بعد النجاح الكبير الذى حققته التجربة الألمانية فى التعليم العالى، والتى وصلت بدولة ألمانيا إلى مربع الدول الأولى صناعيا، كشف عدد من المسئولين الألمان السبب الرئيس وراء النهضة الصناعية الخاصة بهم، مؤكدين أن الجامعات التطبيقية القائمة على التطبيق العملى لما يدرسه الطالب هى أحد الأسباب الرئيسية فى النهوض بالصناعة الألمانية.
بوابة العبور للصناعة
تمثل الجامعات التطبيقية بوابة العبور للدولة المصرية إلى الصناعة الحديثة، وذلك من خلال تخريج جيل من المهندسين الفنيين القادرين على العمل بأيديهم وليس فقط تولى مهام الرسوم والتصميمات النظرية، فتمنح هذه الجامعات طلابها فرصة العمل بأيديهم خلال المرحلة الجامعية باتفاقات مع الجهات الصناعية العاملة فى المنطقة.
تتميز الجامعات التطبيقية بدولة ألمانيا بعدد من المزايا جعل عدد هذه الجامعات يصل إلى ضعف الجامعات البحثية العاملة هناك، من بين هذه المزايا حصول الطالب بالجامعات التطبيقية على نفس الشهادة التى تمنحها الجامعات البحثية على أن يتخرج الطالب مؤهلا للعمل فى مجال الصناعة الذى تخصص فيه مما يجعله ثمرة تقدم لعالم الصناعة تتنافس عليها الشركات المختلفة.
وتشترط الجامعات التطبيقية على الأساتذة العاملين أن يكون الأستاذ الجامعى الراغب فى التدريس بهذه الجامعات حاصلا على خبرة عملية بمجال الصناعة لا تقل عن 5 سنوات.
شهادات الجامعات التطبيقية تعادل نظيرتها البحثية
من جانبه، أكد الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، أن الشهادات التى تمنحها الجامعات التطبيقية تعادل الشهادات التى تمنحها نظيرتها البحثية، موضحا أن هذه الجامعات التطبيقية قد تمثل إنقاذا للتعليم الجامعى المصرى فى الفترة الحالية، وأن هذه الجامعات تنتج أيدى عاملى ماهرة قادرة على المشاركة النهضة الصناعية المنتظرة فى مصرنا الحبيبة.
وأوضح منصور، أن قوة التعليم الألمانى تتلخص بداية فى الجامعات التطبيقية التى توفر موارد بشرية تمثل عصب الاقتصاد الألمانى، مؤكدا أن التعليم الألمانى يتميز بالإنسيايبة الكبيرة فى الالتحاق بهذه الجامعات أو غيرها ويكون للطالب الحق فى تحديد تخصصه ورسم الطريق الذى يسلكه فى هذا التعليم دون وجود عوائق مما يوفر البيئة المناسبة للإبداع.
لا مستقبل للصناعة إلا بالجامعات التطبيقية
وقال الدكتور عبد الله سرور، الأستاذ بجامعة الإسكندرية، إن مصر فى أشد الحاجة إلى هذه الطريقة التعليمية التطبيقية، قائلا: "مصر تحاول تطبيقها فى الكليات التكنوولجية وإن كانت طبيعة العمل لا تبشر، وإنما أقول إنه لا مستقبل لدينا فى المصناعة وغيرها إلا بهذا النوع من التعليم لأن الإنكباب على الكليات النظرية لا يصنع هذا التقدم".
وأشار سرور، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إلى أن الجانب العملى فى الكليات العملية بجامعات مصر صار متواضعا، قائلا: "نتمنى أن تشجع الدولة هذا النوع من التعليم وتعمل على تطبيقه وتدعيم نظام التعليم فى مصر به لما لهذا النظام التعليمى من مزايا كبيرة قد تمنح قبلة الحياة للتعليم العالى فى مصر وتجعل هناك ارتباطا وثيقا بين التلعيم والصناعة مما يدفع رجال الصناعة فى المجالات المختلفة إلى البحث عن الطلاب المؤهلين والعمل على تدعيمهم".
واستكمل سرور: "كان لدينا نظام جيد فى المعاهد الفنية "سنتين بعد الثانوية العامة" بالاتفاق مع الجانب الألمانى كان يسافر الطالب بمقتضى هذا النوع من التعليم فترة دراسية بدولة ألمانيا، مؤكدا أن خريجى هذه الجامعات كونوا القاعدة الصناعية التى اعتمدت عليها مصر خلال حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر فى فترة الستينيات، موضحا أن هذه الجامعات التطبيقية ستحسن النظرة للتعليم الفنى وتعالج النقص وعقدة الشهادات لدى الكثير من المصريين ويكون مع الطالب شهادة جامعية عليا ومدرب على أعلى مستوى.