة معقدة وفضيحة كبرى ضربت شرطة نيويورك، كشفت عنها تحقيقات استمرت ثلاث سنوات وانتهت بإعتقالات فى صفوف الشرطة، هذا الأسبوع، حيث تم إعتقال سبعة من أعضاء شرطة نيويورك بتهمة التعاون مع عصابة تعمل فى الدعارة.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الجمعة، تفاصيل التحقيقات، موضحة أن العقل المدبر لهذه الدائرة الإجرامية التى استطاعت تربح 2 مليون دولار خلال 13 شهرا، هو محقق متقاعد قام بتجنيد سبعة ضباط شرطة على الأقل يعملون تحت أوامره، ذلك بحسب وثائق المحكمة.
السبعة، الذين ألقى القبض عليهم أولا، هم ثلاثة رقباء وأثنين من المحققين وضابطين ومحقق متقاعد، للاشتباه فى تورطهم فى سلسلة من الجرائم، بما فى ذلك الفساد وترويج الدعارة وسوء السلوك الرسمى، فضلا عن التلاعب بالتحقيقات التى تعود إلى عام 2015.
ويحتجز المشتبه بهم كجزء من تحقيق ضخم فى بيوت الدعارة التى تحميها الشرطة والتى تدار فى مناطق كوينز وبروكلين فى نيويورك، وزعم المحققون أن الضباط العاملين كانوا يساعدون محققًا متقاعدًا من شرطة نيويورك وزوجته، وهى عاهرة سابقة، لإدارة بيوت دعارة فى المنطقة رقم 72 فى صنسيت فى بروكلين وساحة روزفلت فى كوينز.
وفى إطار التحقيقات تم القبض على 40 مدنيا، كما يجرى استجواب 30 آخرين من مكاتب شرطة نيويورك، الذين يمكن أن يتم القبض عليهم فى إطار التحقيقات المستمرة منذ 3 سنوات، وتشير الصحيفة إلى أن المتهمون سهلوا الجريمة وغطوا عليها فضلا عن التلاعب فى بعض التحقيقات، مقابل مزايا مادية وجنسية.
وتشير إلى أنه فى إحدى المرات، ألقى القبض على عاهرة حيث أصبحت محور تحقيق بشأن الاتجار بالبشر لدى مكتب النيابة العامة فى مقاطعة كوينز، غير أن أحد المحققين المتواطئين ويدعى رينى سامانييجو، أبلغ القواد الذى تعمل لديه السيدة بشأن التحقيق ومن ثم تم تلقينها بشأن ما يجب أن تقوله للمحققين لعرقلة القضية.
وتقول نيويورك تايمز، إن الإتهامات الموجهة لمسئولى الشرطة، هى واحدة من أكبر الفضائح التى ضربت شرطة نيويورك فى السنوات الأخيرة، وتعود بالذاكرة إلى فضيحة فساد كبرى فى الخمسينات من القرن الماضى، عندما قام أحد العاملين فى المراهنات من بروكلين بتجنيد ضباط لعملية تبلغ قيمتها 20 مليون دولار.
وفى لائحة الاتهام الجديدة، تم توجيه اتهام إلى شقيقين ضابطيين فى إدارة الشرطة بإقامة حفلة عزاب فى بيت للدعارة، وقال نائب الرئيس جوزيف جيه ريزنيك، قائد مكتب الشؤون الداخلية: "لقد حصلوا على مكان مقابل لا شىء واستخدموا المومسات".
وقال جيمس أونيل، قائد شرطة نيويورك فى مؤتمر صحفى، الخميس: "نجلس اليوم هنا أمام واقع أن عدد من أعضاءنا الذين يرتدون الزى الرسمى من مختلف الرتب قد شوهوا الزى الذى كانوا يرتدونه"، وأضاف "لقد أضروا بسمعتهم وعملهم، والأهم أنهم أضروا بالعمل العظيم الذى يؤديه عشرات الآلاف من رجال الشرطة الشرفاء أصحاب الأخلاق.. هذا من شأنه أن يغضب كل شرطى".
انخفضت الاعتقالات لأغراض البغاء فى السنوات الأخيرة فى المدينة، لكنها لا تزال مشكلة عنيدة فى أجزاء من كوينز وبروكلين، وتشير الصحيفة إلى أن معدلات اعتقال جرائم الدعارة، بما فى ذلك الترويج والإجبار والإذعان والاتجار بالجنس - أعلى فى المدينتين أكثر من أى مكان آخر فى المدينة.