سادت حالة من الغضب والاستنكار بالساحة السياسية بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية شعورها بالقلق تجاه الأحداث الأخيرة بمصر والمتعلقة بمنظمات المجتمع المدنى بعد فتح التحقيق بشأن تلقى عدد من المنظمات تمويل أجنبى.
وتجلى هذا القلق فى بيان أصدره وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، أبدى فيه شعوره بقلق عميق من التدهور فى وضع حقوق الإنسان بعد قرار إعادة فتح تحقيق بشأن المنظمات غير الحكومية المصرية، وحث الحكومة المصرية على العمل مع الجماعات المدنية لتخفيف القيود عن حرية إنشاء الجمعيات والسماح لمنظمات حقوق الإنسان غير الحكومية بالعمل بحرية.
واعتبر عدد من السياسيين المصريين هذا التدخل أمر غير مقبول لكنه ليس بجديد على الخارجية الأمريكية، مؤكدا أنها اعتادت دائما إصدار بيانات موجهة لأيا من الدول بينما لا تنظر بعين الاهتمام لأى حدث يخترق حقوق الإنسان داخلها.
أمين راضى: "بيان الخارجية الأمريكية تدخل سافر فى الشئون الداخلية المصرية"
واستنكر اللواء أمين راضى، الأمين العام لحزب المؤتمر، بيان الخارجية الأمريكية بشأن تدهور أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، معتبره تدخلا "سافر" فى الشئون الداخلية المصرية، مشيرا إلى أن الأمر يتكرر مرارا دون وجود أى حرج لديهم من التدخل فى شئون القضاء المصرى.
وأضاف "راضى” لـ "انفراد"، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تراعى حقوق الإنسان عند التحقيق فى أى قضية إرهابية أو أى قضية تمس أمنها القومى، مؤكدا على وجود جمعيات بالفعل تعمل وفقا لأجندات خارجية وذلك يكون تلبية لمطالب الحصول على تمويل.
وأكد راضى على ضرورة الكشف عن كافة المتورطين فى قضايا تمس الأمن القومى المصرى لصالح جهات أجنبية.
"حامد جبر": علينا احترام أحكام القضاء
وشدد حامد جبر، عضو اللجنة التحضيرية لمبادرة "لنصنع البديل"، على أن أحكام القضاء لابد أن تحترم من الجميع، مطالبا بالانتظار حتى يمكن التعرف على أوراق القضية والتعرف على الأدلة الجديدة التى استوجبت فتح ملف التحقيقات مرة أخرى.
وأضاف "جبر"، قائلا: "يجب تطبيق القانون على الجميع وأذا كانت هذه الجمعيات عملت من خلال خرق القانون ولم تلتزم بالإطار القانونى المتعارف عليه فلابد من محاسبتها".
"مصر بلدى": الخارجية الأمريكية تتجاهل التعديات الصارخة على الزنوج الأمريكان
وأكد مجدى علام، أمين عام حزب مصر بلدى، أن وزارة الخارجية الأمريكية، اعتادت إصدار بيانات تخص حقوق الإنسان للدول خارجها، لكنها دائما ما تتجاهل ما يحدث داخلها من تعديات صارخة من قبل الشرطة الأمريكية على الزنوج أو غيرهم ممن يتعرضون لانتهاكات.
وأضاف علام لـ"انفراد "، أن الخارجية الأمريكية ليس لها أى حق فى التدخل بالشئون المصرية، قائلا "أمريكا دائما ما تقيم فرح فى الإعلام الدولى بمجرد ظهور أى حدث يتعلق بالمجتمع المدنى أو الديمقراطية فى مصر وتلتزم الصمت مع انتهاك شرطتها لحقوق الإنسان".
وأشار إلى أن الدولة عليها معالجة القصور الذى تواجهه فى الإعلام الدولى لتوضيح الصورة المصرية بشكل جيد إزاء قضايا المجتمع المدنى وحقوق الإنسان.
وأضاف أن قانون الجمعيات الأهلية لازال محل دارسة، مشيرا أنه يؤيد ما اقترحته وزارة التضامن الاجتماعى بإنشاء إدارة تتابع التمويل الأجنبى لكل الجمعيات وليس معنى المتابعة الرفض أو فرض قيد بعينه ولكن الدولة لها الحق فى التأكيد أن الأموال القادمة لا تستخدم فى شىء يضر صالح المجتمع.
"رفعت السعيد": اعتدنا على تصرفاتها كلما تمردنا فتحت قضية المنظمات
من جانبه قال رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، إن التجربة المصرية مع الخارجية الأمريكية اتسمت دائما بأنه كلما تمردت مصر عليها ظهرت قضية الديمقراطية والدفاع عن منظمات المجتمع المدنى وأن خضعت فالتزم النظام الصمت الدائم دون خلق أى زوبعة تجاهها فأمريكا لا تدافع عن أحد دون مقابل.
وأضاف أن أمريكا ليس لها الحق فى التدخل تجاه ما يحدث فى مصر مع منظمات المجتمع المدنى، موضحا أن وجود تلك المنظمات تتطلب أن يكون هناك قانون يحكمها، متسائلا عن مطالبة الخارجية الأمريكية بتخفيف القيود عليها وأن كانت تعنى عدم وجود قانون لها، قائلا: "أن كان ذلك ما تطلبه فهذا عبث".