قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون الخليج العربى، تيم لاندركينج، إن الإدارة الأمريكية تخطط لعقد قمة فى يناير المقبل بالولايات المتحدة، لتدشين "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجى" (MESA)، أو ما يعرف باسم "الناتو العربى"، والذى من المتوقع أن يضم 9 دول، هى دول مجلس التعاون الخليجى بالإضافة إلى لمصر والأردن والولايات المتحدة.
وأضاف لاندركينج فى مقابلة مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، إن الهدف من هذا التحالف هو "التصدى للعدوان الإيرانى والإرهاب والتطرف وتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الحلف الجديد سيكون بمثابة نسخة عربية من حلف شمال الأطلسى "الناتو".
وأضافت أن المسئول الأمريكى قضى الثلاثة أسابيع الماضية فى المنطقة للتحضير لتلك القمة.
ومن ناحية أخرى، قالت وكالة "الأسوشيتيد برس" الأمريكية، إن وزير الخارجية مايك بومبيو اجتمع فى نيويورك مع وزراء خارجية الدول المشكلة للتحالف لبحث كيفية المضى قدماً فى المشروع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن بومبيو شدد على ضرورة إلحاق الهزيمة بداعش والمنظمات الإرهابية الأخرى، بالإضافة إلى إنهاء الصراعات فى سوريا واليمن وتأمين العراق ووقف النشاط الإيرانى الخبيث بالمنطقة.
ويدعم الرئيس دونالد ترامب الخطط الرامية إلى تقديم تحالف أمنى فى الشرق الأوسط، حيث طرحت الفكرة فى العام الماضى قبل زيارة ترامب للسعودية.
وينظر الدبلوماسيون إلى الموقف المتطور لواشنطن بأنه نتاج للموقف الإيرانى، ولكن ينظرون كذلك إلى تغير الموقف فى إطار مراجعة عملية السلام فى الشرق الأوسط التى قام بها جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، بحسب صحيفة "ذا ناشونال".
وقال أحد الدبلوماسيين فى الشرق الأوسط: "إنه أمر مشجع بالنسبة لنا أن شيئًا مثل الناتو العربى يمكن أن يكون على الطاولة للمساعدة فى توفير سياق لمشاركة الولايات المتحدة فى الأمن الإقليمى".
وفى حين أن موقف ترامب فى تعامله مع الشركاء الأوروبيين فى الناتو كان يميل إلى المواجهة، إلا أن المسئولين يرون أن التحالف العربى يمكن أن يكون نموذجا ملهما لتشكيل جديد بالمنطقة.
وأضاف لاندركينج فى حواره مع "ذا ناشونال" أن "هذا ينبع من قمة الرياض فى عام 2017، حيث اتفق الجميع على أن الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجى ستجتمع على أساس سنوى ... أضفنا على ذلك الاهتمام الشديد على كلا الجانبين فى بناء التحالف الاستراتيجى".
وأوضح لاندركينج، أن التحالف سيقوم على أساس اتفاقية أمنية واقتصادية وسياسية تربط بين دول مجلس التعاون الخليجى والولايات المتحدة ومصر والأردن.
وأوضح أن فكرة التحالف "بناء درعًا قويًا ضد التهديدات فى الخليج" ، فى إشارة إلى إيران، كما سلط الضوء على المخاوف السيبرانية، وتابع قائلا فى حواره للصحيفة الإماراتية الصادرة بالإنجليزية: "كلما قمنا بتنسيق الجهود ، زادت فعالية تعزيز الاستقرار"، مضيفًا أن إيران كانت "التهديد رقم واحد" على قائمة (MESA).
وأكد المسئول الأمريكى البارز، أن الولايات المتحدة ستكون جزء من الحلف و"نحن (الولايات المتحدة) نرغب فى الاتفاق على مفهوم (MESA) بحلول قمة يناير".
ومع ذلك ، حذر من أن هذه المحادثات لا تزال فى مراحلها المبكرة و "إذا وجدنا أننا بحاجة إلى تغيير التواريخ ، فنحن بحاجة إلى أن نكون مرنيين فى ذلك".