صور.. هل يصلح الفن ما أفسدته السياسة؟.. الدبلوماسية الناعمة وسيلة كندا لاسترضاء السعودية.. فريق سيرك كندى يشارك فى عرض احتفالى بمناسبة اليوم الوطنى للمملكة.. وأوتاوا تسعى لحل الخلافات لاحتواء خسائرها

على الرغم من توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية، وكندا على خلفية التدخل السافر للحكومة الكندية فى الشئون الداخلية للمملكة، فقد حرصت الدولة الغربية على المشاركة فى الاحتفالات السعودية بمناسبة يومها الوطنى، فى بادرة تهدف إلى تضييق فجوة الخلافات بين البلدين فى المرحلة الراهنة، خاصة وأن كافة المحاولات التى قامت بها الحكومة الكندية للتصالح مع نظيرتها السعودية باءت بالفشل. وقد شارك فريق سيرك كندى فى الاحتفالات التى شهدتها المملكة العربية السعودية لإحياء يومها الوطنى الـ88، حيث قاموا ببعض العروض خلال الاحتفال الذى أقيم أمس باستاد الملك فهد بالعاصمة السعودية الرياض، وهو ما يعكس أن الحكومة الكندية اتجهت نحو استخدام الدبلوماسية الناعمة كوسيلة لاستعادة العلاقات مع المملكة الغاضبة جراء التصريحات غير المسئولة التى أدلى بها مسؤولين كنديين. كانت الحكومة الكندية قد أدلت بتصريحات لانتقاد إجراءات اتخذتها السلطات السعودية باعتقال عدد من مثيرى الفوضى داخل المملكة فى الشهر الماضى، مطالبة بالإفراج عنهم، وهو الأمر الذى لم تقبله الحكومة السعودية واعتبرته تدخلا سافرا فى شئونها الداخلية. واتخذت الحكومة السعودية إجراءات صارمة آنذاك حيث استدعت سفيرها لدى كندا، بينما أمهلت السفير الكندى بالرياض 24 ساعة لمغادرة الأراضى السعودية، كما قررت وقف جميع تعاملاتها التجارية الجديدة مع كندا وهو ما يعنى وقف تبادل تجارى بين البلدين يبلغ حجمه السنوى نحو أربعة مليارات دولار بالإضافة إلى عقد دفاعى قيمته 13 مليار دولار. الإجراءات السعودية تجاه الحكومة الكندية اتسمت بقدر كبير من القسوة، خاصة وأن وقف التعاملات التجارية يمثل صفعة قوية، فى ظل تزامنه مع الإجراءات التى اتخذتها الولايات المتحدة بفرض تعريفات جمركية على الواردات الكندية، فى إطار رغبة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب صياغة اتفاقات تجارية جديدة مع الحلفاء من شأنها تحقيق تجارة أكثر عدالة، فى ضوء الخسائر الكبيرة التى تكبدها الاقتصاد الأمريكى فى السنوات الماضية. ولم تقتصر الإجراءات السعودية تجاه الحكومة الكندية على قطع العلاقات ووقف التعاملات التجارية، وإنما امتد إلى جوانب أخرى أهمها وقف ابتعاث الطلبة السعوديية فى الجامعات والمعاهد الكندية وتأمين إكمال دراساتهم فى دول أخرى، ووقف الرحلات الجوية لكندا. وتعد المشاركة الكندية فى الاحتفالات باليوم الوطنى للمملكة ليست المحاولة الأولى من نوعها لاسترضاء السعودية، حيث أنها لجأت فى الأسابيع الماضية إلى العديد من المسارات المتوازية لحل الخلاف الحالى مع الحكومة السعودية، واستعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها. واشتملت المسارات الكندية على محاولات للتواصل مع الدول التى سبق لها الخلاف مع السعودية، وعلى رأسها ألمانيا والسويد، حيث نقلت وكالات أنباء عن مصادر أن وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند تحدثت مع نظيريها فى كلا من ألمانيا والسويد للاستفادة من تجربتهما فى حل خلافاتهما السابقة مع المملكة، بينما تواصلت الحكومة الكندية بالتوازى مع مسؤولى الإمارات وبريطانيا، واللتين تربطهما علاقات قوية بالسعودية، من أجل التوسط لدى المملكة للتصالح وإنهاء الخلاف الحالى. من جانبها أعربت المملكة العربية السعودية عن استيائها من التحركات الكندية، حيث أصرت على أن تقوم حكومة أوتاوا بالاعتذار، وهو الأمر الذى أكده وزير الخارجية السعودى بقوله إن كندا تدرك جيدا ما يجب أن تقوم به لإنهاء الأزمة، موضحا أنهم أخطأوا وعليهم تصحيح ما ارتكبوه.