أثارت الرسلة المسربة لمحمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان حالة من الجدل حول قدرة محمد بديع، المرشد العام للجماعة، على التواصل مع أفراد الجماعة من داخل محبسه واعتماده للقرارات التى يتم اتخاذها من الخارج.
وكشف مصدر بجماعة الإخوان أن قيادات الجماعة المتواجدين داخل السجون حسموا موقفهم فى النزاع الداخلى الذى تمر به الجماعة لصالح جبهة محمود عزت فى مواجهة جبهة لجنة الإدارة العليا التى يقودها محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد.
وأشار المصدر إلى أن محمد بديع المرشد العام للجماعة غير مقطوع الصلة بالصراع داخل الجماعة، وأن المعلومات تصل إليه بصور مختلفة أثناء جلسات المحاكمة حيث يلتقى خلالها بسجناء الإخوان وهو الأمر الذى يسهل حصوله على المعلومات، وتكوين وجهة نظر عما يحدث خارج السجن.
وأضاف المصدر: "الدكتور بديع حسم موقفه فى إحدى الجلسات الخاصة بقضية التخابر مع قطر بصراحة وبشكل علنى، وقال نصا: "أنا المرشد العام للإخوان ومن يمثلنى بالخارج هو محمود عزت" كما لفت إلى أن حديث عزت عن اعتماد بديع لنتائج اجتماعات مجلس شورى الجماعة الأخير تستند إلى هذا التفويض الشفهى وليس إلى عرض تفصيلى عن نتائج الاجتماعات والأحداث التى تمر بها الجماعة
وينتهز بديع الفرصة أثناء المحاكمات خلال الفترة الماضية حتى يدلى بكلمات فى صفوف عناصر الجماعة المحتجزين الذين يحضرون معه المحكمات، ويركز فى كلماته التى ألقاها أكثر من مرة حتى الآن على بعض القصص من القرآن والسنة وإسقاطها على واقع الإخوان فى الوقت الحالى.
أكد الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن اعتراف محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، أن محمد بديع يصدق على القرارات التى يتخذها بديع يؤكد أن الجماعة تتواصل عبر عدة طرق بالقيادات الإخوانية المتواجدة داخل السجون وتريد أن تجعلها طرفا فى الأزمة.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"انفراد" أن تواصل عزت مع بديع يؤكد أن القائم بأعمال مرشد الجماعة يتواجد داخل مصر، ولم يهرب، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان لديها تاريخ طويل فى كيفية التواصل مع قياداتها المتواجدة فى السجون وتوصيل القرارات واستلام التعليمات منهم.
وأوضح كمال حبيب، أن تواصل محمود عزت مع محمد بديع تأخذ أشكال رسائل شفهية، وتتم إما من خلال محادثات فى المحاكمات أو من خلال الزيارات الدورية، إلى جانب طرق أخرى تتبعها الجماعة للوصول لقيادات السجون.
وتوقع الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن يتم تشديد الإجراءات الأمنية على قيادات الإخوان بالسجون بعد معرفة أن محمد بديع يصدر تعليماته من داخل السجن، لافتا إلى أن خبرة محمود عزت فى قيادة النظام الخاص داخل الجماعة جعلته قادرا على التواصل مع قيادات السجون.