حفل عام 2015، على المستوى الكروى بالعديد من الأحداث المثيرة، وإن كان أبرزها على الإطلاق واقعة الفساد داخل الاتحاد الدولى لكرة القدم، والتى لطخت سمعة الساحرة المستديرة، وكشفت عن مدى الاستفادة التى يحققها الكثيرون من المنتفعين العاملين داخل الفيفا وفى مقدمتهم الرئيس جوزيف بلاتر العجوز السويسرى.
ولا يزال ملف فساد الفيفا ينذر بكشف المزيد فى منظومة تجرّد مسئوليها من الأخلاق، خاصة وأنه يوماً بعد الآخر، تظهر وقائع جديدة تؤدى إلى سقوط عناصر جديدة من الفاسدين فى البيت الكبير لكرة القدم.
بداية الأزمة
على نحو مفاجئ وصادم، لم يكن يوم 27 مايو عاديا، حيث انطلق مسلسل الفضائح الكبيرة فى الفيفا بإثارة قوية، إثر اعتقال 7 من كبار المسؤولين واتهام 14 شخصا من قبل القضاء الأميركى بتلقى رشاوى زادت عن 150 مليون دولار منذ عام 1991 فى قضايا فساد شملت التسويق وحقوق النقل التلفزيونى، وسط جدل لم ينته بشأن ملابسات منح استضافة كأس العالم 2018 إلى روسيا و2022 إلى قطر، ما أجبر الفيفا على إيقاف عملية اختيار الدولة المنظمة لمونديال 2026.
تطور الموقف
وتطور الموقف تباعا عبر معاقبة الترينيدادى "جاك وورنر" النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولى بالإيقاف لمدى الحياة عن كافة الأنشطة الكروية، كما طالت العقوبات الفرنسى الآخر "جيروم فالك" الأمين العام السابق للفيفا والكورى الجنوبى "تشونج مونج جوون" نائب رئيس الفيفا لفترات تراوحت بين 90 يوما و6 سنوات، على خلفية محاولة قام بها الأول فى نهاية 2010 لترجيح كفة التصويت وتمكين "سيول" من استضافة كأس العالم 2022، فى خرق لقواعد مواد الأخلاق فى الاتحاد الدولي، بينما أدين الثانى فى قضايا فساد بينها بيع تذاكر مباريات مونديال البرازيل بطريقة غير مشروعة.
سقوط الأقنعة
اكتمل المشهد بمعاقبة السويسرى "جوزيف بلاتر" من رئاسة الفيفا، تماما مثل الفرنسى "ميشيل بلاتينى" فى رئاسة الاتحاد الأوروبى، بعدم ممارسة أى نشاط كروى حتى 2023، إثر تحفظات بشأن "إدارة غير شرعية وسوء الائتمان"، وما تردّد عن دفع بلاتر "رشوة" إلى بلاتينى، قيمتها زادت عن المليونى فرانك سويسرى.
كما ارتابت وزارة العدل السويسرية فى توقيع "بلاتر" عقداً منح بموجبه حقوق نقل مونديالى 2010 و2014، على نحو لم يخدم مصالح الفيفا، وجاء أن العقد إياه الذى أبرم مع الاتحاد الكاريبى ورئيسه السابق الترينيدادى "جاك وارنر"، شهد تصرف العجوز السويسرى على نحو انتهك واجباته الإدارية.
موقف بلاتينى
فى حالة "بلاتينى"، نفى صانع ألعاب المنتخب الفرنسى فى ثمانينيات القرن الماضي، ضلوعه فى سلوك غير قانوني، وشرح للمحققين السويسريين أنّ ما تلقاه قبل 4 سنوات هى مستحقات متأخرة حصل عليها فى عام 2011، هى مقابل عمل بموجب عقد رسمى قام به لمصلحة الفيفا بين عامى 1999 و2002، وأن تأخر حصوله على المبلغ كان بسبب الصعوبات المالية التى كان يعانى منها الاتحاد الدولى قبل ثلاثة عشر عاما.
نهايات مفتوحة؟
يبدو أنّ نهايات الفيفا وما يخص قمة هرم الكرة العالمية ستظلّ مفتوحة جاهزة لاستقبال فصول أخرى لا تقلّ سوادا، وهو ما قد تشهده مرحلة ما بعد انتخابات خلافة بلاتر فى رئاسة الفيفا المقرر لها 26 فبراير 2016، وهو موعد سيشهد مشاركة خمسة أسماء هى: الأردنى الأمير على بن الحسين، البحرينى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الفرنسى جيروم شامبانى، السويسرى جيانى إنفانتينو والجنوب إفريقى طوكيو سيكسويل.