•• مفيد شهاب: علينا أن نعى الدروس المستفادة من الانتصارات ونقيمها فى ضوء الهزائم التى لحقت بنا
•• مفيد شهاب: على كل مصر وعربى الافتخار بذكرى استكمال أخر معارك تحرير سيناء
هنأ الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، وعضو اللجنة القانونية لاسترداد طابا، الشعب المصرى بذكرى استرداد طابا، واصفا إياها بالذكرى الغالية التى لا يمكن نسيانها، حيث قال: "على كل مصرى وعربي أن يفتخر بذكرى استكمال آخر معركة من معارك تحرير سيناء، وإنهاء كافة آثار العدوان الاسرائيلي واحتلالهم للارض منذ عام 1967، فهى ذكرى غالية وانتصار كبير فى معركة قانونية وقضائية أمام المحكمة الدولية".
وأضاف "شهاب" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" متذكرًا تفاصيل مساعى اللجنة القضائية والقانونية لاسترداد طابا، قائلاً: "كان الشعب المصرى قلقاً بالنسبة لاسترداد أرض طابا، ومصمما على ضرورة استرجاع آخر حبة من حبات تراب الوطن، فلجنة طابا القومية عهد إليها إعداد المذكرات والقيام بالمرافعة أمام المحكمة الدولية، وأعدادنا ملف كامل للموضوع بكافة أبعاده القانونية والجغرافية والتاريخية".
وتابع: "كانت هناك قيادة سياسية تتابع تطورات الموقف، وتصمم على ضرورة استرجاع الأرض كاملة، وترفض أى تنازل عن شبر من الأرض، ورفض أى حلول توافقية كما اقترحت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية آنذاك بأن تنهى الأزمة بحلول وسطية وبتنازلات من الطرفين حتى لا يكون هناك منتصر ومنهزم فى هذه المعركة القانونية".
واستطرد وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، قائلاً: "كان هناك حس وطنى عالى أمام الفريق الذى قاد المعركة، وكان لدية أيضا إحساس بالمسئولية عن استرجاع الأرض، كما كان هناك رأى عام مصرى حذر وقلق ومترقب للمعركة منذ بدايتتها وفى كافة مراحلها ومستعد للتضحية بأى شئ إلا أن تضيع منه أى مساحات مهما كانت قليلة من أرض الوطن".
واستكمل مفيد شهاب حديثه قائلاً: "نحن أصحاب حق، وكان لدينا الرغبة الأكيدة والإرادة القوية والتصميم الحقيقي على استعادة الحق بالطرق والوسائل التى يتقبلها المجتمع الدولى ويقبل بها الآخرون".
وأضاف: "إذا كان من حق شعبنا والأمة العربية بأن تفرح بهذا الانتصار القانونى الذى أكمل الانتصار العسكرى فى حرب أكتوبر 1973، والانتصار السياسي فى مارس 1979 بالتوقيع على اتفاقية السلام، وإذا كان من حقنا أن نسعد ونفرح ونحتفل بذكرى هذه الانتصارات الثلاثة العسكرية والسياسية والقانونية القضائية، إلا اننا يجب أن نعى دائما الدروس المستفادة من هذه الانتصارات، ونقيمها فى ضوء الهزائم التى لحقت بنا، وذلك حتى نتعلم كيفية تجنب وقوع الأزمات وحسن إدارتها".
وكشف وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، كواليس المعركة التحكيمية، قائلاً: "علينا أن نكرر القول دائما أنه لولا الأسلوب العلمى الذى اتبعناه فى إدارة أزمة طابا من خلال الاعتماد على الخبراء والمتخصصين، ولولا روح الفريق التى عملت بها لجنة طابا، ولولا مؤازرة الشعب ومتابعة القيادة السياسية، ولولا الحس الوطنى لفريق طابا وإحساسه بالمسئولية بحس وطنى عالى، ولولا هذه المعطيات كلها ما تحقق النصر، ولهذا يجب أن تكون تجربة طابا درساً لنا نعمل على غراره فى أزمات أخرى تواجهنا، واثقين من أن الحق يعود لأصحابه طالما وراءه مطالب، فذكرى طابا هى ذكرى غالية لن ننساها مهما طال الزمن".
وشدد على أنه إذا كان هناك من اجتهدوا وثابروا وضحوا فى سبيل تحقيق هذا النصر، إلا أن هذا كله لا يساوى شيئا أمام تضحيات شهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم فى حرب أكتوبر فى سبيل تحقيق العبور، وفتح أبواب النصر على مصرعيها.
واختتم تصريحاته قائلاً: "تحية لذكرى شهدائنا العظام الذين ستظل ذكراهم خالدة ننحنى لهم احتراما ونهتدى بتضحياتهم من أجل الحفاظ على الوطن والعمل على رفعة شأنه".