تجاهلت جماعة الإخوان، الإفراج عن محمد الظواهرى، شقيق أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، وسلطت فى الوقت ذاته الأضواء على بيان لأسرة محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان، الذى زعمت فيه أنه يتعرض لانتهاكات من أحد الضباط داخل محبسه.
الإعلام الإخوانى، سواء القنوات الفضائية أو اللجان الإلكترونية، تاجرت بإلقاء القبض على محمد الظواهرى فى أغسطس 2013، واعتبرت وقتها أن القبض عليه انتهاكا للحريات وعدوانا على العدالة، وإساءة للرموز الإسلامية والجهادية، بينما التزم هذا الإعلام الصمت بعد خروج الرجل من السجن صباح أمس، الخميس، واكتفت المواقع الإخوانية بنشر تصريحات خالد المصرى محامى الجماعات الإسلامية الذى يؤكد فيها أن "الظواهرى" تم الإفراج وتم إطلاق سراحه.
ورغم ما تمثله شخصية محمد الظواهرى داخل التيار الإسلامى، من أهمية، وخاصة ما يسمى التيارات الجهادية، نظرا لماضيه فى هذا الفكر، فضلا عن أنه شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، إلا أن الجماعة الإسلامية وحزبها السياسى البناء والتنمية تعاملوا مع خروج "الظواهرى" من السجن كتعامل الإخوان، فلم تصدر أية بيانات عن خروج "الظواهرى"، حتى عاصم عبد الماجد أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية لم يخصص كلمة عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" رغم أنه دائما يبدى بآرائه فى حدوث أى واقعة.
وعلى غرار انشغال جماعة الإخوان ببيان أسرة محمد بديع مرشدها، انشغلت أيضًا الجماعة الإسلامية بقضية الشيخ والمطالبات بالإفراج عنه من سجن أمريكا المسجون فيه منذ 25 عامًا فى أمريكا بعد إدانته عام 1995 بالتآمر لتفجير معالم سياحية فى نيويورك.
ووفقا لمراقبين لشأن التيارات الإسلامية، يرون أن جماعة الإخوان تمهد لتحميل فاتورة العنف لحلفائها من التيار الإسلامى وقد تجلى هذا الأمر بعدما أفرجت السلطات على محمد الظواهرى، وتأكيدا على ذلك يقول هشام النجار، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، الباحث فى التيارات الإسلامية "من الأمور التى صارت مؤكدة اليوم بحكم الوقائع وتسلسل الأحداث أن الإخوان احتاجت للدعم والتحالف مع تيارات السلفية الجهادية لتحويل قضيتها فى الصراع على السلطة إلى قضية "جهاد شرعى" فى مواجهة حكم معادى للشريعة والهوية وللمشروع الإسلامى، بل وظهر تأثر ذلك فى ممارسات الجماعة وخطابات لجنتها الشرعية التى تشابهت مع طرح السلفية الجهادية مثل "إحداث النكايات وإن قلت الإمكانيات "منذ فبراير 2014م ولذلك كان التقارب الشديد بين الإخوان والسلفية الجهادية التى يعتبر محمد الظواهرى أحد رموزها الكبار لسلفية الجهادية، خاصة أن السلفية الجهادية تنتهج التحرك الثورى المسلح من أجل التغيير وهو الشعار ذاته الذى رفعه الإخوان بعد فض الإعتصامات لتحريض القوى الإسلامية حول العالم ضد النظام المصرى، ومن ثم حول التنظيم المعركة إلى صراع شرعى لا خلاف سياسى".
ويضيف النجار: "اليوم حلفاء الإخوان من السلفية الجهادية والجماعة الإسلامية يشعرون بأنها تخلت عنهم وفى طريقها لعقد صفقة منفردة مع الدولة لكى تلصق العنف بهم وحدهم، ومن مصلحة هؤلاء استباق ذلك وتفويت الفرصة على الإخوان حتى لا يدفعوا وحدهم فاتورة العنف وفاتورة أخطاء الإخوان السياسية. وفى هذه الحالة من المتوقع أن تظهر التناقضات بين موقف الإخوان فى البداية من تلك الجماعات ورموزها فى حال الحاجة إليهم وموقفها منهام اليوم وهى تنفض أيديها منهم وهذا واضح جداً فى تعاطى الإعلام الإخوانى مع الجماعات التى تحالفت مع الإخوان فى السابق مما سبب مشاكل وأزمات بينهم".