يبدو أن مفاوضات "جنيف-3" لن تخرج بجل ناجع للأزمة السورية ووقف نزيف الدماء فى البلاد والاتفاق على آليات واضحة تضمن انتقال سلمى للسلطة من نظام الأسد إلى هيئة حكم انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة، فلازال وفد النظام السورى يستخدم أساليب المراوغة وكسب مزيد من الوقت فى عمر النظام الأسدى الذى أوشك على الانهيار لولا التدخل الروسى الذى منح قبلة الحياة للنظام السورى.
كشفت تصريحات المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى مستورا فى اليوم السادس لمباحثات جنيف بشأن سوريا عن تلكؤ وفد النظام السورى فى تقديم مقترحات عملية على غرار ما قدمته المعارضة لنزع فتيل الأزمة فى البلاد، وتسعى الهيئة العليا للمفاوضات التى تمثل المعارضة، وتجري هذه المفاوضات بالتزامن مع إعلان الأكراد فى شمالى سوريا إقامة نظام فيدرالى، وهو الأمر الذى قابلته عاصفة رفض واعتراضات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
بدوره قال المتحدث الرسمى باسم تيار الغد السورى، منذر أقبيق، أن العملية السياسية فى الوقت الحاضر متوقع لها أن تكون طويلة وصعبة لأن المواقف لازالت متباعدة جدا بين المعارضة والنظام، فالمعارضة تتحدث عن شيء والنظام يتكلم عن شيء آخر، موضحا أن المعارضة تتحدث عن تطبيق دقيق وحاسم وكامل لبيان جنيف الصادر فى 30 يونيو 2012 وما لحقه من اتفاقيات دولية مثل اتفاقيتى فيينا وميونيخ وقرارات مجلس الأمن ولاسيما القرار قرار 2254، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقيات الدولية تتحدث عن أن انتقال حقيقى للسلطة من بشار الأسد إلى هيئة انتقالية حاكمة تأخذ البلاد نحو التحول الديمقراطى.
نجاح انتقال السلطة يجب أن يكون حقيقى وكامل وليس بخطوات تجميلية
وأكد المعارض السورى فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" من الإمارات، مساء الجمعة، أن نجاح انتقال السلطة يجب أن يكون حقيقى وكامل وليس خطوات تجميلية وتركيعية، موضحا أن الأسد يحاول أن يأخذ العملية السياسية "جنيف-3" لمنحى آخر مختلف وهو اتخاذ بعض الخطوات التجميلية من جراء بقائه فى الحكم بإجراء بعض التعديلات الوزارية، موضحا أن هذا النوع من التفكير لن يقبل به الشعب السورى الذى ضحى بما يقرب من نصف مليون شهيد ومليون جريح و7 مليون لاجئ بسبب حرب الأسد، وأن الشعب السورى ينشد التغيير والانتقال الحقيقى نحو الديمقراطية بعد أكثر من نصف قرن من ديكتاتورية البعث، معربا عن عدم تفاؤله من تحقيق مفاوضات جنيف الحالية نتائج ايجابية على المدى القصير والمتوسط، مرجحا نجاحه على المدى البعيد بعد ضغوط مناسبة على الأسد سواء كانت سياسية أو عسكرية ولاسيما من جانب داعميه الأساسين روسيا وإيران وعندئذ يمكن أن يغير حساباته مستبعدا ان يحدث ذلك قريبا.
وأوضح أن الأكراد لم يتم استبعادهم من محادثات "جنيف-3" وأنهم ممثلين فى المجلس الوطنى الكردى الذى يمثل ما يقرب من 13 حزب كردى، مشيرا إلى ان الاستفتاءات تقول أن المجلس الوطنى الكردى يمثل أغلب الشارع الكردى وهو عضو فى الائتلاف المعارض ومتواجد فى جنيف بصفة رئيسه عبد الحميد بشار وعناصر أخرى من الأحزاب الكردية، مؤكدا أن حزب الاتحاد الديمقراطى"“PYD مستبعد من العملية وأن جنيف ليس حوار وطنى سورى وإنما هى مفاوضات بين نظام الأسد الذى يقاوم التغيير الديمقراطى ومعارضى نظام الأسد الذى يعملون لأجل التغيير الديمقراطى وأن الاطراف التى تشارك فى المفاوضات يجب أن يكون لديها مواقف واضحة تماما ولديها أجندة واضحة تماما.
وأكد أن حزب الاتحاد الديمقراطى يغرد دائما خارج السرب ويقوم بخطوات أحادية من جانب واحد ويمنع المجتمع السورى فى المناطق التى يسيطر عليها من التظاهر ضد نظام الأسد ورفع اعلام الثورة، ولذلك نحن لا نعتقد أن وجوده فى الوقت الحاضر فى المفاوضات هو أمر مفيد ولكن فى نفس الوقت نحن نقول أنه بعد أن يكون تغير ديمقراطى، فيجب أن هناك حوار وطنى شامل لكل الأطراف دون استبعاد أحد ففى هذه المفاوضات حزب الاتحاد الديمقراطى غير موجود وحال تغيير موقفه واتخاذه مواقف واضحة تماما بشأن انتقال ديمقراطى فى دمشق واستبعاد الأسد، على حد قوله.
وأوضح أن الخطوات التى اتخذها الأكراد بشأن النظام الفيدرالى خطوات أحادية الجانب وهى محاولة لفرض أمر واقع بقوة السلاح وأنه أمر لا يقبله الشعب السورى، مشيرا إلى أن الفيدرالية عادة ما تكون اتفاق بين أطراف متعددة على نظام سياسى معين لا مركزى فيدرالى، واصفا الخطوة التى اتخذها حزب "pyd " الكردى المسلح حزب كردى لا تمثل كل الأكراد، وأنه لم يتم الاتفاق بشأن خطوة الفيدرالية مع أحد ولم يتم الاتفاق مع أطياف الشعب السورى، مؤكدا أن أى نوع من الفيدرالية يجب أن يتم مناقشتها فى اطار حوار وطنى وأن يقوم بالمناقشة أشخاص لديهم تمثيل شعبى شرعى، داعيا للتخلص أولا من نظام بشار الأسد والنظام الديكتاتورى والتخلص من الإرهابيين مثل تنظيم "داعش" و"النصرة" و"القاعدة" حتى يأخذ الشعب السورى حريته الكاملة فى التعبير عن نفسه سياسيا ويستطيع انتخاب ممثليه الذين سيجلسون ويناقشون نظام الحكم وكيف ستكون الدولة المقيلة التى نعمل أن تكون ديمقراطية فهذه الاعلانات من طرف واحد غير مناسبة ولا نعترف بها، على حد تعبيره.