"أنا راجل قادم من خارج سياق هذا الزمن، وأنتمى إلى زمن آخر، ولست فى حاجة لأن يقول أحد أنك خارج السياق"، بهذه الكلمات بدأ الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، حواراته التليفزيونية، عرض فيها رؤيته وحلل الأوضاع فى مصر، ومستقبلها، قبل رحيله عن عالمنا فى فبراير 2016.
ومرت أمس الذكرى الـ 95 لميلاد الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذى قدم وصايا عدة خلال لقاءاته مع الإعلامية لميس الحديدى، خلال السنوات القليلة الماضية.
وفى لقاء له عام 2015، عبر عن تعجبه من كم التحديات التى تواجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقال "لا أدرى كيف سيواجهها.. السيسى جاء فى بلد جرفت من قواها والتحرك للمستقبل أمامه عقبات كبيرة".
خريطة أمل
وتمنى الأستاذ هيكل، أن "يضع الرئيس السيسى خريطة لأمل حقيقى، نصنع منها نموذجا لرؤيتنا للأزمات الداخلية والخارجية، ولا بد من خطة عمل لتحقيق الأمنيات مثل ما حدث فى قناة السويس"، وأضاف "لا بد أن ننقل إلى العالم شعورا بأننا نستطيع أن ننهض بمصر"، كما عبر عن خوفه من "أن تكون البلاد أمام حافة الخروج من التاريخ"، مشددا على ضرورة تضييق الفجوة بين التفاؤل والحقيقة.
كما أوصى "هيكل"، بضرورة قيام "ثورة ثقافية" في مصر تضع "صحيح الدين وصحيح العقل وصحيح التاريخ"، وأن قادة هذه الثورة هم الذين يمتلكون جسارة عدم مناقضة الدين.
"القوات المسلحة والأزهر هما المؤسستان الأهم فى مصر"،هذا ما أكد عليه الأستاذ، مشددا على أن "القوات المسلحة هى الملجأ الطبيعى لكل الشعوب"، وأن القوات المسلحة تمثل السلطة القائمة على الدفاع عن الحدود وعن الوفاق الوطنى، مشيرا إلى أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك استدعى ما ظن أنه جيشه لكنه اكتشف أنه جيش الشعب.
هيكل، طالب أيضا، بميثاق أمل للأمة العربية، يجب أن يخرج من مصر، وكان يدعو الرئيس السيسى لعقد اجتماعات قمة عربية حقيقية تتحدث عن خارطة الأمل للمنطقة العربية، مشددا على أن العالم العربى يجب أن يدرك حاجته لمصر ودورها فى أمن واستقرار الإقليم، وأنه "يجب أن نقدر حجم مصالحنا ومسؤولياتنا تجاه الأمن العربى".
مصر.. العمق الإفريقى
كما أوصى بضرورة بناء ثقة جديدة مع إفريقيا، وقال "إننا لا نملك سوى الاحترام والصداقة مع إثيوبيا وليس لدينا وسيلة للتواصل معها عبر ذلك"
المصالحة مع الشباب
كما دعا فى 2015، إلى المصالحة مع الشباب، معتبرا أن "الشباب محبط لأن مطالبه لم تتحقق بعد ثورتين، ولا بد أن يشعر الشباب بأننا نفسح له طريقا للمشاركة فى العمل العام"
الانفلات الإعلامى
كما دعا خلال لقاء تليفزيونى فى عام 2015، بمواجهة الانفلات الإعلامى، مشيرا إلى أن هناك حالات انفلات وابتزاز فى الإعلام وغلب فيه الشخصى على العام، وأنه لا بد أن يكون الإعلام له ضمانات بدون إملاءات.
وقال إن "إصلاح الإعلام يبدأ من الصحفيين.. وقلت للصحفيين إذا لم نصلح المنظومة سيتدخل غيرنا ويصلحها"، مشددا على أن الإعلام المصرى فى حاجة إلى نظرة شاملة.
سوريا واليمن
الأستاذ هيكل، شدد على أن التواجد فى سوريا أحد أهم محددات الأمن القومى المصرى، "فإذا خرجت مصر من سوريا، بالتأكيد فإن مصر خرجت من آسيا بالكامل".
أما فيما يتعلق باليمن، فقد حذر هيكل من دخول مصر حربًا لم تستعد لها، وقال: "الحرب ليس ما يجب أن نسعى إليه، وعلينا أن ندرس إلى أى مدى نحن مستعدون لها، لدينا تجربة فى اليمن لم يدرسها أحد".